مريم سيف الدين

"كلّن يعني كلّن أيوب واحد منّن"

"كلّنا عصام خليفة"... تضامُن وعتب على القضاء

4 كانون الثاني 2020

01 : 00

مسيرة من الجامعة اللبنانية المتحف باتحاه قصر العدل

تضامناً مع الدكتور عصام خليفة بعد القرار بإلقاء القبض عليه بدعوى تقدم بها ضده رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، وصوناً للحريات في وجه القمع وإرساءً لمبدأ المراقبة والمحاسبة في الجامعات واستقلال القضاء، نفذ طلاب وأساتذة ومهنيون وقفة احتجاجية داخل مبنى الإدارة المركزية في الجامعة اللبنانية. ومن داخل الإدارة المركزية طالب المحتجون القضاء بالتراجع عن القرار وتبرئة خليفة من كل التهم، على اعتبار أنه حصل بضغط سياسي. واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة، يوسف ضاهر، أن كرامة الأستاذ الجامعي من كرامة خليفة. بعدها سار المحتجون في مسيرة باتجاه قصر العدل في بيروت، حيث طالبوا باستقلالية القضاء والجامعة اللبنانية.

في حديث إلى "نداء الوطن" يشير أحد الأساتذة إلى أن القاضي الذي أصدر القرار بحق خليفة معروف بانتمائه للجهة السياسية ذاتها التي عيّنت أيوب رئيساً للجامعة. ويلفت الأستاذ إلى أن القاضي اتخذ القرار باعتقال خليفة استناداً إلى قرار وزير التربية حينها، بمنح أيوب درجة ونصف بدل الأربع درجات التي منحه اياها مجلس الجامعة، "ما يعني أن شهادة خليفة امام المدعي العام المالي صحيحة، لكن القاضي تجاهل قرار مجلس الجامعة واستند على قرار الوزير الذي اتخذ بعده".

وفي كلمته داخل مبنى الإدارة المركزية، رأى ضاهر أنه من المعيب اتخاذ قرار بإلقاء القبض على خليفة بينما يسرح الفاسدون. "توقعنا قبل قرار اعتقال خليفة، إخراج الجامعة من التهميش ورفع موازنتها وإقرار ملف التفرغ وإعادة الحقوق المكتسبة للأساتذة. بذلك ذكّر ضاهر أيوب بمشاكل الجامعة ومطالب أساتذتها وبالتهميش الذي تتعرض له، وختم بالقول"كلنا عصام خليفة".

وتلت المجموعات الداعية للوقفة بياناً أكدت فيه تضامنها مع خليفة ورفض "سوء استخدام السلطة". ولم يستغرب البيان سعي أيوب لتجريم خليفة "فمن سعى لتنزيه وتحصين نفسه والجامعة اللبنانية من أي نقد عبر الطلب من القضاء حذف المقالات التي تناولته وتناولت الجامعة وعبر منع النشر للمستقبل، ومن ألغى مجلس الجامعة وحصر القرارات بنفسه لن يتوانى عن إسكات أي صوت يلعب دور المراقبة في الجامعة اللبنانية ويطالب بالمحاسبة". وهاجم البيان القضاة الذين أصدروا القرار، ولفت إلى أن الهيئة التي أصدرته تضم قاضياً متعاقداً مع الجامعة اللبنانية ما ينفي حيادية هذه المحكمة. ولام المحتجون القضاء مطالبين إياه بحماية الحريات بدل "ممارسة القمع والرقابة المسبقة على حرية التعبير ومحاكمة أصحاب الكلمة الحرة على أنهم مجرمون وفاسدون فيما ينخر الفساد صروحه وصروح مجمل المؤسسات العامة في البلد ومن ضمنها الجامعة اللبنانية". كما انتقد صمت الأساتذة ورابطة الأساتذة المتفرغين.

وبعد إيصال الرسالة لأيوب من داخل مبنى الإدارة المركزية، سار المتضامنون باتجاه قصر العدل، وقطعوا الطريق لبعض الوقت، وهتفوا منددين بأيوب قائلين: "كلن يعني كلن أيوب واحد منن". كما نال أيوب نصيبه من الـ"هيلا هو" التي علت بعد 17 تشرين، فهتف المحتجون "هيلا هيلا هيلا هوو أيوب فاسد يا حلو". ونادى المحتجون باستقلالية القضاء والجامعة اللبنانية. ورفضاً للقمع ومحاولة إسكات الأصوات المعارضة علا هتاف "ما بنخاف وما بنطاطي نحنا كرهنا الصوت الواطي". وبدا لافتاً حجم التعزيزات الأمنية التي رافقت التحرك الواضح الأهداف أمام الإدارة المركزية. فحضر عديد من القوى الأمنية وقوى مكافحة الشغب التي استنفرت دروعها وهراواتها رغم عدم وجود داع لذلك. وأصدرت الجامعة الأميركية في بيروت و"بيروت مدينتي" بيانين تضامناً مع خليفة.


MISS 3