بيرم من مؤتمر العمل العربيّ: نؤيّد ثقافة الوصل العربيّ بدلاً من الفصل الذي لا رابحَ فيه

12 : 56

ألقى وزيرُ العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم كلمةَ لبنان في المؤتمر 48 لمنظّمة العمل العربيّة المُنعقد بالقاهرة، في حضور 16 وزيراً للعمل ووفود من 21 دولةً عربيةً، حيثُ نقل "الوجع اللبنانيّ، ووجع انفجار مرفأ بيروت ووجع الصعوبات والانهيار والحصار، لكن أيضاً إرادة الأمل والإنجاز والصّمود، وصورة لبنان التعدديّة والتنوُّع والفرادة والرسالة، ولبنان الكرامة الّتي صنعتها مقاومةُ شعبِه في دحرِ الاحتلال والإرهاب"، داعياً إلى إستراتيجيّةٍ عربيّةٍ مُشتركة من أجل قيام الأمّة (لأننا في زمنٍ لا أحد يحترم فيه الضعفاء ونحن لسنا بضعفاء) تحت عنوان: "لا قدسيّة لنا بدون قدسنا"، وإلا فلننتقل إلى مستوى آخر من التعاون يتمثل بفصل السياسة وتشعباتها، وتركيز إتّفاقنا على قضايا التنمية البشرية المستدامة ومواجهة الفقر والأميّة والعطالة والبطالة وإعادة الإعتماد على قدراتنا الذاتيّة، فنزرع أرضنا ونتصالح مع الكوكب ونعيد تأطير موادّنا المادّية (وهي هائلة) والبشريّة (وهي مؤثرة وفاعلة)، عبر تشكيل الكتلة النوعيّة الحرجة، التي تعتمدُ التّكوثر الذي يرتقي بها لإحداثِ التغيير المنشود عبر سياسة التراكُم في إنجازاتٍ هنا وأخرى هناك من أجل خير شعوبنا".


كما وأكد الوزير بيرم "تأييد لبنان لثقافة الوصل العربيّ بدلا من الفصل الذي لا رابحَ فيه، ودور لبنان الجاذب لقلوب الشعوب العربيّة"، لافتاً أمام الحاضرين إلى أنّ" لبنان على موعدٍ مع إنجازٍ تاريخيّ جديد يتمثّل بوحدة الموقف الرسميّ بانتزاع حقّنا في مياهنا من غازٍ ونفط"، يكون مرتكزاً على معادلة التوازن والردع الحقانيّ، قائلاً: " لا استخراج لأي أحد إلا باستخراج لبنان لنفطه وغاز".


وطالب بـ "إعادة الاعتبار للإنسان على هذا الكوكب وإعطائه الأولوية التي كشفت جائحة كورونا أنه لم يكن كذلك، بل في مكان آخر من التسليع والتشييء والمصالح الضيّقة وإنفاق مخزٍ على حروب بتريلونات الدولارات وضحايا مليونيّة من جرّاءها، في وقتٍ أنّه لو أنفق ثلثها لَما بقي فقر وأميّة وجوع وأمراض في العالم".


ودعا إلى "إستشراف المستقبل "، مؤكداً "أهمّيّة الذكاء الإصطناعيّ والتحوُّل الرقميّ (وهذا ما بدأناه في وزارة العمل عبر خطّةٍ طموحة تمّ وضعُها من قبل خبراء متطوعّين ويجري تنفيذها مع جهاتٍ تمنحُ عيناً وليس نقداً من أجل الحوكمة الرشيدة والشفافيّة بتكلفة "صفر" من الخزينة العامة، حيث جئنا لنعطيَ لا لنأخذ، وذلك بالتوازي مع حفظ الانسان ودوره المحوريّ في الحياة كي لا ندخلَ في المجهول والقلق الوجوديّ في مرحلة "الميتا - إنسان"، فيبقى الإنسان هو الأساس وتلك هي رسالتنا ومهمتنا المقدسة".


وختم شاكراً لمصر استضافتها لهذا المؤتمر وتأييد كلّ استحقاقٍ "يجمعُ العرب ولا يفرقهم".

MISS 3