مايز عبيد

في الذكرى الأولى لانفجار التليل - عكار

الأهالي يطالبون بالعدالة الكاملة وبالتعويضات

17 آب 2022

02 : 00

مكان الإنفجار

بالرغم من كل ما حصل جرّاء أزمة المحروقات التي شهدتها البلاد في الأشهر الماضية، وتفجير التليل هو أحد أوجهها، تعود أزمة المحروقات لتلوح في الأفق وكأنّ لا شيء حصل. بالحزن والأسى استقبل أهالي شهداء وجرحى الإنفجار، الذكرى الأولى لمأساة التليل، وقد أودت بالعشرات بين شهداء وجرحى، إثر انفجار خزان للوقود في منطقة دريب - عكار.

في مثل هذا اليوم تحوّل نهار عكار إلى ليل، وبعد سنة على الإنفجار الذي غيّر أقدار كثيرين في المنطقة وترك لديهم حزناً هائلاً، لا يزال المبنى المحروق والآليات على طريق الدريب العام، شهوداً على جريمة سلطة بحق شعبها، بعدما حرمتهم من المواد الأساسية للعيش واضطروا للتعرّض للموت للحصول عليها. الناس لا يزالون يعيشون تداعيات هذا الإنفجار إذ قلّما تجد بيتاً في قرى المنطقة ليس فيه شهيد أو جريح. ويقول رئيس اتحاد بلديات الدريب الغربي أحمد كفا لـ"نداء الوطن": "هناك ملفات من وقت الإنفجار ووعود بتعويضات لم تصل أو تكتمل، ولذلك ثمة حاجة إلى استكمال هذه المساعدات وتلك الوعود التي وُعد الأهالي بها"، ويؤكد "المضي قدماً مع اللقاء الروحي في عكار وفاعليات المنطقة والمعنيين بالملف، من أجل تحصيل حقوق الأهالي وذوي الشهداء والجرحى والمصابين، فهذا ملف إنساني أخلاقي ووطني، وعلى كل الغيورين على المصلحة الوطنية أن يقوموا بما يمليه عليهم واجبهم في هذا الصدد".

بدوره، دعا الشيخ سمير العلمان الجمعيات الإغاثية إلى إيلاء جرحى التليل الإهتمام اللازم لا سيما أنهم بحاجة إلى أدوية وأسعارها غالية الثمن ولا قدرة للأهالي على تأمينها. وأشارت ماجدة حاويك وهي أم لشهيدين وجريح الى أنها لا تزال تعيش الصدمة منذ ذلك الوقت، فالخسارة كبيرة والدولة لم تقم بواجباتها في متابعة علاج ابنها المصاب وأسعار الأدوية مثل النار. وأكد الجريح ماجد درويش أن الإنفجار قضى على مستقبله وكان المعيل الوحيد لعائلته وقد تضرّر جسده ويده اليمنى بالكامل ولا يقوى على تحريكها.

إذا كان تعويض الأهالي ما خسروه وهو فلذات أكبادهم غير ممكن، وكذلك لا يمكن تعويض الجرحى عن كل الأضرار التي لحقت بهم، إلا أنه وبعد سنة كاملة على الإنفجار، لا يزال الناس بانتظار استكمال وعود الدولة، سواء أكان عبر التعويضات أم عبر المساعدات أم عبر تطويع أقرباء وذوي الشهداء في السلك العسكري. فأحمد حاويك وهو والد شهيد في الإنفجار يشير إلى أنه طُلب منه اسمان من ذويه من أجل الإلتحاق بالسلك العسكري ولم يحصل على جواب حتى الآن بهذا الخصوص، في حين أن شباناً من غير أولاده تم تعيينهم.

وإذا كان القرار الظني قد صدر في هذه الحادثة، وآراء الأهالي تتفاوت في شأنه غير أن الجميع يصرّ على ضرورة أن تكون العدالة كاملة في هذا الملف وأن تكون التعويضات والوعود كاملة هي الأخرى من دون نقصان.


MISS 3