واشنطن ترفع الحظر على تزويد قبرص بالسلاح

أنقرة تُحذّر من "تصعيد خطر"

09 : 50

قبرص تسعى إلى تعميق الشراكة الاستراتيجيّة مع الولايات المتحدة (أ ف ب)

في خطوة قويّة تنطوي على تحدّ واضح لتركيا عبر السعي إلى تعزيز العلاقات الأميركيّة مع الجزيرة المتوسطيّة، ووسط تدهور دراماتيكي للعلاقات بين البلدَيْن العضوَيْن في "حلف شمال الأطلسي"، أقرّ الكونغرس الأميركي الثلثاء رفع الحظر المفروض منذ عقود على تزويد قبرص بالأسلحة، بينما حذّرت أنقرة من أن تحرّك الولايات المتّحدة هذا سيُشكّل "تصعيداً خطراً".ووافق مجلس الشيوخ على القرار كبند من موازنة الدفاع الهائلة التي أُقرّت بـ86 صوتاً مقابل 8 أصوات، بعدما كانت قد حظيت بموافقة مجلس النوّاب أيضاً. وقاد جهود رفع الحظر السيناتوران، الديموقراطي روبرت ميندينيز والجمهوري ماركو روبيو، اللذان أعلنا أنّهما يُريدان أيضاً تشجيع التعاون المتنامي بين قبرص واليونان وإسرائيل.وقال ميندينيز بعد الموافقة المبدئيّة على رفع الحظر إنّه "مع سعي قبرص إلى تعميق الشراكة الاستراتيجيّة مع الولايات المتحدة، من مصلحتنا الأمنيّة والاقتصاديّة رفع قيود قديمة تعود الى عقود، ولم تعد صالحة ولا تُساعد الأهداف الأمنيّة الأميركيّة"، إذ يخشى مسؤولون أميركيّون من أن يؤدّي الحظر إلى التقريب بين قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، وروسيا، التي بات بإمكانها استخدام موانئ الجزيرة بموجب اتفاق تمّ توقيعه معها العام 2015. وبموجب القانون الجديد، ستستمرّ الولايات المتّحدة بوضع قيود على بعض التقنيّات الحسّاسة في قبرص إلى أن تمنع الجزيرة السفن الحربيّة الروسيّة من الوصول إلى موانئها للتزوّد بالوقود والخدمات.من ناحيتها، حذّرت أنقرة من أن تحرّك واشنطن لرفع حظر على الأسلحة مفروض منذ عقود على قبرص سيُشكّل "تصعيداً خطراً". وجاء في بيان لوزارة الخارجيّة التركيّة ليل الثلثاء أنّه "لن تكون هناك نتائج (للقرار الأميركي) سوى عرقلة الجهود الرامية لتسوية النزاع في الجزيرة والتسبّب بتصعيد خطر". وتعهّدت الخارجيّة التركيّة بالردّ على "المبادرات المناهضة" لأنقرة، قائلةً إنّ "لغة التهديد والعقوبات لن تُثني تركيا قط عن اتّخاذ خطوات حازمة للمحافظة على أمنها القومي".

وانقسمت قبرص منذ الغزو التركي لها سنة 1974 ردّاً على انقلاب نفّذه قبارصة يونانيّون قوميّون بقصد ضمّ الجزيرة إلى اليونان. وفي حين أحرز القبارصة اليونانيّون والأتراك في الجزيرة المنقسمة تقدّماً على صعيد تحسين العلاقات بينهما، تصاعد التوتر بعد توقيع تركيا وليبيا مذكّرة تفاهم حول احتياطات غاز مكتشفة حديثاً في شرق المتوسط، تقف حائلاً أمام مطالب اليونان وجمهوريّة قبرص المعترف بها دوليّاً في هذه المنطقة.

وكانت الولايات المتّحدة قد فرضت حظر أسلحة على الجزيرة بأكملها العام 1987 بهدف منع حصول سباق تسلّح فيها وتشجيع الغالبيّة اليونانيّة والأقليّة التركيّة على التوصّل إلى تسوية سياسيّة سلميّة. وهدّدت تركيا العام 1997 بشنّ هجوم على قبرص إذا مضت قدماً في تثبيت نظام الدفاع الصاروخي "أس 300" الروسي. واليوم انقلب الوضع، بحيث باتت تواجه تركيا خطر فرض الولايات المتّحدة عقوبات عليها لشرائها نظام "أس 400" المتطوّر من روسيا. وبلغت العلاقات بين أنقرة وواشنطن أدنى مستوياتها في التاريخ الحديث. وهناك خلافات عدّة تُسمّم العلاقات بين البلدَيْن، بما في ذلك دعم الولايات المتّحدة لـ"وحدات حماية الشعب" الكرديّة في سوريا، التي تعتبرها أنقرة "إرهابيّة"، وشراء تركيا منظومة "إس 400" الدفاعيّة الروسيّة، واعتراف الكونغرس أخيراً بـ"الإبادة الأرمنيّة".


MISS 3