تشارلز الثالث تعهّد في خطابه الأول باحترام البلاد والدستور وعيّن وليام ولياً للعهد

"سقط جسر لندن"... بريطانيا تتأهّب لوداع الملكة

02 : 00

تشارلز الثالث مخطاباً الأمة والكومنولث (أ ف ب)

بين ترتيبات جنازة إليزابيث الثانية، وتتويج ابنها البكر تشارلز الثالث، تتأهب المملكة المتحدة لوداع الملكة الراحلة بـ»هدوء» في قصر بالمورال باسكتلندا، واستقبال الملك الجديد، في مراسم بروتوكولية هي الأكثر دقة وتفصيلاً وجاذبيةً في البلاد وبين الدول الملكية في أوروبا والعالم، تُحاكي عراقة التاريخ البريطاني وتضيء على مكانة العرش وتَعلّق الشعب به وبثقافته وتقاليده.

عملية «يونيكورن»


أُعدّ هذا البرنامج التاريخي لما بعد وفاة الملكة التي حكمت 70 عاماً و7 أشهر منذ سنوات وتمّت مراجعة الخطة التي سميت «جسر لندن انهار» باستمرار، وأضيفت إليها عملية «يونيكورن» التي وضعت في حال وفاتها في اسكتلندا، أن يعاد جثمانها إلى لندن.

ومع عودة الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا أمس إلى لندن ولقاء رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس، تستكمل التفاصيل الأخيرة للجنازة وفترة الحداد للعائلة المَلكية، كما تُنكّس الأعلام البريطانية وتدق الأجراس وتطلق المدفعية 96 طلقة في ذكرى الملكة.

إلى ذلك، يجتمع اليوم مجلس الخلافة الذي يتألف من شخصيات مرموقة، في قصر سانت جيمس في لندن ويعلن أن تشارلز أصبح ملكاً، وسيُتلى الإعلان من على شرفة قصر سانت جيمس ثم ينقله أفراد من الحرس الخاص في عربات تجرها خيول لقراءته في ساحة ترافلغار، ويعلن البرلمان ولاءه للملك ويعبر عن تعازيه له، كما يستقبل الحكومة ورئيسها.

ويُنقل نعش الملكة الأحد في 11 أيلول إلى قصر هوليرود هاوس المقر الرسمي للملك في اسكتلندا، وتعلن الإدارات المفوضة في اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية قدوم الملك الجديد، على أن ينقل جوّاً في 13 أيلول إلى لندن ثم إلى قصر باكنغهام.

وتسجى الملكة في قاعة «ويستمنستر هول» لأربعة أو خمسة أيام على قاعدة مغطاة بقماش أرجواني، حتى يحين الموعد المرجح لجنازة الدولة في 19 أيلول بكاتدرائية ويستمنستر بحضور كبار الشخصيات الذي يتوقع قدومهم من جميع أنحاء العالم. وبعد المراسم، ستدفن الملكة في كنيسة الملك جورج السادس في قلعة وندسور، وهي مبنى ملحق بالكنيسة الرئيسية. وسيتم بعد ذلك نقل نعش زوجها الأمير فيليب الذي توفي العام الماضي ليكون إلى جانبها.



الأمير وليام وعائلته (أ ف ب)



تشارلز الثالث

في أول خطاب له، تعهد ملك بريطانيا، تشارلز الثالث أمس، باحترام البلاد والدستور، فيما أشاد بالتضحيات التي بذلتها والدته الراحلة، الملكة إليزابيث الثانية، طيلة سبعة عقود من جلوسها على العرش قبل أن ترحل عن الحياة أمس الأول عن عمر 96 عاماً.

وأعلن الملك الجديد، في الخطاب الذي حظي بمتابعة واسعة في بريطانيا، تسمية الأمير وليام الذي يبلغ أربعين عاماً، ولياً لعهد بريطانيا، وأميراً لويلز. وقال: «مبادئنا لا تزال كما هي والمهمات الملكية والمسؤوليات مستمرة»، مشدداً على أنه «سيخدم الجميع بولاء وحب». وتابع: «مجتمعنا أصبح يتمتع بالتعددية الثقافية والدينية»، مضيفاً: «استطعنا أن نحقق التقدم والازدهار، وحافظنا على قيمنا».

وأشار الملك إلى أن تنصيبه ملكاً سيجعله غير قادر على التفرغ للأعمال الخيرية كما كان يفعل من ذي قبل، لكن قال إن هناك من سيتولى الأمر بأمانة.

وصافح الملك البريطاني الجديد أفراداً من العامة خارج قصر باكنغهام أمس، بعدما نزل من سيارته. وأظهرت لقطات تلفزيونية تشارلز وزوجته كاميلا ينزلان من السيارة الملكية وسط هتافات من حشد تجمّع خارج القصر.





الأمير وليام ملكاً بعد والده

يستعد الأمير وليام منذ سنوات للحظة التي حلّت الخميس بوفاة الملكة إليزابيث الثانية، إذ أصبح الرجل الذي يحظى بشعبية واسعة وريثاً للعرش البريطاني وهو في سن الأربعين، وسيكون تحت المجهر أكثر بفعل انكفاء شقيقه هاري عن العائلة المالكة.

فالنجل البكر لتشارلز والأميرة الراحلة ديانا اكتسب في سن مبكرة جداً حسّ الواجب الذي يُفترض بملك المستقبل أن يتحلى به.



الملك وسط الحشود أمام قصر باكنغهام في لندن (أ ف ب)


ويحرص وليام على أن يعيش حياة طبيعية قدر الإمكان في انتظار أن يحين دوره، فينصرف للاهتمام بأولاده الثلاثة الصغار الذين يعيش معهم في قصر كنزيغتون في لندن، ويمتثل للقواعد التي تقيّد التصرّفات العامة لأبناء الأسرة الملكية.

عمل الأمير وليام عامين طياراً يقود مروحيات مخصصة للإسعاف تابعة لمؤسسة خيرية متخصصة في هذا المجال، لكنّه ترك هذه المهمة التطوعية عام 2017 بغية التفرّغ لمهامه ضمن العائلة الملكية. وتزايدت أهمية دوره هذا مع تقدّم جدته إليزابيث الثانية في السنّ وتراجع نشاطها، فيما كان شقيقه هاري وعمه أندرو يبتعدان عن العائلة الملكية.


MISS 3