جاد حداد

Togo... حبكة مفقودة

14 تشرين الأول 2022

02 : 01

ينطلق فيلم Togo، على شبكة "نتفلكس"، من فكرة غير مألوفة. هو يرتكز على مفهوم قاتم في جوهره لكنه يخلو من أي عنصر ممتع أو ترفيهي.

يروي الفيلم قصة رجل في منتصف العمر اسمه "توغو". هو يعمل ويعيش في الشارع، فيشارك في ركن سيارات الناس. يخصص "توغو" مع أصدقائه منطقة من الحي الذي يقيم فيه لتنظيم عملية ركن السيارات. هو لا يملك أي مكان للإقامة فيه، لذا يعيش تحت شجرة في الحي نفسه. تُصِرّ فتاة من عائلة ميسورة على مساعدته يوماً، فتبدأ بالعيش في الشوارع بصفتها مساعدته. ثم تحاول مجموعة من قطّاع الطرق وتجار المخدرات التسلل إلى منطقة "توغو" وإقناعه ببيع المخدرات. يُركّز الفيلم كله على ما يفعله لحماية حيّه والفتيات من هؤلاء الرجال والحفاظ على السلام في منطقته.

يُعتبر الفيلم عادياً من حيث الإيقاع والحبكة، لكنه يطرح قصة مختلفة. تتعدد الأفلام المرتبطة بعالم تجارة المخدرات أو حتى تجار المخدرات بأنفسهم. يختلف هذا العمل عن تلك الأفلام، فيعرض لنا قصة من الجانب الآخر. لكن رغم اختلاف الفكرة الأساسية، يفتقر الفيلم إلى العناصر المشوّقة التي تجعله يستحق المشاهدة. تتعدد الشخصيات والعناصر غير المنطقية، وهي لا تضيف أي قيمة إلى قصة الفيلم.

يتعلق المغزى الحقيقي باكتشاف الطرق التي يعتمدها "توغو" لمساعدة حيّه وعدم تحويله إلى معقل لتجارة المخدرات، ومع ذلك يبقى دور قطّاع الطرق محدوداً جداً في الأحداث، فلا تعكس شخصياتهم أي جوانب من الواقع وتبقى التهديدات التي يطرحونها ضعيفة جداً بشكل عام. هذا الجانب يُضعِف الحبكة الأساسية أيضاً ويشكّك بواقعية الفيلم. يبقى تجار المخدرات في خلفية القصة ولا يجسّدون حقيقة التهديد الذي يواجهه "توغو" بالشكل المناسب.

أخيراً، تبلغ الأحداث ذروتها بطريقة مألوفة جداً، وتبقى التطورات في معظمها متوقعة. تتعدد الجوانب الواعدة في الفيلم، لكن سرعان ما يتخبّط العمل ولا ينقل رسالته بطريقة مؤثرة. سنتعرّف على عائلة "توغو" وخلفيته، لكن لا تضيف هذه العناصر أي قيمة إلى الأفكار التي أراد صانعو العمل طرحها، ما يعني ألا تسهم في رفع مستوى الفيلم. باختصار، يُعتبر العمل عادياً ولا يمكن توقّع أي مشاهد ترفيهية فيه. يضعه صانعو العمل في خانة الأفلام القاتمة، لكن لا تنطبق عليه مواصفات هذا النوع من الأعمال. مع ذلك، يمكن مشاهدته لمرة واحدة بهدف استكشاف الجانب الآخر من تجارة المخدرات أو الفئات الأكثر تأثراً بهذه الآفة.


MISS 3