زيادة البروتينات في حميتك خطوة حميدة؟

11 : 42

تستنتج مراجعة جديدة أن تناول الكمية اليومية الموصى بها من البروتينات يفيد معظم الناس بشكل عام. لكن يبدو أن زيادة الكمية المستهلكة ليست مفيدة بالضرورة!

يتلذذ الكثيرون بتناول وجبات العيد، ثم يضطرون لبدء برنامج لفقدان الوزن بحلول السنة الجديدة.

تشكّل زيادة استهلاك البروتينات، بما يفوق الكمية اليومية الموصى بها، ركيزة أساسية في حميات كثيرة، لكن هل تكون هذه الخطوة منطقية في جميع الحالات؟اكتشفت دراسة جديدة أجراها علماء تغذية من جامعة "بوردو" الأميركية أن تناول بروتينات إضافية لا يعطي المنافع إلا في ظروف معينة. نُشرت نتائج البحث في مجلة "التقدم في التغذية".

إذا لم تبدأ رسمياً بتبني حمية غذائية لفقدان الوزن أو ممارسة تمارين رفع الأوزان، لا منافع واضحة لزيادة استهلاك البروتينات بما يفوق الحد الأدنى من الكميات اليومية المطلوبة.

يقول المشرف الرئيس على الدراسة، جوشوا هادسون: "تكثر الحملات الدعائية والتسويقية التي تدعو الجميع إلى تبني حميات غنية بالبروتينات، ويؤيد البحث الجديد هذه النزعة لكن في ظروف محددة، منها ممارسة تمارين القوة والسعي إلى فقدان الوزن. لا يعني ذلك أن جميع الناس يحتاجون إلى كميات بروتينية إضافية طوال الوقت. لم يكن هذا البحث يهدف إلى تقييم مدى استفادة الراشدين من زيادة استهلاك البروتينات. إنها ملاحظة مهمة لأن الكمية الغذائية الموصى بها تُعتبر مرجعية لتقييم مدى تناسب المقاربة الغذائية. لكن يستهلك معظم الراشدين البروتينات بكميات تفوق النسبة الموصى بها".

وفق التوصيات الغذائية المرجعية، تبلغ الكمية اليومية المطلوبة من البروتينات 0.8 غرام مقابل كل كيلوغرام من وزن الجسم. بناءً على هذه المعادلة، من المناسب أن يتناول الرجال الأصحاء وقليلو الحركة 56 غراماً يومياً، بينما تحتاج المرأة بالمواصفات نفسها إلى 46 غراماً. تجدر الإشارة إلى أن هذه التوصيات لا تنطبق على المصابين بالنوع الثاني من السكري.تُعدد الهيئات الصحية مجموعة من المصادر الغذائية للحصول على البروتينات، منها ثمار البحر، واللحوم، والدواجن، والبيض، والمكسرات، والبذور، ومنتجات الصويا.بدأ هادسون وزملاؤه يراجعون أكثر من 1500 مقالة في قواعد بيانات غذائية، ثم اختاروا منها 18 مقالة للتعمق بتحليلها.اختار الباحثون هذه المقالات لأنها تشمل راشدين أصحاء وتُركّز على مواضيع محددة، منها استهلاك البروتينات، والنشاطات الجسدية، وفقدان الوزن. شمل البحث كله 22 مقاربة و981 فرداً. كانت المصادر البروتينية التي استهلكها المشاركون تشمل اللحوم غير الدهنية والمُصنّعة بالحد الأدنى، ومشتقات الحليب، والبيض، والمكسرات، والبذور، والبقوليات.

كشفت البيانات أن استهلاك أكثر من كمية البروتينات الموصى بها يومياً لا يفيد تركيبة الجسم إذا كان الشخص لا يحاول اكتساب الوزن أو فقدانه. لم ترصد الدراسة أي عواقب ضارة، لكنها لم تجد أي أثر إيجابي أو سلبي بكل بساطة. يبدو أن زيادة استهلاك البروتينات تكتفي بتكثيف الكتلة العضلية الهزيلة لدى من يتبعون حمية محددة أو يرفعون الأوزان.

لكن يطرح نقص البروتينات مشكلة في المقابل. يوضح المشرفون على الدراسة: "يُعتبر هذا البحث مهماً من الناحية العيادية بالنسبة إلى المرأة تحديداً، لا سيما المتقدمة في السن، إذا كانت تستهلك كميات أقل من البروتينات ويُفترض أن تحافظ على وزن صحي وتمارس تمارين القوة بانتظام. في ما يخص الأكل في فترة الأعياد، لا توقف استهلاك جميع مأكولاتك الاعتيادية إذا قررتَ البدء بفقدان الوزن في المرحلة اللاحقة لأنك ستفتقر حينها إلى البروتينات الكافية عن غير قصد. بل حاول أن تتابع استهلاك الأغذية الغنية بالبروتينات أو زِدْ كميتها باعتدال، ثم خفف استهلاك الكربوهيدرات والمنتجات الغنية بالدهون المشبعة".


MISS 3