"محادثات فيينا": محاولة أخيرة لتحقيق "خرق نووي"

02 : 00

كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري مغادراً قصر كوبورغ أمس (أ ف ب)

باشر مكلفو المفاوضات النووية محادثاتهم في فيينا بالأمس، في محاولة قد تكون الأخيرة لتحقيق خرق في الملف النووي الإيراني بغية التوصّل إلى "أرضية مشتركة" يُمكن من خلالها ابتكار تسوية لإعادة إحياء الإتفاق النووي الموقع العام 2015.

وفي اليوم الأول من المفاوضات، تتالت الاجتماعات الثنائية في قصر كوبورغ، وهو فندق فخم في العاصمة النمسوية تجرى فيه المحادثات النووية برعاية المنسّق الأوروبي أنريكي مورا.

واستقبل مورا السفير الروسي ميخائيل أوليانوف ثمّ نظيره الصيني وانغ كون وأخيراً كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، الذي كان قد اعتبر أن "الكرة في ملعب الولايات المتحدة لتُبدي نضجاً وتتصرّف بمسؤولية".

كما عُقِدَ اجتماع منفصل بين الموفدَيْن الإيراني والروسي، وهما عادةً ما يكونان مقرّبين خلال المناقشات. ولم يُعطِ الاتحاد الأوروبي أي معلومات حول مدّة هذه الاجتماعات غير الرسمية، ومن غير المتوقع القيام بأي إعلان صحافي.

وينزل الموفد الأميركي روبرت مالي في فندق آخر في الحي نفسه، إذ إن طهران لا تُريد اتصالاً مباشراً مع واشنطن. وفي تغريدة أعلن فيها أنه في طريقه إلى فيينا، سعى مالي إلى التخفيف من التوقعات.

وقال مالي: "تطلّعاتنا متأنية، إلّا أن الولايات المتحدة تُرحّب بجهود الاتحاد الأوروبي وهي مستعدّة لمحاولة التوصّل إلى إتفاق بنية حسنة"، معتبراً أنّه "سيتّضح قريباً جدّاً ما إذا كانت إيران مستعدّة للشيء نفسه".

ورحّب ديبلوماسي أوروبي مقرّه في فيينا بـ"لقاء يظهر إرادة الجميع للمضي قدماً. هذا أمر إيجابي، لكن لا شيء مضموناً"، في حين رأى خبراء أن لطهران، مثل واشنطن، مصلحة في الحفاظ على القناة الديبلوماسية قائمة بسبب عدم وجود "خيارات أفضل".

ومن بين العوائق الماثلة أمام المفاوضين، رفع "الحرس الثوري" الإيراني عن لائحة الإرهاب الأميركية. ونفى مصدر مطّلع في الفريق المفاوض النووي الإيراني لوكالة "فارس" تخلّي طهران عن طلب إزالة "الحرس" من لائحة الإرهاب، موضحاً أن التقارير عن تنازل طهران عن طلب إزالة "الحرس" من اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية "يفتقد للصدقية".

توازياً، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني أن طهران "ستُواصل توسيع قدراتها النووية حتّى إلغاء الحظر المفروض عليها"، معتبراً أن "الإجراءات الأمنية المتّخذة واليقظة الأمنية أدّت إلى وأد العمليات التخريبية الإسرائيلية التي تستهدف المنشآت النووية الإيرانية".

كما أشار إسلامي إلى أن الأنشطة النووية لبلاده تخضع حاليّاً للمراقبة المستمرّة من قبل "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" وفقاً لإتفاق الضمانات، مؤكداً "التزام طهران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية".

وفي ملف آخر، احتجّ الرئيس الفنزويلي المشكّك في شرعيّته نيكولاس مادورو على طلب الولايات المتحدة مصادرة طائرة شحن فنزويلية متوقفة منذ حزيران في الأرجنتين ومرتبطة بمسألة العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

وقال مادورو للقناة الرسمية "في تي في" إنّهم "يسرقون منّا طائرة تابعة لفنزويلا ومملوكة بشكل قانوني لفنزويلا في الأرجنتين بموجب أمر من محكمة، بعد احتجازها لمدّة شهرَيْن"، مؤكداً أن "فنزويلا تُعرب عن احتجاجها وتطلب من الشعب الأرجنتيني كلّ دعمه لاستعادة هذه الطائرة"، وادّعى أن الطائرة كانت تُستخدم لاستيراد أدوية إلى فنزويلا من الصين وروسيا والهند.

وفي الداخل الإيراني، كشفت وزارة الأمن (الإستخبارات) الإيرانية توقيف 10 إرهابيين ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، متّهمين بالتحضير لهجمات ضدّ مشاركين في مراسم عاشورائية، مشيرةً إلى أنهم دخلوا إيران من تركيا والعراق المجاورَيْن، وأوقفوا خلال عمليات نفّذت على مدى الأيام الثلاثة الماضية في غرب البلاد وجنوبها. واتهمت إيران إسرائيل باستخدام هؤلاء المتطرّفين "في أعقاب الفشل الكبير الأسبوع الماضي في تفجير مركز حسّاس".