المواجهة مستمرة بين الثوار والسلطة، فالطرفان لا يتنازلان عن مواقفهما، والتباعد مستمر. وفيما لم يهدأ الشارع في يومه الرابع والثلاثين، لم يفرج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن استشارات التكليف بعد، لكنه سيطلّ على اللبنانيين عند الساعة الثامنة مساء اليوم، في رسالة يتناول فيها الاوضاع الراهنة والتطورات الاخيرة، في ذكرى الاستقلال.
وكشف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عدم نيته المشاركة في الحكومة المنوي تشكيلها ورأى ان "المشاركة ستكون لها الاثر السلبي على الحزب". وقال: "بعد عقود من المشاركة في الحكم اصبنا بالاهتراء وآن الأوان لورشة داخلية"، لافتاً الى انه "بين المشاركة في الحكومة وبين الحزب افضل العودة الى الحزب".
وعن رأيه بإمكان عودة الوزير المستقيل جبران باسيل إلى الحكومة اجاب: "اعتقد ان هناك وجوهاً انتهت". ورأى ان "العهد كلّه انتهى وكذلك الطائف وما يحصل على الصعيد الحكومي مخالف للدستور".
وقال جنبلاط في حديث لـ"ام تي في":" نصحت الحريري بعدم ترؤس الحكومة المقبلة وقلت "فليحكموا حتى لو كانت من لون واحد" لكن يبدو ان كلامي لم يلق صدى". وأوضح انه قال للحريري اياك وتسمية النائب السابق محمد الصفدي.
في هذا الوقت، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "الخاسر الأكبر أمس الأول كان الفتنة ومن كان يؤججها، والرابح الأكبر كان لبنان وسلمه الأهلي، لأن الرهان كان على تعميم الفراغ الذي حذرنا منه تكراراً ومراراً".
وقال بري في لقاء الاربعاء النيابي: "بغض النظر عن الذي حصل إلا انه بالنسبة لنا كان اهم ما فيه انه لم تسقط نقطة دم واحدة، لأن المطلوب كان في الغرف السوداء التخطيط لإراقة الدماء وهو ما لا نقبله، فالأولوية بالنسبة إلينا كانت ستبقى لبنان وسلمه الأهلي".
وشدد بري على تفعيل عمل المطبخ التشريعي من خلال لجانه النيابية، وخاصة لجنة المال والموازنة من أجل مناقشة وإقرار موازنة 2020.
وسألت "نداء الوطن" النائب آلان عون هل سيشارك نواب "التيار الوطني الحر" في اجتماعات اللجان النيابية المُمدّد لها، في ظل دعوة "التيار" المجلس النيابي الى اجراء انتخابات المطبخ التشريعي، فأوضح "ان قرار التمديد للجان إرتكز على سابقتي الـ76 والـ 89 التي منعت بسبب ظروف قاهرة التجديد لتلك اللجان.
وهذا استند لرأي كبير القانونيّين الأستاذ إدمون رباط حول استمرارية المؤسسات الدستورية في الحالات الإستثنائية. إنما بمعزل عن السجالات القانونية التي قد تنتج حول هذا الموضوع، وقطعاً لها، يدعو "التيار" إلى جلسة إنتخابات اللجان في أقرب فرصة، وهذا لا يتناقض مع قرار التمديد للجان النيابية الحالية، لأنه إعتمد التمديد لمرحلة موقتة الى حين إمكانية تجديدها".
واعتبر عون ان"ما نمرّ به هو وضع إستثنائي ولا شكّ أن عمل اللجان هو ضرورة لإستمرار عمل المؤسسات من جهة، ولإنهاء القوانين المتعلقة بمحاربة الفساد (رفع السرية المصرفية، استعادة الأموال المنهوبة، الخ) وموازنة 2020 المنتظرة والتي هي كلها تصبّ في مطالب الحراك الشعبي والمتظاهرين".
وكانت الهيئة السياسية في التيار" اصدرت بياناً، تعقيباً على ما حصل في مجلس النواب امس الاول، دعت فيه المجلس النيابي الى انتخاب هيئة مكتب المجلس واللجان النيابية في اسرع وقت لتأمين انتظام العمل البرلماني وفقاً للأصول. وطلبت من اللبنانيين المنتفضين الدعم لإقرار اقتراحات القوانين المتعلّقة بمكافحة الفساد ورفضت كل مشاريع قوانين العفو العام عن الجرائم المرتكبة.
