إصدارات لراني محمد عمايري عن الدار العربية للعاوم ناشرون

"بعد صراع طويل مع الخيال"

02 : 00

بعد صراع طويل مع الخيال

وحده الخيال، يستطيع أنْ يحرّر عقولنا من أغوارها السحيقة، ورواية "بعد صراع طويل مع الخيال" هي انتصار إبداعي لرؤيا غنيّة بالخيال؛ تمزج بين حدَّيها الواقعي والمتخيَّل، فكيف استطاع الروائي راني محمد عمايري المزج بين هذين الحدّين، تبعاً لطبيعة الأنساق التعبيرية في هذا المتن الروائي المميز؟

يبدأ النص بتحذير من رأفت عثمان؛ "بطل هذه الرواية" وخطابه القولي الموجّه إلى قارئ محتمل بأنّ كل ما يراه ليس حقيقياً، وكل ما يلمسه ليس موجوداً، فالعقل قد يخونك أحياناً، لذا عليك أن تعيش حياتك في شك دائم، ولا تثق حتى بعقلك!

في الخطاب الروائي، يتمّ التركيز على عنصر الزمن بعد أن تم تجاهل المكان عمداً، فالروائي يستخدم النسق الزمني المتقطع، حيث يبدأ سرد الحدث من نقطة تأزّم درامي قوي وسط المحكي تتشعّب مساراته واتجاهاته الزمنية هبوطاً وصعوداً وتوقّفاً وعودة. فنتعرّف في البداية على علاقة البطل بذاته مروراً بشخوص الرواية، لننتهي بوقع هذه العلاقات على حياته. أما الجديد في تقنيات هذه الرواية، ونحسب أنه لم يسبق الروائي إليها أحد، فهو تقديمه اختصارات (نثرية – روائية) بعد نهاية كل وحدة سردية يُمكن اعتبارها بمثابة نقطة توجيهية في ترتيب الأحداث وتواليها داخل النص، وبالعنوان الرئيسي، فهي تعمل على استعادة الأحداث وتكثيفها، وخلق فضاء يوهم القارئ بواقعيتها، كما أنها تشكّل علامات/ بؤر نصية ماكرة ومخاتلة، تتجاوز وظيفتها "تيمة" الرواية لتطول وظائف أخرى تستمدّ دلالاتها من سياق نسيج النص الروائي كله، لتشكّل في النهاية قيمة مضافة في مضمار السرد الروائي الحديث.


MISS 3