الخازن التقى "لبنان القويّ": اتّفاق الطائف محطة ودستور جامع للبنانيين

17 : 46

إستقبلَ النائب فريد الخازن في دارته وفداً من نواب تكتل "لبنان القوي"، استكمالاً للزيارات التي يقوم بها من أجل التوصل إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، ضمّ النواب: ندى البستاني، وجورج عطالله وجيمي جبور، في حضور نواب تكتّل الوطنيّ المستقلّ وهم: ميشال المر، طوني فرنجية ووليام طوق.


بعد اللقاء، تحدّث النائب عطالله، وقال: "تشرّفنا اليوم كتيار وطنيّ حرّ بزيارة "التكتل الوطنيّ المستقلّ" بدارة الشيخ فريد الخازن، كي نسلّمَه ونتباحث معه في ورقة الأولويّات الرئاسيّة، على أمل أن نتوافقَ في الأيّام المقبلة ونصل إلى مقاربة مشتركة في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية".


أضاف: "لقد طرحنا هذه الورقة على قاعدة أن نطوّر البحث في هذه الفترة نحو التّوافق بين الأطراف السياسيّة، لأنّ موضوع المواصفات الرئاسيّة للشّخص، ليست هي الأساس كي نستطيع الاتفاق على شخصية ما، إنّما نحنُ نُريد البرنامج الأساسيّ على المديَيْن الأقرب والأبعد".


وأردف: "لذلك، كانت هذه الورقة مطروحةً من منطلق الثّوابت التي يتبنّاها الشخص الذي سيترشّحُ للرئاسة والذي من الممكن أن نسيرَ معه وندعمه في حال تبني هذه الورقة أو وصلنا إلى قواسمَ مشتركةٍ بالنسبة إلى النقاط المذكورة فيها. على قاعدة أنّنا نعلم أن رئيس الجمهوريّة ليس كامل الصلاحيات لتنفيذ الورقة، لكن على الأقلّ هو مشارك في السلطة التنفيذيّة، من جهةٍ، ويتبنى هذا البرنامج الاصلاحيّ. من جهةٍ أُخرى، نحنُ نعتبر أنّ هذه الورقة تشكّلُ نقاطَ تقاطعٍ بيننا وبين التكتّل كي نستطيعَ التباحث على أرضيّةٍ مشتركة نحو التوافق على اسم لرئاسة الجمهورية".


وتابع: "بالطبع هذه الورقة هي على مستويَين: المستوى الأوّل هو موضوع رئاسة الجمهوريّة، والمستوى الأهمّ والأبعد هو بعد الانتهاء إن شاء الله قريباً من انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، ننطلق إلى المرحلة الثانية ألا وهي نحو تطوير النظام وبناء دولة المؤسسات. لذلك، طرحنا في الورقة سبع نقاط تتدرّج من السياسة الخارجية، بدءاً من الإستراتيجيّة الدفاعية وعلاقة لبنان بدول الجوار وما بعدها، وصولاً إلى ملفَي النازحين السوريّين واللاجئين الفلسطينيّين. هذه الورقة تُقارِبُ أيضاً ملفَ الميثاقية وكيف يتم التعاطي مع هذا الموضوع، لا سيما أنّه في المرحلة الاخيرة تم حرفُ الميثاقية عن الهدف الأساسيّ الموضوع في الدستور. إنّ الشيء الأساسيّ بالنسبة إلينا، هو أنّ الميثاقية يجب أن تبقى طالما نظامنا على ما هو عليه، من أجل تكوينِ السلطات ولكن لا يُمكن التوقُّف عند هذه الميثاقية أو التذرُّع بها من أجل إسقاط العمل اليومي لهذه المؤسسات".


وأشار إلى أنّ الورقة تتضمّن أيضاً "البحث في الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي نمرُّ بها، إضافةً إلى نقطة تتمحور حول الثروة الوطنية اللبنانية في مجالي النفط والغاز والصندوق السيادي".


الخازن

بدوره قال النائب الخازن: "نحن نتشكر تكتل لبنان القوي على هذه الزيارة، وننوّه بهذه المبادرة لأنّ البلاد بحاجةٍ إلى الحوار واللقاء العميق وإلى مزيدٍ من الأخذ والردّ والتقارب بين الكتل النيابيّة، بهدف التوصُّل الى انتخاب رئيسٍ للجمهورية. إنّ الورقة التي تقدّم بها التكتّل، تتضمّن برنامجاً جديراً بالنقاش والدرس، وفيه نقاطٌ مهمةٌ جداً، ونقاطٌ أخرى تتطلّب نقاشاً واسعاً بين كلّ القوى السياسيّة والأطياف اللبنانية. إنّها ممّا لا شكّ فيه انطلاقة مهمّة، لأننا وصلنا إلى مرحلة أنه على الرغم من تمسُّكنا النهائي كتكتلٍ وطنيّ مستقلّ باتفاق الطّائف وما نتج عنه كميثاقٍ ودستور جديد للبنان، إنّما هذا لا يمنعُ من وجود بعض الشّوائب والأمور التي بحاجةٍ إلى تطوير، أي تطوير للطائف. ولا يفهم أحد أنّ هناك نيةً لإعادة البحث في اتّفاق الطائف أو بجوهره. إنّ اتفاق الطّائف هو أمرٌ ضروري، وهو محطّة ودستور جامعٌ للّبنانيين ولكن هناك بعض الشوائب التي يلزمها بحث جدي كي يتطور هذا الاتفاق".


وأمل الخازن "أن تصلَ هذه الجولة وغيرها من الجولات المفترض أن تقومَ بها القوى السياسيّة، إلى إنتاجِ رئيسٍ للجمهوريّة"، وقال: "نحن كتكتلٍ وطنيّ مستقلّ لدينا اسمٌ مطروحٌ، وهو الوزير سليمان فرنجية، وهو مطروحٌ من باب التوافق والتفاهم ومد اليد وليس أبداً بشكل تحدٍّ أو استفزاز عند أي فريق سياسي، حتّى عند القوى السياسيّة الرافضة أو التي هي بموقعٍ سياسي آخر، إن كان على المستوى الاستراتيجي أو الداخلي".


وتمنى الخازن "الوصول إلى حلّ من أجل انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة بأسرع وقتٍ ممكن، لأنّ البلاد لا يُمكنها تحمُّل الفراغ ولا ما يحصلُ اليوم في المجلس النيابيّ، والوضع الاقتصادي لا يحتمل كذلك الوضع الماليّ، لقد ضرب القطاع المصرفي، لقد انتهت البلاد عملياً. كنّا نسمع عن الانحلالِ العام الاقتصاديّ، ونحن وصلنا الى هذه المرحلة. لذلك، لا بدَّ من انتخاب رئيسٍ للجمهورية، وجميعنا يعرف أنّ هذا الأمر لا يُمكن أن يحصل في لبنان إلّا في ظلّ التوافق، وإذا لم يكُن هناك من إجماعٍ عام على الأقلّ، لن يستطيع الحصول على  أكثر من 65 صوتاً ولا تأمين النصاب أي 86 صوتاً".


وختم بالقول: "لذلك، أتمنّى أنّ ما يحصل اليوم بين الكتل النيابيّة وأعضاء المجلس النيابي، يحصل أيضاً بين رؤساء الكتل أو رؤساء الأحزاب والتيارات، الأمر الذي يُساعد على إنتاج رئيس للجمهورية".


أسئلة:

سئل النائب الخازن: ان التيار الوطني الحر يرفض وصول الوزير سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، هل من الممكن أن يطرح اسمك كمرشح للرئاسة؟

اجاب: "نحن كتكتل وطني نتبنى اسم الوزير سليمان فرنجية حتى ولو لم يترشح رسمياً، ونحن نطرح اسمه كمرشَّح توافقيّ. واسمي غير مطروح".


سئل النائب عطالله: على الرغم من كل الازمات التي نعيشها تقومون بهذه الجولات، علماً أنّ ولاية الرئيس عون تنتهي بعد عشرة ايام، هل هذا هو الوقت المناسب لذلك، الا يوجد شي أجدى نفعا تقومون به؟ الا تعتبرون انكم تأخرتم من حيث توقيت هذه الجولات؟

أجاب: "الحوار والتوافق هما الاجدى نفعاً الان، حتى لو كان هناك خطوات تأخرت إنّما هذا الامر لا يعني الا تبدأ بوقت من الأوقات. المهم اليوم، أن نذهب إلى القواسم المشتركة، واتفاق بين بعضنا البعض على أهميّة هذه المرحلة وأهميّة انتخاب رئيس، وتفادي الفراغ وعلى أهميّة حوارنا مع بعضنا من أجل إنتاج صيغةٍ توافقيّةٍ تذهب بما إلى بداية الحلول الجدية للأزمة التي نحن فيها. كان يجوز أن يتمَّ انتخاب رئيسٍ من الجلسة الأولى، لكنَّ هذا الأمر لم يحصل لذلك كان لا بدّ من اتّخاذ خطواتٍ إضافيّة كي نتدارك الأمور. ونحنُ نأملُ على الرّغم من ضيق الوقت والظرف الذي نعيشه، أن تُثمِر الخطوات التي نقومُ بها، والخطوات والاتصالات التي يقوم بها غيرنا، توافقاً معيّناً ينتجُ رئيس جمهوريّة ونبدأ في المرحلة الثانية".


سُئِل عطالله: خلال الجولات التي قُمتُم بها، هل ظهرت بعض الأسماء التوافقية؟

أجاب: "اجتمعنا اليوم ايضا مع كتلة النواب التغييريّين الـ13، وقد طرحوا علينا أسماء لمرشحين أصبحت متداولة اليوم في وسائل الاعلام، وأجبناهم أنّنا لم نصل بعد إلى مرحلة طرح الأسماء من جانبنا، طبعاً سندرس هذه الأسماء ونحن على تواصل مع الجميع، ونأمل أن يذهب هذا الموضوع إلى خواتيم مقبولة".

وأشار إلى أنّه "مع لقاء نواب تكتل الوطني المستقل تكون الجولات قد انتهت"، وأنّ تكتل لبنان القوي سيعقد اجتماعاً لتقويم نتائج الجولات على أن تطرح لاحقاً الخطوة التالية.

MISS 3