جورج الهاني

كلمة التحرير

من محطة آسيا المشرقة إلى بطولة العالم

25 تموز 2022

02 : 01

هي لم تكن نهاية القصّة في إندونيسيا أمس كما يعتقد الكثيرون على رغم الخيبة ومرارة الخسارة، بل إنها البداية الحقيقية المفعمة بالأمل والفرح اللذين حملهما أبطال كرة السلة اللبنانية الى كلّ بيت لبنانيّ مقيم ومنتشر، كون ما تحقّق في بطولة آسيا التي ضمّت أقوى وأعرق الدول في لعبة كرة السلة، ووسط الغيوم السوداء الملبّدة والظروف المأسوية المحيطة بهذا الوطن الجريح، يمكن وصفه بأنه أكثر من إنجاز رياضيّ وأقلّ من أعجوبة.

إنّ المطلوب اليوم من هؤلاء الأبطال الفدائيين أن ينطلقوا من المحطة الآسيوية المشرقة والمشرّفة التي بلغوها بالجهد والكدّ وعرق الجبين ويُكملوا طريقهم بثقة وثبات للوصول الى المحطّة الأبرز والأهمّ، وهي بطولة العالم التي ستقام الصيف المقبل، وهذا الطريق الذي لم يعد طويلاً، ليس صعباً أو شائكاً إطلاقاً، خصوصاً بعد العروض القوية والأداء الرائع اللذين قدّمهما المنتخب اللبناني في الإستحقاق القارّي، حيث أسقط الفيليبين ونيوزيلندا والصين والأردن، وهي منتخبات تفوقه تصنيفاً على المستويَين الآسيويّ والدولي، وكاد أن يُفاجئ أستراليا حاملة اللقب وزعيمة القارة الصفراء لو منحَه الحظّ بعض الثواني الإضافية في ختام المباراة.

غداً بعدما يلتقط أبطال الأرز أنفاسهم ويخلدوا للراحة والإستجمام الضروريَين، سيعاودون تنظيم صفوفهم بلهفة وحماس تحت رعاية الإتحاد اللبناني للعبة، وإشراف المدرّب الشابّ القدير جاد الحاج ومؤازرة جميع اللبنانيين، ليخوضوا غمار التصفيات الأخيرة لكأس العالم 2023، والتي سيستهلونها بمواجهة الفيليبين في 25 آب المقبل على ملعب مجمّع نهاد نوفل، على أن يقابلوا بعدها الهند على أرضها في 29 آب، ولا يبدو الإنتصار صعباً في هاتَين المباراتَين كون لبنان تخطاهما بسهولة في الدور الأول من كأس آسيا الأخيرة، ومن غير المستبعد أبداً أن يتكرّر المشهد الجميل مجدّداً في بيروت.


MISS 3