عماد موسى

فولكلور أو دراما؟

22 تموز 2022

02 : 00

إستاءت النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون من وصف تحركاتها الإستعراضية بالـ"فولكلور"، كما أن عشّاق الدلعونا والشراويل والعتابا ويا غزيّل يا بو الهيبة استنكروا زج الفولكلور في ما شاهدناه من سيناريوات تصلح مادة لرواية بوليسية معاصرة. لو عاش الكاتب البلجيكي جورج سيمنون في عهد رياض/غادة لاستلهم مادة لرواية تجري أحداثها المشوقة بين الرابية وشارع الحمرا. ولو أمدّ الله بعمر أبي الفولكلور لطوّر أغنيته الشهيرة واستبدل "عونَك" بـ"عونِك" وصاغ مطلع أغنيته كالآتي: "عونِك جايي من الله / تيرجعلي مالي / وفيك يا غادِة الله / أنا شايف حالي".

لعون طرائقها في تطبيق القانون وملاحقة الفارين من وجه العدالة وتحقيق بطولات وهمية تضعها في حساب السيد الرئيس. والواضح أنها تميل، كما قال رئيس الحكومة، للاستعراض. تشعرها مساندة الحرس القديم بفخر الإنتماء إلى المدرسة العونية، وتطربها هتافات الدعم وآيات التبجيل وتغريدات المحبين. لا تتفاعل عون سوى مع كلمات المديح ولا تتوقف عند أي نقد. كما أنها تحب المواكبة الإعلامية. كاميرات الباباراتزي تعشقها. والميكروفونات تلاحقها خطوة خطوة. في العرض الأخير أبعدت ميكرو الـ" أم تي في" بيدها. ثم صرّحت باقتضاب عن مسار عملية "الثعلب". كانت العملية فاشلة كسابقاتها إعداداً وإخراجاً وتمثيلاً إلى درجة أن النائب اللواء جميل السيّد، رأى أن "مداهمة مصرف لبنان أصبحت فولكلوراً فاشلاً مُسيئاً للقضاء والأمن معاً، لذلك أوقفوا هذه المهزلة قوموا بمداهمة بشكلٍ صحيح". فولكلور. فولكلور. ضاقت البطلة ذرعاً بالفولكلور فغرّدت عبر حسابها على "تويتر": "هل أصبح تطبيق إشارة قضائية "فولكلور"؟، هل محاولة توقيف أحدهم مدعى بوجه بعدة جرائم هي "فولكلور"؟ وهل يجب على القضاء أن يأخذ الإذن السياسي ليتصرف في ملف فيه ادلة توفر شبهة بحق أحدهم؟".

أسئلة يمكن أن تُحال إلى القسم الشرقي في الكونسرفاتوار الوطني ليبت بالأمر: فولكلور أو مش فولكلور.

وإذا مش فولكلور ما قامت به العدو رقم واحد لحاكم مصرف لبنان، فهو مسلسل درامي يتابع اللبنانيون حلقاته الأخيرة منذ ثلاثة أعوام تقريباً والتوقعات أن ينتهي:

إما بالقبض على الحاكم مختبئاً في خزانة ثياب أو في جرن غسّالة.

إما بفشل الإنزال على سطح مصرف لبنان المركزي.

إما بإطلاق نار من غادة باتجاه رياض وإصابة مديرة مكتبه عن طريق الخطأ كما حصل في مسلسل "مرارة الحب"، حيث أخطأت بتول جوليا فراح راكان غوموش أوغلو فرق عملة.

أحد المشاهدين الظرفاء توقع أن ينتهي المسلسل بزواج رياض وغادة في احتفال مشهود تحضره الأخت أغنيس. ومن قال ان الكراهية المتبادلة قدرٌ محتوم؟