مروان حمادة

شطح... كم تُشبه انتفاضة "17 تشرين"

28 كانون الأول 2019

02 : 00

محمد شطح كم نفتقدك اليوم، لو كنت بيننا، لما احتار اللبنانيون في تسمية رئيس لمجلس الوزراء، يحلّق بعلمه وأخلاقه وخبرته ودماثته فوق كل ما يُطرح علينا، وخصوصاً من نُكبنا بهم في الايام القليلة الماضية.

ان اغتيالك كان أكثر من فصل من فصول الجريمة المتمادية التي اقترفها أعوان ايران وبشار الأسد في حق كل اللبنانيين الذين بقوا مُستقلّين في لبنانيتهم، وأُمناء على عروبتهم، ونُزهاء في ممارستهم.

لقد قتلوك مثلما قتلوا الرئيس رفيق الحريري، ففرّغوا الساحة وحرموا "بيت الوسط" من أبرز وأعقل وأفهم المستشارين، وكم افتقد هذا البيت، بعد شطح، الى أمثاله.

لقد قتلوا فيك الصفة التمثيلية النزيهة المعتدلة الجميلة، لطائفة تتعرّض منذ عقود لمؤامرة إلغاء، تداول عليها حافظ الأسد وبشّار الأسد والخامنئي ووكلاؤهم في لبنان، القابعون في بعبدا وحارة حريك.

معك في الديبلوماسية، كما مع وسام الحسن في الأمن، وباسل فليحان في الاقتصاد، استُهدفت في الصميم، رموز السيادة والاستقلال والديموقراطية والانفتاح والتواصل والحوار، وبعدكما أُضيفت على مدفن الرئيس الشهيد بلاطتان، تُثقل أكثر فأكثر على حماية ماضيه وتأمين مستقبل مدرسته.

سنبقى نذكركم في خانة ومرتبة الشهداء الملائكة لثورة الارز.

كم تشبه أنت انتفاضة 17 تشرين، وكم كانت انتفاضة 14 آذار تشبهك.


MISS 3