جنى جبّور

"طرابلس للأفلام" ينطلق هذا الشهر

الياس خلاط: نسعى لإعادة افتتاح دور سينما تليق بالإرث الطرابلسي

9 أيلول 2022

02 : 01

الياس خلاط متوسطاً غسان خوجه وفاطمة شحادة
يحجز مهرجان "طرابلس للأفلام" مكاناً مميزاً على خارطة المهرجانات العربية، حيث ينتظره سنوياً جمهور يقصده من مختلف المناطق اللبنانية والبلدان، ما يفسر أهمية هذا النشاط على الساحة الثقافية والاقتصادية في عاصمة الشمال المهملة، ليعكس صورة المدينة الحقيقية الغنية بالإرث الثقافي وحب الحياة بعيداً من جحيم الفقر وزوارق الموت. المهرجان الذي تمتد فعالياته من 22 حتّى 29 الجاري، يزخز ببرنامج غني ونشاطات مميزة تنظَّم على هامشه، بحسب ما يكشفه مؤسس ومدير المهرجان الياس خلاط في حديثه لـ "نداء الوطن".



ما أهمية هذا النشاط الثقافي على الساحة الطرابلسية؟


استطاع مهرجان "طرابلس للأفلام" هذا العام أن يتوسع منظماً دورة متكاملة الفعاليات، بعدما اجبرتنا "كورونا" على احياء دورات أخرى مختصرة وافتراضية في 2020 قبل أن نعود الى العرض الحي العام الماضي.

للأسف، يعتبر مهرجاننا من النشاطات الطرابلسية القليلة التي تجذب جمهوراً من مختلف البلدان والمناطق اللبنانية الى طرابلس عاصمة الثقافة، كما أنه يعتبر نافذةً للمدينة وللبنان في الخارج. ناهيك عن دوره المهم على المستوى الثقافي والاقتصادي في المنطقة.

تضم دورة 2022 برنامجاً زاخراً بالنشاطات. أخبرنا عن الأفلام المتنافسة ضمن المسابقة الرسمية


في "بيت الفن" في مركز "العزم الثقافي" سنعرض 48 فليماً تم اختيارها من اصل 400، للتنافس ضمن 3 فئات: الأفلام الروائية الطويلة، الوثائقية، والقصيرة ضمنها أفلام التحريك. مع الاشارة، الى انّ المهرجان يتفرد منذ تأسيسه في 2014 بتخصيص جائزة مستقلة لأفلام التحريك في العالم العربي.

وكان لافتاً هذه السنة المشاركة العربية ولا سيما الأردنية ضمن فئة الأفلام الروائية الطويلة، وكذلك المشاركة الأوروبية ضمن الأفلام القصيرة. ولأن مهرجاننا مفتوح على كل المواضيع تتمايز الأفلام المختارة بمواضيعها المتنوعة، رغم أنّ بعضها يتشارك سمات مشتركة تدور حول البعد الانساني والتساؤلات الوجودية.

وبالانتقال الى لجان التحكيم، تضم فئة الأفلام الروائية الطويلة كلاً من الممثل والكاتب جورج خباز، المخرج ميشال كمون والمخرجة والمنتجة الفلسطينية مي عوده. وعن فئة الأفلام الوثائقية: المخرجة مورييل أبو الروس، الممثلة والاعلامية ماري تيريز معلوف والمخرج الاردني محمود المسّاد. أمّا لجنة الأفلام القصيرة والتحريك فتضم الممثلة مروى خليل، المخرجة سارة قصقص والمنتجة الفرنسية مارين فيان.

على هامش المهرجان، تنظمون عدداً من النشاطات الأخرى. ما هي؟


يعتبر "المنتدى المتخصص" الذي يتناول موضوع إشكالية الإنتاج السينمائي في لبنان وفرص التمويل المتاحة، من أهم النشاطات المرافقة للمهرجان، ويضم لقاءات وحوارات مع متخصصين في صناعة السينما أبرزها ورشة عمل تتناول النقد السينمائي مع الناقد السينمائي نديم جرجورة موجهة لطلاب الصحافة والاعلام وتتمحور حول طريقة كتابة النقد السينمائي، حلقة "ماستر كلاس" مع المخرج ميشال كمون وأخرى مع الكاتب والممثل جورج خباز، حوار مع المنتجة المصرية شاهيناز العقاد، بالإضافة إلى لقاءات أخرى مع فنيين وتقنيين وطاولات مستديرة حول مواضيع التمويل والانتاج والتوزيع.


كما نعرض في "بيت الفن" أيضا, افلاماً من خارج المنافسة مثل فيلم "السجناء الزرق" (the blue inmates) بحضور زينة دكاش، وثلاثة أفلام روائية قصيرة فائزة في المسابقة العالمية لفيلم "48 ساعة – بيروت"، اضافةً الى ثلاثة أفلام قصيرة نتاج ورشة عمل أقيمت ضمن فعاليات مهرجان "القدس للسينما العربية" لهذا العام.

كذلك، استحدثنا في هذه الدورة منصة دعم للأفلام القصيرة ممولة من شركة "Lagoonie Films" المصرية، يتنافس فيها 46 مشروع فيلم من لبنان والدول العربية على أنّ نختار 5 مشاريع افلام ستحصل على جوائز مختلفة. وتضم لجنة تحكيم المشاريع، 3 أعضاء هم: المخرج والمنتج نيكولا خباز، المخرج والمنتج بشير أبو زيد والمنتج المصري معتز عبد الوهاب.

هل يمكن ان تشمل فعاليات المهرجان في الدورة المقبلة مثلاً اعادة افتتاح اي من دور السينما الطرابلسية؟



ملصق المهرجان




هذا حلم بالنسبة لنا، نتمنى ونسعى جاهدين لتحقيقه. فالمشروع ليس غائباً أبداً عن مفكرة فعاليات المهرجان، الّا أنّ تكلفة التنفيذ مرتفعة جدّاً لا سيما أنّ الصالات بحاجة الى اعادة تجهيز من الصفر لتأمين كل التقنيات اللازمة، ناهيك عن البنى التحية الغائبة عن المنطقة ككل.

نتمنى أنّ نحصل على التمويل المناسب لنعمل على اعادة افتتاح أي من الدور الموجودة لتليق بالارث الثقافي السينمائي العريق للمدينة.

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، كيف تمولون مهرجانكم؟

مشكلة قلة التمويل وهاجس تأمين ميزانية المهرجان، يرافقاننا منذ 9 سنوات حتّى اليوم، وتسببا بفقداننا أفراداً من فريق عملنا، لا سيما مع غياب اي دعم رسمي لمهرجاننا المستقل وتراجع الممولين اللبنانيين، ما أجبرنا على الاتجاه الى منظمات دولية لتمولنا. أمّا بالنسبة لدورة هذه السنة، فهي ممولة من برنامج "See Change" الممول من الإتحاد الأوروبي ومن دائرة الشؤون الثقافية في السفارة الأميركية.


MISS 3