مايز عبيد

شمالاً: إضراب أصحاب محطات البنزين زاد منسوب القلق

29 تشرين الثاني 2019

02 : 00

قلق من الأوضاع الراهنة

لعلّه مشهد من أسوأ المشاهد التي يعيشها المواطنون. أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة الأزمات التي ترهق كاهل المواطنين برزت أمس وتمثلت في طوابير البشر التي تزاحمت امام محطات الوقود لساعات وساعات للتزود بهذه المادة، أو حتى لتأمين مخزون ما في "غالونات" منزلية لاستخدامها وقت الحاجة إليها.

فمع إعلان نقابة أصحاب المحطات الإضراب لثلاثة أيام التزاماً بقرار الهيئات الإقتصادية الإضراب، أطلت أزمة البنزين من جديد برأسها.

وتهافت المواطنون في الشمال على محطات البنزين في طرابلس وعكّار ومناطق شمالية أخرى لشراء مادة البنزين. واعتباراً من ليل الاربعاء الماضي بدأ المواطنون يصطفون بالطوابير أمام المحطات لتعبئة البنزين خوفاً من استمرار الإضراب حيث سرت شائعات بأن المحطات لن تكتفي بثلاثة أيام بل ستستمر بإضرابها لأبعد من ذلك، ما دفع المواطنين إلى تخزين البنزين في "غالونات" خوفاً من الإنقطاع التام.

عدد قليل جداً من المحطات لم يلتزم بإضراب النقابة واستمروا بتسليم البنزين للزبائن، لكن بأقل من الكمية التي كان الزبون أو المواطن يطلب الحصول عليها. وعلّل أصحاب هذه المحطات عدم التزامهم بالإضراب بأنهم "لا يريدون المشاركة في زيادة الضغط على المواطن" لكنهم بالمقابل شددوا على أن "أوضاعهم ليست بأفضل حال من أوضاع المواطنين. لأن فرق الدولار قد أثّر عليهم كثيراً وأدخلهم في نفق صعب لا أفق للخروج منه خصوصاً مع غياب الحلول وتمنّع الشركات المستوردة عن التسليم إلا بالدولار".

في المقابل فضّل العدد الأكبر من المحطات في طرابلس وعكّار ومناطق الشمال الإلتزام بالإضراب اعتباراً من صباح الخميس. فأقفلوا المحطات وسوّروها بالأشرطة وامتنعوا بذلك عن تلبية حاجات المواطنين من مادة البنزين. أما المحطة التي كانت تسلّم البنزين فكان الضغط عليها رهيباً جداً واستمر المواطنون وقتاً طويلاً حتى وصل إليهم الدَور. أصحاب المحطات التي التزمت الإقفال أكّدوا لنداء الوطن أنهم "ملتزمون بقرار نقابة أصحاب المحطات لأن الدولة لم تلتزم بوعودها لحل المشكلة بينهم وبين شركات التوزيع وهناك خسائر كبيرة يتحمّلها أصحاب المحطات دون سواهم". واستغرب هؤلاء كيف أن المسؤولين "لا يتحرّكون على خط الحلول مع كل ما وصلت إليه الأمور من تعقيد".


المحطات التزمت بالإضراب شمالاً



ودخلت وسائل التواصل على خط الأزمة لتنقل أخبار وأسماء المحطات التي لم تلتزم بالإضراب واستمرت بتسليم مادة البنزين. واعتبر المواطنون أن ما يحصل "لا يمكن وضعه إلا في إطار زيادة الضغط والخناق على المواطن أكثر في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها البلد ويعاني المواطنون منها بشكل خاص".

وفي دردشة لـ"نداء الوطن" مع عدد من المواطنين المتواجدين داخل سياراتهم أمام المحطات عبر هؤلاء عن قلقهم من الأوضاع الراهنة وشعورهم بأن "هناك من يحاول إذلال الناس وإبقاءهم أسرى أصحاب محطات البنزين، وأصحاب محلات الصرافة، والتجّار وأصحاب المحلات التجارية وتجار الأغذية بشكل عام. هذه الدولة التي تعلم أنه وفي ظل الأزمة الحاصلة واحتكار المحتكرين وجشع التجار والموردين، لا تتخذ أي إجراء لتخفيف وطأة الأزمة على الناس بل تسكت وتتغاضى لتكون شريكة كل هؤلاء في المساهمة بإفقار المواطن وإذلاله".

و فضّل الكثير من المواطنين عدم التجوال بسياراتهم إلا للضرورة. لا سيما في أعقاب سريان أخبار عن أن "الإضراب قد يكون مفتوحاً إلى أجل غير مسمى طالما لا حلول تلوح في الأفق". ولأجل ذلك فضل البعض من المواطنين "تعبئة سياراتهم قدر الإمكان وركنها لاحقاً في المنازل وعدم تحريكها إلا للضرورة القصوى".


MISS 3