عماد موسى

الحجاب السيّئ والحجاب الأسوأ

26 أيلول 2022

02 : 00

بهدف تشويق مشاهديه ومتتبعيه، وهم بعشرات الآلاف، سأل المحلل السياسي فيصل عبد الساتر بأسلوب الـ"تيزينغ": مهسا أميني هل قتلت نفسها لتكون شرارة فتنة وحملة جديدة على ايران؟ والجواب طبعاً في مقابلة شاملة على قناة الحوار اللندنية في برنامج "أضواء على الأحداث"، بحسب تغريدة لعبد الساتر على حسابه الشخصي. تغريدة فتحت باب التعليقات والردود الساخرة على مصراعيه. كثيرون من المعلقين استذكروا انتحار غازي كنعان برصاصتين او ثلاث وآخرون أغدقوا من الاوصاف على عبد الساتر حتى اغرقوه بلطفهم. حاولت بعد ايام ان اسمع من عبد الساتر روايته لكيفية قتل الشابة الكردية/ الإيرانية نفسها على رابط ما فما كان الفيديو متاحاً. سأكرر المحاولة. لن أيأس. الرئيس رئيسي ليست لديه المعلومات التي يمتلكها عبد الساتر. او لنقل انه لم يفشها تاركاً للقضاء الإيراني الشفّاف ان يؤلف الرواية المناسبة عملاً بمبدأ الفصل بين السلطات المعمول به في كل من إيران وأفغانستان ولبنان وسورية. فالرئيس الدكتور بشار الأسد مثلاً، لا علم لديه بإساءة معاملة أي سجين سياسي او سجين رأي منذ توليه السلطة في العام 2000. وبحسب السلطات القضائية والأطباء الشرعيين، فأسباب موت السجناء واحدة. هبوط حاد في الدورة الدموية او مرض سياسي عضال.

قتلت مهسا اميني نفسها او قُتلت؟ النتيجة واحدة والسبب واحد: الحجاب السيئ. في الجمهورية الإسلامية الإيرانية هناك الحجاب الأسوأ والحجاب الأسمى. لا وجود لاحتمال السفور. وهناك دوريات الإرشاد جاهزة للتدخل السريع لتهذيب النساء والصبايا بالحسنى. قبضات وهراوات.

وليس اسوأ من الحجاب السيئ في طهران سوى حجاب يغشو عيون الممتعضين من رياح التغيير.

وليس أسوأ من شرطة الأخلاق سوى عبدة انظمة الاستبداد في لبنان ممن يتبرعون في الدفاع عن نظام الملالي بكل ما أُوتوا من طلاقة وفجاجة وصلافة وفجور ووقاحة، بتسخيف اي حراك سلمي ينادي بالحرية الشخصية واحترام الحقوق الاساسية للإنسان، وأي شعار ينادي بإسقاط ذوي اللحى.

قد لا تنجح تظاهرات جامعة طهران والمدن الكبرى، رغم سقوط أكثر من 40 قتيلاً في تغيير أنظمة القتل. لكنّها نجحت، وبدرجة جيد جداً، في تظهير صورة القاتل وتلوين أنيابه باللون الأحمر.


MISS 3