جنى جبّور

"مجالس عزاء" على "مسرح المدينة" تستفزّ رواد التواصل

نضال الأشقر: وافقنا على طلب "الحزب" لأنّ خشبتنا منصة حرّة للجميع

26 تموز 2022

02 : 01

نضال الأشقر

ما إن انتشرت دعوة حضور مجالس العزاء الحسينيّة طيلة أيّام عاشوراء ابتداءً من الأول من آب في مسرح المدينة في الحمرا، حتّى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، اذ أثار هذا الموضوع واستفز رواد المنصات مهاجمين ومنتقدين مديرة مسرح المدينة الفنانة نضال الاشقر المعروفة بعلمانيتها، معتبرين أنّ هذه الدعوة خير دليل على تغيير ثقافة البلد ونوع من "احتلال" لمسرح المدينة.

واثار المنشور (المرفق) سيلاً من التعليقات السلبية كما نالت الأشقر حصة الأسد منها؛ فمنهم من اعتبر أنّه "في الوقت الذي تعاني فيه الثقافة في لبنان من فقدان الدعم والتشجيع، يُفتح ‫مسرح المدينة لترويج الخطاب والسرديات الدينية"، وأنّ "هذه السابقة خطيرة وخطوة إضافية في المسارات المتزامنة لإنهاء لبنان اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. تُقفل الأفواه والمنابر المنادية بحقوق الناس فيما يعلو صوت النشاز الطائفي".




منشور الدعوة



وكتب البعض الآخر: "حسب القانون اللبناني، ممنوع فتح محل خمر قرب اماكن العبادة. القانون نفسه، مش ذاكر شي عن إقامة شعائر دينية قرب الخمّارات. كيف حسبتها الأخت نضال الأشقر؟ الشباب بيبكوا بمسرح المدينة، و بِفوتوا عالباب التاني يشربوا كاس كرمال ينسوا؟ أو بيشربوا كاس بال"ميترو"، وبفوتوا عالباب التاني يكفّروا عن معاصيهم؟ كتير سوريالي الخبر....الرجاء حدا يخبّرنا اذا هالصورة تركيبة".

وغرّد آخرون: "‏لطالما طالبنا أن يكون لبنان بلداً للتعايش واحترام شعائر الآخرين الدينية والطائفية وخصوصيتها، لكن يا ترى إقامة مجلس عزاء في "مسرح المدينة الثقافي" وسط شارع الحمرا السياحي التجاري المتنوع في بيروت أليس بنية استفزازية لإشعال فتنة طائفية لا سيما إن تضمن شتم الصحابة والسيدة عائشة رضي الله عنهم؟"، فيما كتب البعض الآخر: "من بعد "لبيك يا زين" في ملاهي سوريا مع الكحول والراقصات… قرروا ان يستكملوا مسيرتهم في مسرح المدينة بيروت! ويخرجوا علينا بالتهديد والوعيد يريدون منا ان نحترم شعائرهم!

وهم لم يتركوا مناسبة الا وجعلوا من شعائرهم مادة للسخرية بيد الجميع. #مسرح-المدينة مُحتل".

من جهتها، علّقت نضال الأشقر على هذا الموضوع في حديث لـ"نداء الوطن"، معتبرةً أنّ "الموضوع أخذ اكثر من حجمه"، وقالت: "لطالما أجّرنا المسرح لجميع نسيج المجتمع، ولم نرفض يوماً تقديم خشبتنا لأيّ كان، من الأحباش الى الأرمن والأكراد، مروراً بالــحزب الشيوعي والقومي".

وبالعودة الى مجالس العزاء الحسينيّة التي ستنظم في الأول من آب، قالت: "طلب منّا "حزب الله" تنظيم هذا المجلس لسرد قصص من كربلاء، ووافقنا على الطلب بكل سرور كون مسرح المدينة منصة حرّة للتعبير الحر، كما أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي نعرض فيها نشاطاً كهذا، فنحن ننظم منذ 27 سنة حتّى اليوم سهرات رمضانية وتراويح..."، مضيفةً: "أتفهم موجة الغصب التي أثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي، انطلاقاً من حساسية شريحة من المجتمع على الجهة المنظمة للعزاء".


MISS 3