عون يوقّع الرسالة الأميركية: إنجاز يحوّلنا إلى دولة نفطية

هوكشتاين: الاتفاق سيخلق فرصاً إقتصادية واستقراراً على جانبي الحدود

02 : 00

عون موقّعاً رسالة موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية

أُسدلت الستارة امس على ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، بين لبنان، الذي وقّع رئيسه العماد ميشال عون رسالة الموافقة على مضمون الرسالة الرسمية الأميركية، مؤكداً انه «عمل تقني لا أبعاد سياسية له»، واسرائيل التي رأت في الخطوة «إعترافاً بدولة اسرائيل» حيث تولى رئيس حكومتها يئير لابيد توقيع الاتفاق بعدما صادقت حكومته بصورة نهائية عليه، فيما اعتبر المبعوث الخاص للرئيس الأميركي الوسيط آموس هوكشتاين أنّ االاتفاق «سيشكّل نقطة تحوّل في الاقتصاد اللبناني».

في قصر بعبدا

وكان هوكشتاين قد بدأ يومه الطويل في لبنان، بزيارة قصر بعبدا ترافقه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، وسلّم عون الرسالة الأميركية وقام بتوقيعها، وهي تؤكد أنّ «لبنان حصل على الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية كاملة والتي كان أودعها الأمم المتحدة العام 2011 واعتمدت في المرسوم الرقم 6433».

وحضر اللقاء عن الجانب اللبناني، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم، والمستشار السفير أسامة خشاب.



هوكشتاين مسلّماً عون الرسالة الأميركية



واعتبر عون أنّ «انجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية هو عمل تقني ليست له أي ابعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية التي ينتهجها لبنان في علاقاته مع الدول». ورأى أنّ «هذا الإنجاز يمكِّن لبنان من أن يصبح دولة منتجة ومصدِّرة للغاز والنفط بعد استكمال أعمال الحفر والتنقيب في الحقول الجنوبية بدءاً بحقل قانا».

وأوضح بو صعب أنّه إلى جانب الرسالة التي وقعها الرئيس عون «هناك رسالة وقعت من وزارة الخارجية اللبنانية، تتوجه الى الأمم المتحدة، وتشير إلى أنّنا نودع ربطاً نسخة عن الرسالة التي استلمناها من الوفد الأميركي، ونسخة عن الرسالة التي سلمناها الى الجانب الاميركي».

ووصف بو صعب هوكشتاين بالوسيط العادل، وقال: «منذ زمن بعيد سمعت باتفاقية ابراهام، واليوم اعتقد أنّ هناك مرحلة جديدة، قد يكون عنوانها اتفاقية آموس هوكشتاين».

بدوره، عبّر هوكشتاين عن امتنانه لعون ولرئيس مجلس النواب نبيه بري ولرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «لاظهارهم حس القيادة، هو يوم تاريخي في المنطقة، من خلال ما هو ممكن في هذه الظروف، بانجاز اتفاق سيوجد أملاً وفرصاً اقتصادية واستقراراً على جانبي الحدود». وقال: «أعتقد أنّه سيشكل نقطة تحول مهمة للاقتصاد اللبناني ولمرحلة جديدة من الاستثمار، ودعما متواصلاً للنهوض بالاقتصاد، ولضمان أي ترتيب سيحصل، سيتم بانفتاح وشفافية».

وعن امكانية ان يخل أي طرف به أجاب: «لقد تمّت كتابة هذا الاتفاق مع الاخذ في الاعتبار بأن البلدين أعداء، وليست هناك علاقات دبلوماسية بينهما. وهذا الاتفاق يؤكد للبنان بأن ما من خرق له يمكن أن يحصل. الولايات المتحدة قبلت من جهتها ان تكون عنواناً على الدوام لأي سؤال أو استفسار في حال حصول إشكالات، وستبذل كل جهدها لمواجهة ذلك. ولكن اعتقد أنّ النيّة الحسنة والجهود الصادقة التي بذلت من كل الأطراف، ستجعل الأمور تتقدم. الجزء الأهم في هذا الاتفاق هو أنّه من مصلحة البلدين ألا يخلّا به، وأن يتقدما إلى الامام. كلّ الأطراف ستكون رابحة في هذا الاتفاق، اذا واصل الجانبان تطبيقه. اذا تم خرقه من قبل طرف واحد، سيخسر الطرفان. لسنا قلقين في هذا المجال، ولكن الولايات المتحدة وافقت على مواصلة العمل مع الطرفين في حال الحاجة اليها».

ثم ترأس عون اجتماعاً لأعضاء الوفد اللبناني الرسمي إلى الناقورة ضمّ: المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، ومفوض الحكومة لدى القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) العميد منير شحادة، وعضو مجلس إدارة هيئة النفط وسام شباط، ورئيس مركز الاستشارات القانونية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير احمد عرفة، وزودهم بتوجيهاته، قبل أنّ يغادر الوفد الى الناقورة.

في عين التينة والسراي

ومن عين التينة قدّر هوكشتاين لبري «قيادته وجهوده لهذا المسار ودفعه قدماً من اجل الوصول الى هذا التفاهم الذي سيكون مهماً جداً للشعب اللبناني وللاقتصاد اللبناني». وقال: «أنا أقدّر دائماً صدق الرئيس بري وصراحته وجهوده التي كانت حافزاً للوصول الى ما توصلنا اليه اليوم». وزار هوكشتاين السراي الحكومي حيث قدّم له ميقاتي هدية تذكارية، بعدما شكر له جهوده، معتبراً «أنّ التعاون بين مختلف المسؤولين اللبنانيين، بمساعدة اصدقاء لبنان حقق هذه الخطوة النوعية الاساسية في تاريخ لبنان، بعد سنوات من العمل الدؤوب».

ومساء استقبل عون الوفد اللبناني إلى الناقورة بعد عودته من مقر القوات الدولية، وسلّمه شقير المستند الرسمي لتسلم الموفد الرئاسي الأميركي هوكشتاين رسالة رئيس الجمهورية بالموافقة على الصيغة النهائية لمصلحة المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والرسالة إلى فرونيكا التي تتضمن تأكيد الاحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية اللبنانية لإيداعها في الأمم المتحدة.


MISS 3