أهم خياراتك العلاجية قبل جراحة الركبة

11 : 41

تتعدد العلاجات التي تَعِد بمداواة الركبة. لكن تحمل الخيارات المتاحة بعض المخاطر أحياناً...

يصيب الفصال العظمي (Osteoarthritis) في الركبة حوالى نصف الناس في عمر متقدم. في هذه الحالة، يُستنزَف الغضروف الذي يشكّل بطانة فاصلة بين العظام ويُسبب الألم حين تحتكّ العظام ببعضها. في حالات كثيرة، قد يصبح التهاب المفاصل حاداً لدرجة أن يتطلب استبدال الركبة. وبما أن الجراحة خيار مكلف ومعقد، من المنطقي أن تتساءل عن العلاجات الأخرى لتخفيف ألم الركبة. لكن يجب أن تتوخى الحذر لأن بعضها مزيف أو حتى خطير.

علاجات غير فاعلة

أول مؤشر على خداع علاجات ألم الركبة هو الإعلان الذي يَعِد بحل فاعل ومؤكد!تتعدد هذه العلاجات الوهمية، منها أجهزة امتصاص الصدمات المزروعة. تكثر هذه المنتجات في السوق. لكن يقول سكوت مارتن، أستاذ مساعد في جراحة العظام في جامعة "هارفارد": "هذه الخيارات ليست فاعلة. تتعدد المنتجات التي لم تخضع للاختبار عبر أبحاث علمية وافية، لا سيما الابتكارات الجديدة". كذلك، يجب أن تتجنب علاج الحقن التجديدي الذي يقضي بحقن عنصر التهابي مثل الغلوكوز في الركبة، ويُفترض أن يحفّز الجسم على إطلاق مسار الشفاء. لكن ما من أدلة علمية على فاعليته، بل إنه مجرّد ماء وسكر.

تقدّم العيادات أحياناً حقن الأوزون (إنه الغاز المحيط بكوكب الأرض) أو تضيف الأوزون إلى الحقن التجديدية، وتزعم أنها تصلح الغضروف والعظام. لكنّ الأوزون غاز سام وخطير جداً على البشر، وتمنع "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية استعماله في العلاجات الطبية، وبالتالي يجب تجنّبه حتماً.

يتعلق علاج مشبوه آخر بحقن الخلايا الجذعية في الركبة. تستطيع هذه الخلايا أن تتحول إلى أنواع خلوية أخرى، ويُقال إنها قد تُجدد المفاصل المتضررة.

لكن يقول مارتن إن فاعلية هذه المقاربة ليست مثبتة بعد، وما من معطيات علمية وافرة لدعمها. كما أنها تطرح مخاطر مثل الالتهابات أو الكسور إذا لجأ المريض إلى معالج يفتقر إلى الخبرة في استخدام تقنيات جمع الخلايا من العظام. إذا كنت مهتماً بهذه المقاربة، تجنب عيادات الخلايا الجذعية واقصد مركزاً بحثياً أكاديمياً حيث تجري دراسات استقصائية.

نتائج مختلطة

تعطي علاجات معينة نتائج مختلطة، منها الوخز بالإبر. تقضي هذه التقنية الصينية بِدَسّ إبر رفيعة في التقاطعات العصبية. إنها طريقة آمنة طالما ينفذها خبير في الوخز بالإبر. لكن لا تُجمِع الدراسات على درجة فاعليتها لمعالجة ألم الركبة. يقول مارتن: "هذا العلاج لن يؤذيك، لكن يجب أن تصدّق أنه فاعل. في النهاية، تشكّل إرادة الشفاء نصف العلاج".يستعمل علاج محتمل آخر البلازما الغنية بالصفائح الدموية، وهي عبارة عن محلول مُركّز من الصفائح المستخلصة من دمك. تحتوي هذه الصفائح على بروتينات اسمها عوامل النمو، ويُقال إنها تحفّز استجابة الشفاء في الجسم. لكن يبقى هذا الخيار مكلفاً (يكلف العلاج الواحد مئات أو آلاف الدولارات)، ولا تغطيه شركات التأمين. يوضح مارتن: "تكشف الدراسات أن البلازما الغنية بالصفائح الدموية تعطي أثراً مضاداً للالتهاب، لكن ما من أدلة جازمة على أنها تضمن راحة دائمة". أخيراً، قد تسهم مكملات الغلوكوزامين والشوندرويتين في تخفيف الألم. هذه الخيارات فاعلة في 50% من الحالات. قد لا تُجدد الغضروف، لكنها تُخفف حدة الألم على ما يبدو.

أكثر العلاجات فاعلية

لمعالجة الفصال العظمي في الركبة، تقضي قاعدة ذهبية بخسارة الوزن الزائد وتقوية العضلات (لا سيما عضلات الفخذ رباعية الرؤوس) عبر العلاج الفيزيائي. تسمح هاتان الخطوتان بتخفيف الضغط عن الركبتين، ما يؤدي إلى تراجع الألم. لكن قد يكون فقدان الوزن صعباً، ويصبح ألم الركبة أحياناً حاداً لدرجة أن يمنع الشخص من الخضوع للعلاج الفيزيائي.لبلوغ مرحلة تسمح بتطبيق تمارين فاعلة، يلجأ الكثيرون إلى الحقن الستيرويدية لتخفيف الالتهاب أو حمض الهيالورونيك لتفعيل السائل الذي يُليّن المفاصل طبيعياً. يوضح مارتن: "لم ترصد دراستان عشوائيتان كبيرتان أي اختلاف في درجة الألم عند استعمال حمض الهيالورونيك مقارنةً بالحقن الستيرويدية. لكن يبدو أن هذه الحقن تكون أكثر فاعلية عند وجود التهاب. هذه الآثار موقتة، لكنها تضمن راحة كبيرة في بعض الحالات".

متى يصبح استبدال الركبة ضرورياً؟

يوصي مارتن بتأجيل الجراحة لأطول فترة ممكنة، بعد تجربة جميع الخيارات المثبتة علمياً: "لكن في مرحلة معينة، حين تبدأ المشكلة بإرهاقك جسدياً ونفسياً وعاطفياً، يحين الوقت لاستبدال الركبة. يجب أن تخضع للجراحة قبل أن تمنعك صحتك من إجرائها، لا سيما إذا كان وضعك يتدهور بسرعة، وقبل أن تخسر قدرتك على التحرك وحدك".


MISS 3