ريتا ابراهيم فريد

إنجاز طبّي بمشاركة لبنانية

د. مروى زين: جرعة أمل لمرضى الكلى

8 تشرين الثاني 2022

02 : 00

إنجاز جديد يضاف الى سلسلة الإبتكارات اللبنانية. فقد تمّ الإعلان منذ فترة قصيرة عن جرعة أمل جديدة لمرضى الكلى في العالم، ضمن ابتكار جديد بمشاركة فريق عمل لبناني، من بينه الطبيبة اللبنانية المتخصّصة في علم السموم الدكتورة مروى زين، وبالتعاون مع المهندس الميكانيكي سامي داغر وفريق عمل مساعد. مع الإشارة الى أنّ هذا الإبتكار يأتي كي يستكمل التجارب السابقة على الكليات الاصطناعية، التي كانت الدراسات حولها قد بدأت منذ حوالى عشر سنوات. وهو عبارة عن فيلتر حيوي للكلى الاصطناعية، يتيح لها أن تحافظ على وظائف الكلية الطبيعية. «نداء الوطن» تواصلت مع دكتورة مروى زين، التي شرحت أكثر عن أهمية هذا الإبتكار، وكيف من شأنه أن يساعد على تخفيف معاناة مرضى الكلى.

هل يمكن أن نعتبر أنّ هذا الإبتكار يشكّل بديلاً للمريض عن إجراء جلسات غسيل للكلى أو عن البحث عن كلية جديدة لزرعها؟

طبعاً. وأكثر من ذلك، يمكن القول إنّه يشكّل حلاً وليس فقط بديلاً. كما نعلم أنّ غسيل الكلى أو حتى زرع الكلية الجديدة، هما بالنسبة للمريض عبارة عن عملية موقّتة. فخلال مرحلة الغسيل، تتعرّض الكلية للتلف مع الوقت، وسيحتاج المريض الى البحث عن كلية لزرعها. وحتى لو أجريت عملية الزرع، قد يصل المريض الى مرحلة سيحتاج فيها مجدّداً الى إجراء غسيل للكلى، أو البحث عن كلية جديدة غير التي زرعها. بالتالي فهذا الإبتكار هو بديل فعّال بالتأكيد، وحلّ نهائي لمعاناة المرضى الذين لن يحتاجوا بعد ذلك الى إجراء عملية غسيل كلى.



على صعيد تناول الأدوية والوقاية الصحية، ماذا سيتغيّر في حياة مرضى الكلى بعد هذا الإبتكار؟

من خلال هذا الإبتكار، نجحنا في أن نعزل الخلايا الموجودة داخل الكلية الإصطناعية عن الجسم الذي تعتبره غريباً عنها. وهُنا نقطة القوة فيه. وحيث أنّ هذه الخلايا باتت معزولة عن جهاز المناعة، بالتالي جسم المريض لن يتعامل مع الكلية الإصطناعية على أنها كائن دخيل، لذلك لن يحاربها. كما أنّ المريض لن يحتاج الى تناول أدوية للمناعة كما هي الحال بالنسبة للكلية التي يحصلون عليها من شخص آخر، كما أنهم لن يكونوا مضطرين كذلك الى تناول أدوية لسيلان الدم. فهذه الكلية الإصطناعية ستعمل في جسم المريض تماماً مثل الكلية الطبيعية.



على الصعيد المادي، كيف سيخفّف الأعباء الإقتصادية والتكاليف الباهظة التي يتكبّدها عادةً المرضى؟

لا يمكنني الإجابة عن مسألة التكلفة المادية، فلسنا نحن من ابتكر الكلية الإصطناعية، وفعلياً نحن نجحنا في أن نتمّم ونكمل الدراسات التي كانت قد أجريت في السابق. لكن بالطبع سيكون لنا رأي في مسألة تحديد الأسعار، كوننا جزءاً من هذا المشروع. لا يمكنني أن أعطي جواباً الآن بخصوص السعر، لأننا لم نصل بعد الى المرحلة النهائية من التجارب، والتي ما زالت تحتاج الى وقت إضافي لإنجازها.



ماذا عن فريق العمل وهل يتألف كلّه من اللبنانيين؟

الفريق الذي شارك في ابتكار الفيلتر الحيوي هو لبناني. لكنّ الدراسات على بقية الأجزاء من الكلية الاصطناعية شارك فيها فريق أجنبي. مع الإشارة الى أنّ المهندس سامي داغر شكّل صلة وصلٍ بيننا كفريق لبناني وبين الفريق الأجنبي.







هل حصل تواصل بينكم وبين وزارة الصحة اللبنانية كي يستفيد لبنان من هذا الإختراع؟

طبعاً أبلغنا الوزارة عن هذا الإبتكار. على أمل أن يتمّ التواصل معها مجدداً في المرحلة المقبلة حين يصبح هذا المنتج متوافراً.

في ظل الانهيار والاحباط الذي نعاني منه، ماذا يعني لك كطبيبة «لبنانية» أن تحقّقي هذا الإنجاز الذي يساهم في تخفيف معاناة آلاف المرضى؟

يعاني أكثر من 850 مليون شخص حول العالم من أمراض الكلى، بين من يجرون الغسيل أو الذين يبحثون عن كلية جديدة لزرعها، وبين المرضى الذين أدرجوا أسماءهم على لائحة الإنتظار لزرع كلية جديدة. وللأسف، نشهد حالات وفاة بشكل يومي لعدد كبير من المرضى. لذلك، يعدّ هذا الإبتكار بمثابة أمل لهؤلاء الأشخاص في كل دول العالم، وليس فقط في لبنان. لكنّنا كفريق عمل لبناني يعتزّ بلبنانيته، أحببنا أن نعلن عن هذا الإبتكار من داخل الأراضي اللبنانية وليس من دولة أخرى، كتعبير عن فخرنا.


MISS 3