الأبيض: اللّقاح ضد الكوليرا غير إلزاميّ وهدفنا الوصول إلى 70% من السّكان

20 : 04

أعلن وزيرُ الصّحة العامّة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، أنّ "المفوضيّة العليا للّاجئين قدّمت هبة للبنان 600 ألف لقاح ستصلُ يوم الأربعاء المقبل وستوزّع بين لبنانيّين ونازحين في 3 مناطق تشهدُ النسبة الأعلى في الاصابات، بين عكار والبقاع الشمالي والبقاع الأوسط".


أضاف في حديثٍ تلفزيونيّ: "في هذه المناطق، سنجري مسحاً شاملاً، بحيثُ يقوم من 100 إلى 200 فريقٍ، بالسّير في الأحياء وبزيارة المنازل وإعطاء اللقاح للجميع باستثناء من تقل أعمارهم عن السنة الواحدة".


وعن المرحلة الثانية من إعطاء اللقاح لباقي المواطنين والنازحين، اوضح وزير الصحة أنّ "المرحلة الثانية تنتظرُ وصولَ نحو مليون و500 الف لقاح إضافيّ، لتبدأ في غضون أسابيع أو أقلّ"، وأكّد أنّ "اللقاح ضد الكوليرا لن يكون إلزامياً، لكنّنا سنكثف حملاتنا على الأرض لشرح أهميّته".


ورداً على الداعين إلى فرض إلزاميّة اللقاح، قال: "إنّ الإلزامية ربما تُحدث ردة فعلٍ سلبيّة".


وأوضح أنّ "نسبة التجاوب مع اللقاح ستكون بحسب دراساتنا نحو 80% الى 85%"، وقال: "هدفنا الوصول إلى تلقيح نحو 70% من المجتمع، لأنّ نسبةَ العشرين والثلاثين في المئة ستكون ضعيفة ولا تحقق المطلوب منها". أضاف: "من يأخذ اللقاح ستصبح لديه حماية ضد الاصابة بالكوليرا بعد خمسة إلى سبعة أيام".


وردّاً على سؤال حول ارتباط انتشار الكوليرا في لبنان بمخيّمات النزوح السوريّ، أشار إلى أنّ "الكوليرا في هذه المرحلة بدأت في سوريا قبل لبنان"، لافتاً إلى أنّ "أول حالة كوليرا اكتشفت عند نازحٍ سوريّ كان عائداً من سوريا. ولا شك في أنّ الكثافة الموجودة في المخيمات بالاضافة إلى ظروف غياب البنية التحتيّة في المخيمات أثّرت سلباً، وذلك بالاضافةِ إلى اهتراءِ البنى التحتيّة أيضاً خارج المخيمات في مناطق عدّة في لبنان واختلاط مياه الصرف الصحيّ بمياه الاستخدام".


وتابع: "في مخيمات النازحين حفرٌ للصرف الصحي والمياه توزعها الأمم المتحدة هناك. وعندما لم يتمَّ تفريغُ هذه الجور بشكلٍ جيّد، حصل نوع من الطوفان في بعض المخيمات، وهذا سمح بأن نرى عدد اصابات إضافيّة في مناطق وجود النازحين".


وعن مسؤوليّة معالجة هذه الموضوع داخل المخيمات، قال الأبيض: "إن هذا الأمر تتكفل به المفوضية العليا للاجئين بالتعاون مع شركائها"، مشيراً إلى أنّه "في فترة سابقة قاموا بأمر سلبي عندما قلّصوا عدد الخدمات التي يقدمونها. كانوا يقدمون للشخص 30 ليترا من المياه المعقمة وخفّضوها إلى 7 ليتراتٍ، وحصل تأخيرٌ في تنظيف الجور الصحيّة وكلّ هذا فاقم المشكلة. ولكنهم عادوا وتراجعوا عن هذا القرار وعادوا إلى تسليم 30 أو 35 ليتراً من المياه. والمعلوم أيضاً أنّ الانسان يحتاجُ بشكلٍ عام يومياً إلى ما بين 70 و100 ليتر للشرب وللاستخدام. بالتالي، إن الظروف التي يعيشُها النازحون تساهمُ في انتشار الامراض".



وأكد "ضرورة تحمل المنظمات الدولية مسؤولياتها في هذا المجال تجاه النازحين".


ونقل وزيرُ الصحة تساؤلات البعض عن مصير المساعدات الدوليّة التي وصلت إلى لبنان طوال السنوات الماضية، وكشف عن "ملاحظاتٍ من الدول المانحة بأنها وضعت استثماراتٍ كبيرةً في لبنان وفي البنى التحتية، وهي تسأل اليوم أين هي هذه الاستثمارات وأين النتائج؟"، وقال: "إنّ الدولة اليوم، لديها فرصةٌ أخيرة ونحن أمام إمتحانٍ، فالدول المانحة ستقدّم أموالاً، فإما أن ترى النتائجَ على الأرض، وإلّا، فإنّ تلك الدول لن تساعدَ بعد ذلك من جديد".


وأردف قائلاً: "نحن أعلنّا حال الطوارئ لمواجهة الكوليرا ليس من اليوم، إنما من 3 أسابيع، لأنّها لا تُؤثّر فقط على الصحة، إنّما على قطاعاتٍ عديدةٍ، مثل الزراعة وتصدير المنتجات الزراعيّة وقطاع المطاعم والسياحة والاقتصاد وغيرها"، لافتاً إلى أنّ "تأثيرها وصلَ أيضاً إلى الرياضة، وان بعض الفرق في رياضة "الجودو" اعتذرت عن المجيء إلى لبنان للمشاركة في مناسبة رياضيّة خوفاً من الكوليرا".


وأكّد "أهمّيّةَ التحرُّك سريعاً للحدّ من الوباء حتى لا يخرج عن السيطرة وعندها ستكون النتائج كارثية".


وشدد على "ضرورة معالجة الأسباب، لأننا وإن سيطرنا على الوباء اليوم، فإننا قد نشهد غدا أوبئة جديدة".


MISS 3