جاد حداد

Beyond the Universe... دراما مفتعلة لا تصيب الهدف

9 تشرين الثاني 2022

02 : 01

يعرض فيلم Beyond the Universe (ما وراء الكون) قصة درامية من إخراج دييغو فريتاس، ومن بطولة النجوم هنريكي زاغا، وجوليا بي، وجواو ميغل، وأوثون باستوس، وليو باهيا، إلى جانب عدد من الممثلين بأدوار ثانوية. يمتد الفيلم على 127 دقيقة.

تتمحور القصة حول عازفة بيانو شابة تنتظر الخضوع لزراعة كلية، فتجمعها علاقة غير متوقعة مع طبيبها وسرعان ما تستجمع شجاعتها لتحقيق أحلامها الموسيقية.

يتّسم هذا الفيلم بناحية جمالية لافتة. بعيداً عن المواقف القاتمة، تدور المشاهد وسط غيوم ونجوم جميلة باللون الزهري والأزرق وتترافق مع أجواء ساحرة بمعنى الكلمة. لكن يتلاشى هذا الأثر الجاذب حين نشاهد بطلة القصة "نينا" وهي تحارب نفسها حرفياً لتحقيق أحلامها.

سرعان ما يظهر في حياتها "غابريال"، الشاب الغريب الذي يزيد تفاؤل "نينا" ويجعلها تُركّز على الجوانب الإيجابية في حياتها. كيف سيتصادم هذان العالمان؟ وهل تستطيع "نينا" أن تُحقق أهدافها وتفوز في حربها مع نفسها؟

تتكرر القصة العامة في جميع أعمال الكوميديا الرومانسية، فيلتقي البطلان ويساعد أحدهما الآخر على تجاوز مشاكل معيّنة، ثم يجتمعان أو يفترقان في النهاية. لكن يفتقر هذا الفيلم إلى العمق، وهو لا يكشف وجهته الحقيقية قبل مرور وقت طويل.

قبل أن تبلغ الأحداث ذروتها، تتعدد مشاهد الحشو والمواقف المفتعلة لدرجة أن نميل إلى تفويتها بلا تردد. هذه المشاهد ليست مملة، بل إنها تضيف شيئاً إلى شخصية "نينا" وعلاقتها مع "غابريال"، لكنها طويلة وبطيئة لدرجة أن نخسر اهتمامنا بها بعد فترة.

بحلول منتصف الفيلم، سنشعر بأن القصة توشك على الانتهاء، لكن لن يستسلم صانعو العمل بهذه السهولة بل إنهم يطلقون في هذه المرحلة جولة أخرى من المطاردة التي تجمع بين الحب والوقائع المريرة. لكن من المؤسف ألا نستمتع بقصة متماسكة وجاذبة لأن الأحداث تبقى متوقعة ومطوّلة في النصف الثاني من الفيلم.

في محاولة لتقديم محتوى ممتع ومرير في آن، سرعان ما يطغى الجانب الحزين على الأحداث الأخرى ويُجرّد الفيلم من جانبه الترفيهي. المآسي جزء من الحياة طبعاً، ولا يمكن استخراج أي جوانب لطيفة أو ممتعة منها. لكن يُركّز الفيلم على العامل الدرامي لدرجة أن تضيع الحبكة الأساسية في منتصف الأحداث.