إكتشاف 142 نقشاً جديداً في البيرو بمساعدة الذكاء الاصطناعي

09 : 25

في صحراء "نازكا"، جنوبي البيرو، تشكّل "خطوط نازكا" مجموعة من النقوش العملاقة ولا تتّضح أشكالها إلا من علو مرتفع. اليوم، يسهم الذكاء الاصطناعي في تسريع عملية البحث عن رموز خفية أخرى وبدأ يحقق النجاحات.

لطالما حيّرت "خطوط نازكا" الخبراء منذ اكتشافها في العشرينات. لقد نشأت بين العام 200 قبل العصر الحالي والعام 600 من الحقبة الحالية، وتشكّلت عبر إزالة الحجارة للكشف عن الرمال البيضاء تحتها ورصد أنماط هندسية متنوعة على شكل بشر وحيوانات تُعرَف باسم "جيوغليف". في العام 1994، صُنّفت تلك النقوش على لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ومع ذلك لم يفهم المؤرخون الغاية منها أو معناها.

في العام 2004، بدأ فريق بقيادة ماساتو ساكاي من جامعة "ياماغاتا" في اليابان يرصد جميع الخطوط على أمل الحفاظ عليها وفهم معناها. بعد عشر سنوات من العمل الميداني وتحليل بيانات ثلاثية الأبعاد وعالية الدقة، اكتشف الفريق 142 تصميماً جديداً وأعلن عنها في 15 تشرين الثاني. تدخل نقوش الجيوغليف في خانتَين أساسيتين: تصاميم كبيرة تشبه الحيوانات يصل طولها إلى 100 متر وكانت تُستعمل على الأرجح لترسيم أماكن ممارسة الطقوس القديمة؛ ورموز أصغر حجماً، بعضها أقل من 5 أمتار، وكانت تُستعمل على الأرجح كنقاط توجيهية للمسافرين.

تكثر النقوش التي لم يتم اكتشافها بعد، لكن تزداد صعوبة إيجادها اليوم. فقد تضرر جزء كبير من الخطوط بسبب الفيضانات والطرقات والتوسع الحضري. كذلك، يفترض الباحثون أنها تحتل منطقة أكبر بكثير مما كانوا يظنون، لذا سيحتاجون على الأرجح إلى وقتٍ أطول للبحث عنها بالطرق التقليدية.

لكن بالتعاون مع منظمة "آي بي إم" البحثية، يستعمل العلماء اليوم أنظمة حلول حسابية مبنية على التعلم العميق لتسريع عملية البحث. هم يستخدمون منصة سحابية لجمع كميات هائلة من البيانات الجغرافية المكانية، بما في ذلك نظام "ليدار" لتحديد المدى عن طريق الضوء، والطائرات بلا طيار، وصور الأقمار الاصطناعية، والمسوحات الجغرافية لإنشاء خرائط عالية الدقة لمناطق البحث. على صعيد آخر، يُدرّب الباحثون شبكة عصبية للتعرف على أنماط البيانات الخاصة بخطوط معروفة بحثاً عن خطوط جديدة. خلال الاختبارات أيضاً، اكتشف العلماء تصميماً جديداً لم يكن وارداً في البيانات المُجمّعة سابقاً (صورة روبوت أصغر حجماً وشبيهاً بالبشر). تطلّب هذا الاكتشاف شهرَين فقط، بينما احتاجت الوسائل السابقة إلى سنوات عدة.


MISS 3