"عرس ديموقراطي" هدفه إنهاء مأزق "بريكست"

إستطلاعات متقاربة عشيّة الانتخابات البريطانيّة

12 : 23

تعهّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس "القتال من أجل كلّ صوت"، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي تقارباً في نتائج الانتخابات البريطانيّة الهادفة إلى وضع حد لأزمة "بريكست". ويتوجّه البريطانيّون إلى صناديق الاقتراع اليوم للمرّة الثالثة في أربعة أعوام، على خلفيّة المأزق السياسي المستمرّ منذ الاستفتاء العام 2016 على الخروج من الاتحاد الأوروبي.وحافظ حزب المحافظين على التقدّم في استطلاعات الرأي، لكن استطلاع "يوغوف" النهائي الذي نُشِرَ في وقت متأخّر الثلثاء، توقّع أن يحصلوا على غالبيّة بسيطة، إذ كشف الاستطلاع أن تكون الغالبيّة من 28 مقعداً في مجلس العموم الذي يضمّ 650 عضواً، في انخفاض عن غالبيّة مريحة من 68 مقعداً توقعها "يوغوف" في 27 تشرين الثاني.وحذّر "يوغوف" من أن "هامش الخطأ" قد يجعل العدد النهائي لمقاعد المحافظين يتراوح بين 311 و367 مقعداً. ويُمكن لنتيجة متقاربة أن تجعل بريطانيا مجدّداً رهينة مجلس معلّق لا تحوز فيه الكتلة الأكبر الغالبيّة، ويُمكن أن تؤدّي أيضاً إلى تأجيل "بريكست" مجدّداً أو حتّى إلى إلغائه عبر استفتاء جديد. وقد تؤدّي النتيجة كذلك إلى إنهاء مسيرة جونسون السياسيّة.

ويأمل جونسون في تأمين غالبيّة في مجلس العموم تُمكّنه من تنفيذ "بريكست" في 31 كانون الثاني. وقال: "لا يُمكن للموقف أن يكون أكثر حراجة"، بينما كان يُساعد في توزيع زجاجات الحليب خلال استكماله حملته الانتخابيّة في شمال إنكلترا، في حين وصف زعيم المعارضة العماليّة جيريمي كوربن (70 عاماً) "يوم الخميس" بأنّه "أهم انتخابات منذ جيل". وقال: "رسالتي إلى جميع هؤلاء الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد هي أنّه يُمكنكم التصويت من أجل الأمل"، مضيفاً: "سنضع المال في جيوبكم لأنّكم تستحقون ذلك. سيدفع الأكثر غنى والشركات الكبرى ذلك".





ويُخطّط العمّالي المخضرم لبرنامج إنفاق ضخم على الخدمات العامة وتأميم بعض القطاعات، بالإضافة إلى إجراء استفتاء آخر على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عارضاً صيغة أخف من صيغة جونسون الرافض للبقاء. غير أنّ موقف كوربن في شأن "بريكست"، الذي يُنعت بأنّه عام، هذا فضلاً عن الاتهامات المتكرّرة بمعاداة السامية داخل حزب العمّال، يُضعفان من تأثيره بين الناخبين.

ولا تتوقع استطلاعات الرأي فوز كوربن بالانتخابات، مشيرةً إلى أنّه سيحتاج إلى دعم من المعارضة ليكون أوّل رئيس وزراء بريطاني عمّالي منذ غوردن براون في 2010. ويُعدّ حزب الديموقراطيين الليبراليين والحزب الوطني الاسكتلندي المؤيّد لأوروبا، معنيَيْن بذاك الدعم. غير أنّ دعم الحزب الاسكتلندي للعمّاليين قد يكون ثمنه القبول بإجراء استفتاء آخر على استقلال اسكتلندا. وتوقّع استطلاع الرأي أن يحصل الحزب الوطني الاسكتلندي على 41 مقعداً، بزيادة 6 مقاعد، بينما يحصل الديموقراطيّون الليبراليّون على 15 مقعداً، بزيادة 3 مقاعد.ويعتبر محلّلون أنّ الديموقراطيين الليبراليين ارتكبوا خطأ حين وعدوا بإلغاء "بريكست"، في ظلّ إشارة استطلاعات الرأي إلى أنّ العديدين من مؤيّدي الاتحاد الأوروبي في بريطانيا ينظرون إلى هذه الخطوة على أنّها غير ديموقراطيّة. ويُعلن حاليّاً هذا الحزب دعمه إجراء استفتاء جديد، في طرح لا يجعله يتميّز عن طرح حزب العمّال بقيادة كوربن.

ورأى جون كورتيس، المتخصّص في استطلاعات الرأي في جامعة "ستراثكلايد" في غلاسكو، أنّ حزب العمّال تمكّن من "الضغط" على أصوات الديموقراطيين الليبراليين في الأسبوعَيْن الأخيرَيْن. وقال في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانيّة "بي بي سي"، إنّ "السؤال الحاسم يكمن في معرفة ما إذا كان حزب العمّال قادراً على زيادة أصواته في شكل قد ينتج برلماناً معلّقاً".


MISS 3