مايا الخوري

بيتي توتل: متحمّسة للعودة إلى الخشبة

7 تشرين الثاني 2022

02 : 01

كواليس مسرحية كولوار الفرج
تشارك الممثلة والمخرجة والكاتبة بيتي توتل في أفلام سينمائية متنوّعة ستُعرض تباعاً في الصالات اللبنانية، فضلاً عن مشاركتها في نشاطات ثقافية فنيّة متنوّعة. وتسعى بعد التفرّغ من هذه الإلتزامات للعودة مجدداً إلى المسرح بعد توقّف قسري بسبب الأحوال الإقتصادية والصحيّة التي ألمّت بلبنان. عن نشاطاتها المختلفة بين السينما والمسرح تحدثت إلى "نداء الوطن".

منشغلة حالياً في مشاريع مختلفة، ما تفاصيلها؟

سينطلق فيلم "ع مفرق طريق" (كتابة جوزفين حبشي، إخراج لارا سابا) في 15 ديسمبر المقبل في الصالات اللبنانية، بعد عرضه الأول في مهرجان البحر الأحمر بين 2 و6 ديسمبر، على أن يُعرض الفيلم القصير "سيدة البرمة" (سيناريو وإخراج كابي زرازير وميشال زرازير) في المهرجان عينه. صودف أدائي دور الراهبة في الفيلمين، إنما بشخصيتين معاكستين. على صعيد النشاط المسرحي، لا شيء جديداً حالياً، إنما أقدّم بمعية طلاب اليسوعية مسرحية من ضمن إحتفالية اليوم البولندي العالمي في 7 نوفمبر المقبل، في دير مار أنطونيوس-غزير.

تبدين راهبة مرحة وفضولية في بوستر "ع مفرق طريق"؟

يمكنني البوح بأن الأخت ماري- برنارد هي الأكثر تفنناً بين الراهبات الأخريات.

ما الذي يميّز راهبة "سيدة البرمة" عن "ماري- برنارد"؟

بمقدار ما سيحبّ الجمهور "ماري- برنارد" بمقدار ما سيُستفزّ من "سيدة البرمة". مع الإشارة إلى أننا لا نسيء أبداً لصورة الراهبات في الفيلم إنما تتميّز أعمال ميشال وكابي زرازير بالجنون الجميل. أسلوب تصوير الفيلم في الثلج غريب وكذلك شخصية الراهبات. أرى مستقبل ميشال وكابي لامعاً، متوقّعة مشاركتهما في مهرجانات عالمية مثل "كان" و"هوليوود".

بمَ يتميّز الفيلم الطويل عن القصير؟

لا تميّز بينهما في التقنيات أو الإحترافية، إنما يتخذ المخرج قرار تصوير النصّ كفيلم طويل أو قصير وفق الموضوع الذي يفرض أسلوب معالجته. وقد وُسّعت أفلام قصيرة عدّة وعُدّلت لتقديمها كفيلم طويل.

عملتِ كمدربة تمثيل في السعودية، أخبرينا عن هذه التجربة؟

لو تمتّع السياسيون ببعض الدهاء، لاستثمروا في السياحة الثقافية في لبنان، وبطاقات اللبنانيين ومهاراتهم الإنسانية.

إستقريت 5 أشهر في المملكة العربية السعودية حيث درّبت ممثلين سعوديين في مسلسل "بساتين عربستان" الذي عُرض عبر "شاهد" وفي النسخة العربية من "the office". فرحت كثيراً بهاتين التجربتين، لأنهما بمثابة تقدير لمسيرتي وعملي، من هنا أوجّه تحية تقدير وشكر لشركة MBC التي وثقت بطاقتي المهنية.

يتوجّه فنانون لبنانيون كثر إلى الخارج حيث يجدون التقدير والإحترام، فيما يسعى السياسيون هنا إلى قصّ أجنحتنا. يأتي التكريم في لبنان من قبل مبادرات فردية شخصية، على غرار "الموريكس دور"، ومهرجان"IDAFA" الذي شاركت فيه لتكريم ذوي الإرادة الصلبة. أوجّه تحية إلى كل فنان وكاتب ومخرج ورسّام وممثل في لبنان، لأننا نعمل جميعنا من دون أي دعم رسمي، فنضطر إلى تأمين عمل موازٍ للفن، بهدف تأمين لقمة عيشنا والإستمرار، فيما يعتاش الفنانون في البلدان الأخرى من مهنتهم فحسب.




ما ميزة شخصية "ليلى" في فيلم "أرزة" ( سيناريو لؤي خريش وفيصل شعيب وإخراج ميرا شعيب)؟

ينطلق عرض هذا الفيلم العام المقبل، تشاركني البطولة ديامان بو عبود وبلال الحموي وهو موهبة تمثيلية جديدة. يتحدث الفيلم عن شخصية "أرزة" التي تعيش مع إبنها وأختها "ليلى" بأحوال متواضعة في بيروت، فيعانون مثل الشعب اللبناني من غلاء المعيشة والمشكلات الإجتماعية.

تعتاش "أرزة" من خبز الفطائر، وفيما تحلم بتوسيع إطار نشاطها، تحدث معاكسات تغيّر الجو العام في العائلة. شخصية "ليلى" فريدة من نوعها، تعاني من رهاب الخلاء، فنكتشف معاناتها مع هذه الفوبيا التي تدفعها إلى ملازمة المنزل. تتميّز هذه الشخصية بخصوصية معيّنة بعيداً من أجواء الكوميديا.

حفظك الجمهور بالأدوار الكوميدية؟

رغم أنني نوّعت في الأدوار، يتذكّرني الجمهور أكثر في الشخصيات الكوميدية، وهذا مدعاة فخر كبير لي، لأن التقنية المعتمدة في التمثيل الكوميدي أصعب، وكذلك في الكتابة الكوميدية، حيث وُجب الإنتباه إلى عدم الوقوع في السخرية والإبتذال. يجب أن يتخلى الممثل عن شكله الخارجي وتقبّل إطلالته بغض النظر عن مساحة الدور. شخصياً، لا أقيّم الأدوار وفق مساحتها، إنما بحسب مضمونها، فلا دور صغيراً أو كبيراً، بالنسبة إليّ، بل أداء كبير وآخر صغير.

أي أدوار تستهويك؟

تستهويني الأدوار المركّبة، والشخصيات الغريبة في السينما والتلفزيون التي لا تشبهني، بينما تبقى الشخصية التي أقدمها على الخشبة الأقرب إلى شخصيتي.

كرّست حياتك للمسرح، تمثيلاً وإخراجاً وكتابة، فما الذي يحكم غيابك عن الخشبة؟

متحمّسة حالياً للعودة إلى المسرح بعدما شاهدت ردود فعل الجمهور تجاه الأنشطة الثقافية والفنيّة في الفترة الأخيرة، وبعدما تلقيت رسائل من جمهوري تحثّني على تقديم عمل مسرحي. قد أكتب عملاً جديداً أو أعيد عرض مسرحية" Couloir الفرج" مجدداً العام المقبل. تعبت كثيراً في إعداد هذه المسرحية التي لم تأخذ حقها فعلياً، لأنها تأجّلت بسبب الثورة ومن ثم توقّفت قسراً بسبب كورونا والإقفال العام ودخولنا النفق الأليم الذي لم نخرج منه بعد، بدءاً بالكوارث الإقتصادية وصولاً إلى إنفجار بيروت. لطالما شكّل المسرح وسيلة تعبيري عن معاناتنا وشكّلت الخشبة ثورتي الخاصة.





ألا ترين فسحة أمل في نهاية النفق يستحق الكتابة عنه؟

أستوحي من الواقع لأكتب بطريقة تراجي – كوميديا. ما أخّرني عن الكتابة في الفترة الأخيرة هو عدم تخطّي المأساة التي نعيشها منذ مدّة، لنضحك. أرى حالياً حاجة ماسة لدى الجمهور ليفرح ويضحك ويشاهد المسرح، وألمس من خلال الرسائل التي أتلقاها شوقاً جماهيرياً للمسرح ما يحثّني للعودة.

ما تفاصيل النشاط المسرحي في العيد الوطني البولندي؟

يشارك في هذه الإحتفالية الكبيرة فنانون كثيرون من مجالات مختلفة. نوجّه من خلالها تحيّة للشاعر البولندي "سلوفتسكي" الذي عاش في دير مار أنطونيوس في غزير حيث كتب نصوصه. أتولى إخراج مقتطفات من قصيدته الطويلة "أناللي"، التي يؤديها طلاب الجامعة اليسوعية. على أن يترافق ذلك مع "animation" من اعداد طلاب الألبا، إضافة إلى أوركسترا ومغنية سوبرانو.

ثمة إهتمام جديّ من قبل السفارات في الأنشطة الفنيّة في لبنانلمست بعد الفترة الأليمة والموجعة التي مررنا بها والتي لا نزال نعيشها، تعطّشاً للفن والمسرح والسينما، وما الأنشطة الفرنكوفونية والثقافية سوى موقف تتخذه السفارات لتثبـــيت هوية لبنان الثقافية.



حققت الدراما عبر المنصات الرقمية رواجاً كبيراً وتطوّراً لافتاً مقارنة مع المسرح والسينما، كيف تفسّرين هذه الحركة الإنتاجية؟


إستُكمل التصوير الدرامي في فترة الإقفال العام بسبب كورونا نوعاً ما، بعدما اتُّخذت الإجراءات الصحية اللازمة في مواقع التصوير، في مقابل إقفال المسارح ودور السينما للحؤول دون الإختلاط. لذا ما نشهده اليوم هو نتاج الأعمال التي صوّرت في السنوات الأخيرة، ومثال ذلك فيلم "عالم التلفزيون" Tv society الذي صوّر سابقاً، ولم يحالفه الحظّ بسبب تزامن عرضه مع إنطلاق الثورة وبعدها كورونا، فتأجّل. حصل العرض الأول في مهرجان القاهرة عام 2021، ومن ثم بقي مصيره معلقاً، إثر وقوعنا في مطبّ الإقفال العام في البلد، ومن ثم التدهور الإقتصادي، فلم يتشجع القيمون على عرضه في الصالات، ليعُرض عبر المنصّة. أرى الحراك القوي عبر المنصات الرقمية نتيجة طبيعية لإعتياد الناس على الجلوس في المنزل ومتابعة الأعمــال بـــدلاً من إرتيــاد دور السينما والمسرح. أنا مقتنعة بأن المنصات الرقمية لن تلغي السينما أو المسرح، لأن ثمة حدوداً ما بين الأنواع الفنية، التي تغذي بعضها البعض.


MISS 3