جاد حداد

Blackout... تنفيذ ركيك رغم الحبكة المشوّقة

22 تشرين الأول 2022

02 : 01

في فيلم Blackout (فقدان الذاكرة) للمخرج سام ماكاروني، يستيقظ "كاين" (جوش دوهاميل)، بعد التعرّض لحادث، في مستشفى مكسيكي وهو مصاب بفقدان الذاكرة ما بعد الصدمة. هو لا يتذكر مهنته، أو زوجته، أو والدَيه، أو أصدقاءه. تُخبره "آنا" (آبي كونريش) بأنهما متزوجان، ويبلغه "إيدي" (عمر شابارو) بأنهما أشبه بأخوَين. لكن هل يمكن الوثوق بأحد في هذه القصة؟ هل سيكون "كاين" تاجر مخدرات أم ضابطاً متخفياً؟ وهل يريد "ماكوي" (نيك نولتي) أن يساعده فعلاً، أم أنه سيُسبب له مشاكل إضافية؟

قد تنتج حبكة فقدان الذاكرة أعلى مستويات التشويق، شرط استعمالها بالشكل المناسب، فهي تجعل المشاهدين يشكّون بجميع الشخصيات وتُطوّر الأحداث بحذر، تزامناً مع تطوير شخصية بطل القصة. لكن يفتقر هذا الفيلم إلى الحماس بشكل عام، فهو عمل ضعيف وعشوائي وستكون مشاهدته مجرّد مضيعة للوقت. يستوحي الفيلم بعض الأفكار من أعمال أعلى جودة، لكنه يفشل في تنفيذها بالأسلوب أو القوة المناسبة.

بالعودة إلى الأحداث، يلاحق الجميع "كاين" لأنه يملك حقيبة مهمة ومخبأة في مكانٍ ما. تكون تلك الحقيبة مجرّد مبرّر للأحداث اللاحقة، وهي تطلق سلسلة من مشاهد الحركة الباهتة. تُستعمل ضجة صاخبة لرفع منسوب التشويق، لكنها لا تنجح إلا في تخدير المشاهدين. تكثر لقطات العراك، الطعن، إطلاق النار، الركل واللكم، ومع ذلك يفتقر العمل إلى الحيوية.

يظن صانعو العمل على ما يبدو أن تناثر الجثث يكفي لجذب اهتمام الجمهور. لكن تخلو مشاهد القتال من التصاميم الاحترافية. وحتى لو شملت مشاهد الحركة بعض الجهود اللافتة، لا مفر من أن يضعف أثرها بسبب طريقة التصوير الخرقاء. في معظم مشاهد الحركة، تتسارع اللقطات أو تتباطأ لإضفاء فخامة إضافية على الأجواء العامة، لكن يبقى هذا الأسلوب عقيماً ويقتصر مفعوله على إطالة مدة العرض بكل بساطة.

تدور معظم أحداث الفيلم داخل مستشفى، ومع ذلك لا تحمل القصة أي أجواء خانقة. لن نشعر في أي لحظة بأن الشخصيات عالقة في مساحة محدودة. ولن تكون أي عصابات أو جولات إطلاق النار أو حِقَن كافية لمنع "كاين" من هزم خصومه. في مرحلة معينة، يحاول صانعو العمل تحويل الفيلم إلى دراما عن أخذ الرهائن، لكن تبقى نتائج محاولاتهم مثيرة للضحك، فهي تفضح بكل بساطة رؤيتهم البسيطة وغير الاحترافية.

أخيراً تبرز بعض اللحظات المضحكة، مع أنها قد لا تكون مقصودة على الأرجح. في أحد المشاهد، يقول "كاين" بكل إحباط إنه كان يستطيع أن يصبح محامياً أو عاملاً في المهرجانات بدل أن يكون عضواً في عصابة. تبدو معظم حوارات "ماكوي" هزلية في نهاية المطاف، لكنّ هذه الأجواء المضحكة لا تستطيع أن تخفي ركاكة العمل. حتى أن معظم المشاهدين قد لا يشعرون بالارتياح إلا في النهاية، لأن معاناتهم مع الأحداث لن تزول إلا بانتهاء الفيلم.


MISS 3