مواجهات بين المحتجّين والمشيّعين في الناصريّة

ثوّار بلاد الرافدين يهتفون: "لا للاحتلال الإيراني"!

11 : 57

صدامات بين الثوّار وأنصار "الحشد" في الناصريّة أمس (أ ف ب)

وقعت مواجهات عنيفة بين محتجّين رفضوا دخول مسيرة جنائزيّة لتشييع رمزي لقائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس إلى شارع الحبوبي وسط مدينة الناصريّة بالأمس، ما أدّى إلى إصابة عدد من المتظاهرين بجروح جرّاء إطلاق نار من قبل المشيّعين.

وقال المتظاهر رعد اسماعيل، وهو طالب جامعي، لوكالة "فرانس برس": "نرفض القتال بالإنابة على أرض العراق وخلق الأزمات تلو الأزمات"، مضيفاً: "نُحذّر من أن يتمّ تجاهل مطالبنا تحت أي ذريعة كانت"، في وقت خرج متظاهرون في مدن عدّة في العراق وهم يهتفون: "لا للاحتلال الإيراني"، مطالبين بإبعاد البلاد عن الصراع في ظلّ التوتر الذي بلغ أوجه بين واشنطن وطهران، إثر اغتيال سليماني بضربة أميركيّة في بغداد.

ورفض المتظاهرون التدخّلات الإيرانيّة، وردّدوا هتافات ضدّها في شوارع الناصريّة والديوانيّة والكوت والعمارة، جنوب العاصمة، كما رفعوا لافتات كتب عليها: "سلام لأرض السلام، خلقت للسلام وما رأت يوماً سلاماً"، تحت مروحيّات الجيش العراقي التي تُحلّق فوق الثوّار.

وفي كربلاء، خرجت تظاهرة طلابيّة تُندّد بالتدخّل الخارجي وخرق سيادة العراق، وطالبت بإخراج العراق من ساحة تصفية الحسابات الإقليميّة. وقال أحمد جواد كاظم لـ"فرانس برس": "نرفض أن يُصبح العراق ساحة للصراعات الدوليّة - الإقليميّة، الإيرانيّة والأميركيّة، فمن يذهب نتيجة هذا الصراع هو المواطن العراقي".

بدوره، أعرب الطالب علي حسين عن قلقه من التصعيد بين واشنطن وطهران، خصوصاً في ظلّ "فراغ" بعد استقالة حكومة عادل عبد المهدي، وانقسام البرلمان حيال تسمية مرشّح جديد أو تحديد موعد لانتخابات نيابيّة مبكرة يُطالب بها الشارع المنتفض.

في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو عن ثقة واشنطن التامة بأنّ شعب العراق يُريد بقاء القوّات الأميركيّة على أراضيه، بغض النظر عن اغتيال الجنرال قاسم سليماني. وقال بومبيو، عبر قناة "فوكس نيوز"، إن رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقيّة عادل عبد المهدي، الذي طلب من مجلس النوّاب وضع جدول زمني لإخراج جميع القوّات الأجنبيّة من البلاد، هو مجرّد "رئيس وزراء مستقيل" و"قائم بأعمال رئيس الحكومة" و"يُواجه تهديدات هائلة من قبل قيادة إيران". وتابع بومبيو: "نحن مقتنعون بأنّ الشعب العراقي يرغب في أن تبقى الولايات المتحدة لمواصلة حملتها ضدّ الإرهاب، ونحن سنُواصل فعل كلّ ما يلزم لضمان أمن أميركا". وامتنع بومبيو عن الردّ على سؤال عمّا ستفعله واشنطن إذا طالبها العراق كدولة ذات سيادة بسحب قوّاتها من أراضيه، قائلاً: "على الشعب الأميركي أن يعرف أنّنا سنتّخذ قراراً صائباً، وسنقوم بخطوات رفضت الإدارة السابقة اتخاذها". وبعد دقائق من تصريح بومبيو، صادق مجلس النوّاب العراقي على تفويض الحكومة بإنهاء تواجد القوّات الأجنبيّة على أراضي البلاد.