أطلعينا باختصار على مبادرة "النداء الابداعي"؟
لقد عملت لفترة طويلة في مجال الاتصالات والعلاقات العامة والمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة على نطاق دولي. وعندما عدت الى الوطن، أتيحت لي الفرصة لتطبيق مفاهيم المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة وإنشاء برامج رائدة وشاملة، وأن أكون جزءاً من مجلس إدارة مبادرة الميثاق العالمي للأمم المتحدة في لبنان (UNGCL)، وهي مبادرة أطلقتها الأمم المتحدة والمعروفة بأنها "أكبر مبادرة استدامة للشركات في العالم".
في الوقت نفسه، انخرطت في العمل الاجتماعي في سن مبكرة جدّاً وشاركت في الكثير من المشاريع مع جمعيات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة والحالات الاجتماعية، والتي أصبحتُ عضواً في مجالس إدارتها من أجل خدمة قضيتهم بشكل اكبر كونها قريبة جدّاً من قلبي. ومنذ نحو سنة، قررت التفرغ لاطلاق مبادرة "النداء الابداعي" الفردية بالتعاون مع اشخاص ارادوا اظهار ابداعات أصحاب الهمم في لبنان، ونحن منفتحون للعمل مع المعنيين في الوزارات اللبنانية لما يصب في مصلحة فنانينا ولتعزيز قدرتنا على استقبال عدد اكبر منهم.
من أين انطلقت فكرة تنظيم معرض لأصحاب الهمم؟
نفذت "النداء الابداعي" الكثير من ورش العمل في مختلف المناطق اللبنانية مع فنانين من أصحاب الهمم تحت اشراف معلمي فنون وفنانين مشهورين، وأثمرت هذه الورش أعمالاً فنية رائعة وممتازة حفّزتنا على تنظيم معرض يحتويها.
وحالفنا الحظ أن تواكبنا السيدة سلوى شلهوب في "مشروعنا الحلم"، مقدمةً لنا "الأوبرا غاليري" التي تعتبر من أهم الغاليريات في العالم، لنعرض اعمال فنانينا فيها، بمواكبة فريق عملها الذي يساعدنا على تنفيذ معرض عالمي غداً.
ماذا يضم هذا المعرض وما الهدف منه؟
تحت عنوان "أرواح نابضة بالحياة"، ننظم معرضنا الذي ينطلق غداً الخميس عند الخامسة من بعد الظهر حتى الثامنة مساءً في "غاليري أوبرا" (وسط بيروت) ويستمر يومي الجمعة والسبت، بهدف القاء الضوء على الفنانين اللبنانيين ذوي الاحتياحات الخاصة، واظهار قدراتهم العالية في تقديم فنٍ راقٍ من الطراز الأول.
يشارك في المعرض 9 فنانين؛ 3 منهم مصابون بالتوحد (من الجمعية اللبنانية للتوحــــد)، 3 آخرون يعانون من اضطراب في السلــوك (من Zvartnotz center في برج حمود) و3 فنانين مكفوفون (من المدرسة اللبنانية للضرير والأصم).
ومن المعروف عالمياً أن الفنانين المصابين بالتوحد يتجهون نحو الرسم لقدرتهم العالية على حفظ الصور، مظهرين من خلاله عالمهم الخاص. كما يظهر المصابون
باضطراب في السلوك، مشاعرهم وطريقة تفكيرهم من خلاله ايضاً. أمّا بالنسبة للمكفوفين، فنعرف جيدّاً أنّ من يفقد بصره تتطور لديه حاستا السمع واللمس، وهذا ما يفسر ابداع هؤلاء في مجالي النحت والموسيقى.
من هنا، سيضم معرضنا نحو 60 لوحة رائعة و25 منحوتة مميزة.
هل يمكن لأي شخص من أصحاب الهمم الرسم والمشاركة في المعرض؟
بالطبع لا يتمتع كل أصحاب الهمم بموهبة فنيّة، لكن يمكن لأي فنان من اصحاب الاحتياجات الخاصة والذي ينتمي الى جمعية مسجلة الانضمام الى مجتمع "النداء الابداعي".
ما الصعوبات التي واجهت نشاطكم؟
ليس سهلاً تنفيذ ورش عمل مع اصحاب الهمم وحثهم على التأقلم وتعليمهم تقنيات جديدة، الّا أنّ "حلاوتها بصعوباتها"، فقد تمكّنا من تخطي كل الصعوبات والنجاح في عملنا. بالاضافة طبعاً، الى العقبات الأخرى التي قد تواجه أي مبادرة ريادية جديدة نظراً للظروف الصعبة التي تمرّ فيها البلاد.
الى من يعود المردود المالي الذي سيحققه "أرواح نابضة بالحياة"؟
يساعد هذا المعرض الفنانين على الاندماج أكثر في المجتمع، ويؤمن لهم مردوداً مالياً يساعدهم قليلاً في الاتكال على أنفسهم والعيش من عائدات اعمالهم الفنية. مع الاشارة، الى أنّ نسبة من البيع ستعود الى المؤسسة التي ينمتي اليها كل فنان مشارك، لمساعدتها على الاستمرار.
الى ذلك، قد لا يكون الفن والنشاطات الثقافية من أولويات اللبنانيين حالياً، نظراً الى وضع البلد وأزماته المتتالية، الّا أنني أدعو الجميع الى مشاركتنا للتنفيس عما في داخلهم من سلبية والاستمتاع بلوحات ومنحوتات مميزة لأشخاص مميزين يثابرون ويقاومون لاثبات أنفسهم وقدراتهم.
