طهران تُلوّح بردّ ضدّ مواقع عسكريّة أميركيّة

حشود هائلة في وداع سليماني

12 : 10

آلاف الإيرانيين يُشيّعون سليماني في مشهد أمس (أ ف ب)

اجتاحت حشود هائلة شوارع مدينتَيْ الأهواز ومشهد الإيرانيّتَيْن بالأمس للمشاركة في تشييع قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الجنرال قاسم سليماني، الذي قُتِلَ الجمعة بضربة جوّية أميركيّة في العراق، في اغتيال، أعلنت طهران الحداد الوطني عليه ثلاثة أيّام.

وشقّت قافلة تحمل نعوش القتلى الستّة الذين سقطوا في الغارة الجوّية الأميركيّة، بحراً من المشيّعين في مشهد، ثاني كبرى مدن البلاد، والمدينة المقدّسة لدى الشيعة. وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي رجالاً اعتلوا الشاحنة التي تقدّمت الموكب الجنائزي، وهم يرمون في اتجاه الحشود الكوفيّات والقمصان وقطع ألبسة أخرى، لمسحها بنعوش القتلى بهدف "تبريكها".

ومع هبوط الليل أضاءت حشود المشيّعين بأنوار هواتفهم الخلويّة المكان بأسره، في حين استمرّ عويل النساء وبكاء الرجال على سليماني. وكان مقرّراً أن يُستكمل التشييع مساء الأحد في طهران، لكنّ الحشود الغفيرة في مدينة مشهد تسبّبت ببطء شديد في تقدّم القافلة، ما استدعى تأجيل المراسم التي كانت مقرّرة في العاصمة.

وكان يوم الحداد الأوّل في إيران بدأ صباح الأحد، بوصول الشاحنة التي تقلّ نعشَيْ سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، وقد زُيّنت بالورود وبغطاء يحمل صورتيهما وتتوسّطهما صورة مسجد قبة الصخرة، إلى مدينة الأهواز، عاصمة محافظة خوزستان.وبث التلفزيون الإيراني منذ الصباح، برنامجاً خاصاً عن "الجنازة الوطنيّة" التي ستُستكمل في طهران ثمّ في قم (وسط) قبل دفنه في مدينة كرمان، مسقط رأسه في جنوب شرقي البلاد. وكان رجال ونساء يبكون ويلطمون، بينما يتردّد هتاف "الموت لأميركا" بقوّة. وكان آلاف العراقيين قد شاركوا وهم يهتفون "الموت لأميركا" السبت في بغداد في تشييع سليماني والمهندس والآخرين.

وتحت قبّة البرلمان الإيراني، صدحت حناجر عشرات النوّاب بهتاف "الموت لأميركا". وقال رئيس البرلمان علي لاريجاني أمام النوّاب مخاطباً الرئيس الأميركي: "ترامب، هذا هو صوت الأمّة الإيرانيّة، فاسمع!".توازيـــاً، أكد المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني اللواء حسين دهقان أن ردّ طهران على اغتيال سليماني "سيكون عسكريّاً"، وذلك في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأميركيّة. وقال: "الردّ سيكون بالتأكيد عسكريّاً وضدّ مواقع عسكريّة"، مضيفاً: "قيادتنا أعلنت رسميّاً أنّنا لم نسعَ أبداً للحرب ولن نسعى إليها، الأميركيّون هم من بدأ الحرب وعليهم قبول ردود الفعل المناسبة على أعمالهم". وتابع دهقان: "الأمر الوحيد الذي يُمكنه انهاء هذه المرحلة من الحرب، هو أن يتلقى الأميركيّون ضربة مساوية للضربة التي قاموا بها، وبعدها عليهم ألّا يسعوا إلى تجديد الدورة". وفي تعليقه على تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وما قاله عن تحديد 52 هدفاً في إيران، إن أقدمت طهران على أي عمل ضدّ أميركيين أو مصالح أميركيّة، رأى دهقان أنّها "سخيفة وغريبة"، معتبراً أن ترامب "لا يعرف القانون الدولي ولا يعترف بقوانين الأمم المتحدة".

من ناحيته، أعلن المتحدّث باسم الخارجيّة الإيرانيّة عباس موسوي خلال مؤتمر صحافي في طهران أن بلاده "لا تسعى إلى الحرب ولكنّها مستعدّة لمواجهة أي موقف"، مشيراً إلى أن قادة إيران سيجهدون للردّ على اغتيال سليماني "بطريقة تجعل العدو يندم على فعلته، ولكن بشكل لا يجرّ الأمّة الإيرانيّة، قدر الإمكان، إلى حرب".


MISS 3