الإرهاب يضرب أوروبا من جديد

"جمعة سوداء" في لندن ولاهاي... عمليّتا طعن توقعان قتلى وجرحى

11 : 14

فرق الشرطة والإسعاف هرعت إلى جسر لندن أمس (أ ف ب)

في حدثَيْن متشابهَيْن وشبه متزامنَيْن يُعيدان إلى الذاكرة موجة الاعتداءات الإرهابيّة التي ضربت أوروبا في السنوات الأخيرة، شهدت مدينتا لندن البريطانيّة ولاهاي الهولنديّة أمس عمليّتَيْ طعن أسفرتا عن سقوط قتلى وجرحى.وأعلنت الشرطة الهولنديّة مساء أمس عبر "تويتر" أنّ "هجوماً بسكين أوقع عدداً من الجرحى في غروتماركسترات في لاهاي. وتوجّهت أجهزة الإسعاف إلى المكان"، الذي يأوي سوقاً تجاريّة اكتظّ بمتسوّقين حاولوا الاستفادة من حسومات "الجمعة السوداء"، التقليد السنوي الذي يسبق عيد الشكر. وعلى بُعد أميال بحريّة، وتحديداً في بريطانيا، قُتِلَ شخصان وأصيب آخرون جرّاء مهاجمة رجل عدداً من المارّة بسكين عند جسر العاصمة لندن، فيما قتلت الشرطة المهاجم، الذي كان يرتدي سترة ناسفة "زائفة". وتأتي هذه المأساة قبل أقلّ من أسبوعَيْن من انتخابات يأمل رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون بالفوز بغالبيّة فيها، تُمكّنه من تطبيق "بريكست".

وأظهرت تسجيلات مصوّرة التقطها شهود عيان وانتشرت على "تويتر"، مجموعة تزيد عن عشرة رجال يُحاولون السيطرة على رجل بطرحه أرضاً على رصيف الجسر، وبجانبه سكين وحقيبة، قبل وصول عناصر الشرطة الذين أطلقوا النار عليه لدى محاولته النهوض.

وأفادت شرطة المدينة بأنّها تلقّت بلاغاً في شأن وقوع عمليّة الطعن قُبيل الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلّي، فأرسلت قوّاتها الخاصة إلى المكان، حيث "أطلقت النار على مشتبه فيه وقُتل في الموقع". وصرّح رئيس قسم مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانيّة نيل باسو للصحافيين بأنّه "عمل إرهابي، ونعتقد أن المشتبه فيه كان يرتدي سترة متفجّرات مزيّفة". وأُغلق الجسر فيما تمّ إجلاء الناس من الحافلات وقطعت شاحنة بيضاء الطريق المكتظّ، علماً أن يوم أمس صادف أيضاً "الجمعة السوداء". ووصل خبراء الأدلّة الجنائيّة إلى الموقع، في وقت اختصر رئيس الوزراء زيارة لدائرته الانتخابيّة في شمال غربي العاصمة ليعود إلى مكتبه في "10 داونينغ ستريت" للاطّلاع على المستجدّات. وأشاد جونسون بأجهزة الأمن، مؤكّداً أن "هذا النوع من الهجمات لن يتسبّب بتخويف هذا البلد أو تقسيمه أو ترهيبه، بل ستسود قيمنا البريطانيّة".

من ناحيته، قال رئيس المجلس الأوروبي الجديد شارل ميشال إنّه شعر بـ"حزن شديد لدى سماعه التقارير المأسويّة" من لندن، مشيراً إلى أن "الحرب على الإرهاب معركة مشتركة"، بينما أشار ناطق باسم البيت الأبيض إلى أنّه تمّ إطلاع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التطوّرات وهو يُراقب الوضع. وأفاد الناطق بأنّ "الولايات المتّحدة تُدين بشدّة كافة أعمال العنف المروّعة التي تستهدف الأبرياء، وتتعهّد تقديم الدعم الكامل لحليفتها المملكة المتّحدة"، علماً أن من المقرّر أن يزور ترامب بريطانيا الأسبوع المقبل للمشاركة في قمّة "حلف شمال الأطلسي".وتُعيد الواقعة إلى الأذهان الاعتداء الإرهابي الذي وقع في المنطقة نفسها قبل عامَيْن وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 48 بجروح. إذ في العام 2017، دهس متطرّفون يستقلّون شاحنة، المارّة على جسر لندن، قبل أن يُهاجموا الناس بشكل عشوائي بالسكّاكين في سوق بورو القريب. وأطلقت الشرطة النار على المهاجمين الثلاثة الذين كانوا يرتدون سترات انتحاريّة مزيّفة وقتلتهم.وتأتي هذه التطورات قبل أقلّ من أسبوعَيْن من انتخابات يُتوقع أن يُحقق فيها المحافظون بقيادة جونسون فوزاً مريحاً، وفق استطلاع جديد نُشِرت نتائجه في وقت متأخر الأربعاء. وكشف استطلاع معهد "يوغوف" أنّه إذا جرت الانتخابات الآن، فسينتزع المحافظون 44 مقعداً من حزب "العمال" المعارض، ليحظوا بغالبيّة مريحة تبلغ 68 مقعداً في مجلس العموم، ما قد يدعم خطّة جونسون لمغادرة الاتحاد الأوروبي في نهاية كانون الثاني.وأظهرت البيانات تحوّلات أكبر من حزب "العمال" إلى "المحافظين"، في مناطق أكثر تأييداً لـ"بريكست"، خصوصاً في مناطق شمال البلاد ووسطها. لكنّ المحافظين يُحاولون عدم التراخي أمام النتائج الإيجابيّة، إذ حذّر مستشار جونسون الذي كان وراء حملة "بريكست" العام 2016 دومينيك كامينغز قبل ساعات فقط من نشر الاستطلاع، من أن المنافسة لا تزال حامية. ويتوقع استطلاع "يوغوف" أن يرتفع مجموع مقاعد المحافظين إلى 359 من مجموع المقاعد البالغ عددها 650، مقابل 211 للعمال، ما يعني خسارة الحزب اليساري 51 مقعداً، مقابل "أفضل أداء للمحافظين منذ العام 1987"، وهذا الأمر سيدفع حزب "العمال" إلى إعادة تركيز حملته على الدوائر الانتخابيّة التي صوّتت لمصلحة "بريكست"، وفق "بي بي سي".


MISS 3