محمد دهشة

"الجهاد الاسلامي": ذاهبون للقتال ولا خطوط حمراء لشعبنا ومقاومته

صيدا والمخيمات تنتصر لغزة: نريد كنس الاحتلال والحرية

8 آب 2022

02 : 01

من الوقفات التضامنية مع غزة في صيدا

لم تهدأ المخيمات الفلسطينية في لبنان احتجاجا على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة واغتيال عدد من قادة «حركة الجهاد الاسلامي»، الشارع الشعبي يغلي كعادته ويكاد ينفجر غضبا، واصوات الاحتجاجات تعلو فوق ما عداها، تتراجع الهموم الانسانية والخدماتية وحتى لقمة العيش امام الدماء، يردد ابناء المخيمات «نريد كنس الاحتلال والحرية والعودة للمساعدات الانسانية قضيتنا سياسية بامتياز».

في عين الحلوة انقلبت الحياة رأسا على عقب، والمخيم الذي يعيش هدوءا لافتا سعيا وراء قوت اليوم في ظل الازمة الخانقة بدل ابناؤه اولوياتهم، شارك بعضهم في مسيرات عفوية وبعضهم الآخر بوقفات احتجاج تندد بالعدوان. «انها رسائل تضامن متواضعة» يقول «حسين حليحل وهو يتابع الانباء عبر شاشات التلفزة، قبل ان يضيف «لن يقتلوا شعبنا بأكمله سنصمد ونردع العدوان كما المرات السابقة وسننتصر يوما ونعود مهما بلغت التضحيات».

لم يكد أبناء المخيمات يتنفسون الصعداء ويلتقطون انفاسهم وهم ينظمون المسيرات والاعتصامات ووقفات الاحتجاج رفضا لاستباحة المسجد الاقصى وتهويد القدس وتهجير المقدسيين، حتى عاد العدوان الاسرائيلي العسكري مجددا على غزة، «تريد اسرائيل خوض الانتخابات على دماء شعبنا الفلسطيني» تقول اسراء قبلاوي وتؤكد «ان دماءنا ليست حبرا وسيدفع العدو الثمن».

تعلو الاناشيد الحماسية والجهادية والثورية من بعض المكاتب الفلسطينية، تبدو بوضوح الاجواء غير عادية، انتظار وانظار شاخصة الى فلسطين، ويكاد يكون العدوان الحديث الوحيد بين الناس، «لا شيء يعلو فوق المعركة وهي بلا خطوط حمراء» يقول مسؤول العلاقات السياسية لحركة «الجهاد الاسلامي» بمنطقة صيدا عمار حوران لـ «نداء الوطن»، قبل ان يضيف ترجمة لموقف الامين العام زياد نخالة «ذاهبون للقتال ولا خطوط حمراء لشعبنا ومقاومته وان سرايا القدس مع كل فصائل المقاومة الفلسطينية في خندق واحد لمواجهة العدوان الصهيوني المستمر»، داعيا الى اوسع حملات تضامن ومسيرات واعتصامات ووقفات احتجاج في لبنان كي يسمع المجتمع الدولي معاناة الشعب الفلسطيني واصراره على الصمود والحرية والعيش بكرامة بعيدا من نير الاحتلال».

التأكيد على الوحدة الفلسطينية عنوان كبير لمواقف القوى السياسية الفلسطينية، والتحركات الاحتجاجية ابعد من رسالة تضامن ودعم وتأييد، انها تأكيد على ان الشعب الفلسطيني واحد في الداخل والخارج، وعلى الوحدة الوطنية والاسلامية في مواجهة العدوان الاسرائيلي. الوحدة نفسها لم تترجم فقط على ارض الميدان بالمشاركة في الاحتجاجات او بتنظيم المسيرات في مختلف المخيمات، حيث يتفاوت نفوذ القوى فيها، وانما في النعي ايضا، فحركة «فتح» نعت القيادي تيسير الجعبري، ووصف القائد العسكري والتنظيمي للحركة في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله العدوان الصهيوني بانه «همجي وغاشم»، كما نعته حركة حماس وأكدت «أن الأمور مفتوحة على كل الاتجاهات». بينما انخرطت الجبهة الشعبية عبر كتائب ابو علي مصطفى في المعركة.

في المخيم، لم تهدأ وقفات الاحتجاج والاعتصامات والمسيرات، وقد نظمتها حركة الجهاد، تحالف القوى الفلسطينية، القوى الاسلامية، الى جانب مسيرة شعبية للحراك الفلسطيني المستقل، على ان تنظم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اعتصاما اليوم في ملعب الشهيد ابو جهاد الوزير. ويقول أمين سر «القوى الاسلامية» الشيخ جمال خطاب، «ان المقاومة وشهداءها في غزة وفي كل فلسطين هم مصدر عز وفخر لأمتنا العربية والاسلامية وحقوق شعبنا لن تعود الا بالمقاومة»، بينما يشدد مسؤول «الجبهة الديمقراطية» فؤاد عثمان على «ان المعركة مع كل الشعب الفلسطيني بفصائله ومقاتليه»، ويقول «ستنتصر غزة كما انتصرت في المرات السابقة وسيحصد العدو الهزيمة والخيبة».

وقفات صيدا

وامتدادا الى صيدا، فان الوقفات الاحتجاجية اللبنانية والمشتركة لم تتوقف منذ بدء العدوان كتأكيد على احتضان القضية الفلسطينية وشعبها من جهة وعلى الوحدة الوطنية، اولها نظمها «الحزب الديمقراطي الشعبي» في ساحة النجمة في صيدا، وقال القيادي فيه عاطف أبريق لـ»نداء الوطن» ان «الوقفة رسالة تضامن ودعوة لنصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته»، وثانيها وقفة تضامنية نظمتها «المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية والفلسطينية في صيدا والجوار» تحت شعار «اما فلسطين واما النار جيلا بعد جيل»، في ساحة النجمة حيث رفع المشاركون الاعلام الفلسطينية ولافتات التأييد للمقاومة، وقال ممثل الاتحاد الديموقراطي «أشد» خالد ابو سويد لـ «نداء الوطن»، «ما يجري في غزة هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني والمطلوب التوحد خلف المقاومة». وثالثها الوقفة المساندة أمام مسجد «الغفران» في سيروب حيث اكد إمام وخطيب المسجد الشيخ حسام العيلاني انه «لن نسمح للعدو الصهيوني التفرد بهم وواهم من يعتقد ان المقاومة الفلسطينية لوحدها فنحن معها وما تقوم به هو حق طبيعي لرد الإعتداءات الصهيونية».


MISS 3