كلاب "تشولوز" العائدة إلى حقبة "الأزتيك" من رموز الهوية المكسيكية

11 : 48

تحظى كلاب شولوييتزكوينتل بتقدير كبير في المكسيك إذ يعود وجودها في هذا البلد إلى زمن حضارة الأزتيك قبل آلاف السنين، حتى أنّ منحوتات عنها تزيّن أروقة متحف في العاصمة مكسيكو بجوار لوحات لفريدا كالو ودييغو ريفيرا لا تقدر بثمن.

وتتميز هذه الكلاب السوداء ببشرتها الناعمة والخالية من الوبر وهي أصبحت تشاهد أكثر في المكسيك خصوصاً في العاصمة حيث أقيمت لها 13 منحوتة في متحف دولوريس أولميدو وعيّن حارس خاص للاهتمام بها.

وجاء اختيار كالو وريفيرا لهذا النوع من الكلاب بشكل طبيعي إذ أنها تعتبر من تراثهما المكسيكي. وتظهر كلاب "تشولوز" وهو اسمها المختصر، في لوحاتهما وبعضها معروض في المتحف.

وتعود أصولها في المنطقة إلى 7 آلاف عام وتم تدجينها للمرة الاولى قبل حوالى 5 آلاف عام. ومن أجل إطلاق اسم عليها، استلهمت شعوب الأزتيك من إله الموت "تشولوتل" وأضافوا إليه "يتزكوينتلي" التي تعني كلباً.

وهم اعتادوا على دفن أنفسهم مع كلابهم الخاصة بحيث ترشدهم إلى عالم "ميكتلان" الموجود تحت الأرض بعد وفاتهم. وقد أدى وصول الغزاة الإسبان في العام 1519 وإطاحة الأزتيك إلى اختفاء هذا النوع من الكلاب.

ونجت أعداد لا بأس بها من كلاب "تشولوز" عبر جبال جنوب المكسيك حيث قام الاسبان بغزوات قليلة. وفي البرية، دجنها السكان الأصليون. وقالت المؤرخة ماريا أولفيدو مورينو لوكالة "فرانس برس": "لقد حافظ هؤلاء المزارعون على هذه الكلاب وقاموا بتربيتها كحيوانات أليفة". بعد خمسة قرون، عادت كلاب "تشولوز" لتتجول في أحياء مكسيكو سيتي والبلاد. وأضافت مورينو "لم تكن كلاب "تشولوز" بمثابة مصدر إلهام للفنانين المكسيكيين فحسب، بل انضمت أيضاً إلى قائمة الرموز المكسيكية مثل الهياكل العظمية التي تعرض في يوم تذكار الموتى وفريدا كالو والروزنامة الخاصة بالأزتيك".

ويفسّر عدم وجود الفراء الذي يميز هذا النوع من الكلاب بوجود تحوّل جيني يمنعهم من فك شيفرة الحمض النووي الخاص بهاً، وفقا للخبراء.

وتتميز أيضا كلاب "شولوييتزكوينتل" بعدم وجود الأسنان الطاحنة ما يسمح بإعطائها وجهاً مبتسما.

أما درجة حرارة أجسادها فهي مرتفعة لدرجة أنه في العصور القديمة، كان الأشخاص الذين يعانون من الروماتيزم أو الربو يجلسون بقربها للمعالجة. إنّ تاريخ عودتها الكبير يعود إلى القرن العشرين حين أطاحت الثورة المكسيكية في العام 1910 الديكتاتور بورفيريو دياز.

وقد أعادت النخبة المثقفة المكسيكية الجديدة التي تعد كالو وريفيرا جزءاً منها تخصيص رموز الهوية الأصلية خصوصا كلاب "تشولوز".

وقالت أمينة المتحف جوزيفينا غارسيا "بالنسبة إلينا، هذه الكلاب هي أعمال فنية حية، تماما مثل لوحات ريفيرا وكالو".

وقد أطلق روبن ألباران مغني فرقة "كافيه تاكفبا" لموسيقى الروك على هذا الكلب "رمز رسمي لمكسيكو سيتي" في العام 2016، وهو يعتبر أحد انواعه المفضلة. وقال المغني لوكالة فرانس برس "لديها هذه العلاقة بالثقافة المكسيكية التي أحبها".وظهرت كلاب "تشولوز" أيضا في فيلم "كوكو" من إنتاج "ديزني- بيكسار" في العام 2017 وهو حصل على جائزة أوسكار كأفضل فيلم رسوم متحركة.

وقال راول فالاديز وهو خبير في علم الحيوان القديم "يعد كلب "تشولوز" اختياراً جيداً للأشخاص المهتمين بالهوية المكسيكية كما أنه حيوان أليف ممتاز للقيام بتنقلات سريعة في مكسيكو سيتي ويمكنها العيش في شقة ومن السهل تربيتها". 


MISS 3