محمد دهشة

مهرجان "فتحاوي" في صيدا إحياء الذكرى لاستشهاد عرفات

لقاء قيادي بين "فتح" و"حماس" في بيروت: تأكيد على توحيد الصف وترتيب البيت الفلسطيني

13 تشرين الثاني 2022

22 : 29

حمل اللقاء الثنائي الذي جمع عدداً من قيادتي حركتي "فتح" و"حماس" في سفارة دولة فلسطين في بيروت، مؤشرات إيجابية على مضي قدماً في استكمال الجهود لإنهاء الإنقسام الفلسطيني وإعادة ترتيب البيت الداخلي، وفق ما جرى الاتفاق عليه في "مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، الذي عقد في الجزائر برعاية الرئيس عبد المجيد تبون.




اللقاء جمع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مفوض العلاقات الوطنية عزام الأحمد، وعضو المكتب السياسي لحركة "حماس" نائب رئيس الحركة في الخارج الدكتور موسى أبو مرزوق، في حضور سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور ورئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة "حماس" في الخارج علي بركة.


وأبلغت مصادر فلسطينية لـ "نداء الوطن"، أن اللقاء كان إيجابياً وجرى خلاله الاتفاق على استكمال الخطوات العملية لما اتفق عليه في مؤتمر الجزائر وخاصة لجهة تشكيل اللجنة العربية المشتركة، إضافة إلى تجديد التأكيد على تعزيز الجهود لتوحيد الصف الوطني وترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة الاحتلال والتصدي لمشاريع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة في التوسع الاستيطاني الاستعماري وتهويد القدس وتقسيم المسجد الاقصى زمانياً ومكانياً.


وفي البيان المشترك، أكد اللقاء على التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية ورفض مشاريع التطبيع والتوطين وتنفيذ مخرجات حوارات الجزائر للم الشمل الفلسطيني وفق اعلان الجزائر، مشدداً على تعزيز الوحدة الوطنيّة واستمرار النضال من اجل تحقيق اهداف شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.




مواقف فتحاوية

ومن صيدا، وخلال المهرجان المركزي الذي نظمته قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" الفلسطيني في قاعة "لاسال" إحياء للذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، أطلق الأحمد سلسلة من المواقف السياسية في مشاركة ديبلوماسية وسياسية وعسكرية ورسمية لبنانية وفلسطينية يتقدمهم إضافة الى السفير دبور، النائب الدكتور عبد الرحمن البزري ونائب الأمين العام لــ "جبهة التحرير الفلسطينية" ناظم اليوسف، مستذكراً مقولة "أبو عمار" في الامم المتحدة "جئتكم بغصن الزيتون والبندقية باليد الأخرى"، فلن نتنازل عنها إلا إذا استعدنا حقوقنا كاملة فلذلك المراحل القادمة لهذا الخطاب أكدت الرؤية الثاقبة لأنه يعرف العدو الصهيوني ويعرف الصراع الوجودي، فإما نحن أو هم".


وأضاف الأحمد: "حرب الشعب كما تعلمنا من أبو عمار تسير في حقول من الأشواك وليس في حقول من الورود، طريق متعرج: صعود وهبوط انتصار وانتكاسة، ولكن نهاية النفق واضحة كما كان يردد دائمًا يرى النور في نهاية النفق. وهذه الأجيال التي شاهدناها قبل قليل لاحظوا أنهم لا يعرفون ياسر عرفات فهم ولدوا بعد سنوات من استشهاده".


وعن الانقسام قال الأحمد: "لو حصل من صناعة فلسطينية لمَا شهدنا مليون فلسطيني في ساحة الكتيبة في غزة، أيضًا لم نتمكن بسبب الزخم الجماهيري أن يكون هناك مكان واحد لإحياء الذكرى في رام الله أو غيرها في الضفة، فكنا لكل مدينة ومحافظة أن تحييها على طريقتها، وفي دمشق أمس بين حطام وأنقاض مخيم اليرموك وكنتُ موجودًا في الاحتفال وشاهدت الآلاف من الفلسطينيين والسوريين حتى في المخيمات حلب وحمص ودرعا جاءوا ليحتفلوا بين الأنقاض وأيضاً هذه الأنقاض التي هي جزء من المؤامرة على أمتنا العربية لكن أيضاً نتعلم من أبو عمار أننا نحن مثل طائر الفينيق يتجدد من الرماد ليتابع المسيرة ونعيد بناء اليرموك، مع أشقائنا السوريّين، ليبقى كما عين الحلوة علامةً من أجل شق طريق العودة إلى فلسطين". إننا بأمس الحاجة إلى تنفيذ اتفاق وتفاهمات المصالحة وإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، وإعادة اللِحمة للتضامن العربي، وتوحيد الجهد العربي لحماية شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية ومستقبلنا.


وقال الأحمد: "البعض لا يعجبه مسيرة المقاومة بكل أشكالها الشعبية بالحجر بالسكين بالمفك بالفاس والبندقية بكتائب الأقصى وعرين الأسود الذين جسّد المقاتلون من مختلف الفصائل في نابلس وحدة البندقية الفلسطينية.. ننام على شهيد ونصحو على شهيد، لاحظوا من أكثر من عام لا يوجد يوم إلا وهناك مجابهات مسلحة، حتى الرئيس أبو مازن قبل شهرين، طلب من أجهزة الأمن الفلسطينية أن تبلغ سلطة الاحتلال: "لا تتفاجؤوا إذا لقيِتم قوات الأمن الفلسطينية والأجهزة الأمنية هي التي تتصدى لكم في اقتحاماتكم لهذا المخيم أو تلك القرية أو المزارع". وفعلاً حصلت معارك مباشرة والجميع تحدث، وكل وسائل الإعلام وفي مقدمتها الإعلام الإسرائيلي عن كيف تصدى أبطال أجهزة الأمن الفلسطينية للمستعربين في ساحة الساعة على مدخل نابلس القديمة، ولولا ذلك لنجحوا في المخطط الذي كانوا يهدفون له، لقد كانوا يريدون قتل عشرات المقاتلين، ولكنهم فشلوا، وكانوا يريدون سرقة الجرحى والشهداء من مستشفى رفيديا فأقامت قوى الأمن الفلسطينية الحواجز بالخنادق تتصدى لأي محاولة، مؤكداً أن الثورة مستمرة جيلاً بعد جيل متمسكين بإرثِ ياسر عرفات حتى يرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علَم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين إلى وطنهم.


ونوه الأحمد بالالتحام اللبناني الفلسطيني على مدار التاريخ، و"أقول لشهيدنا أبو عمار لن ننساك، ولم ننسك لا نحن ولا الأجيال المتعاقبة، ولا الأجيال التي ستُولد بعدنا، حتى نحقق الأهداف التي انطلقت وقدتنا في هذه الثورة الفلسطينية المعاصرة من أجلها وننهي الاحتلال ونقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم، وحتى يأخذوا حقهم، إلى جانب ذلك وفق القرار 194، التعويض منذ العام 1948 حتى الآن. وعلينا أن نفهم قبل أن نقول لا ونتمسك بالوطن المعنوي للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية. وبالتالي علينا أن نتعاون ونتكاتف لننهي هذا السرطان الخبيث الذي أصابنا والمتمثل بالانقسام في السلطة غزة والضفة وإعادة اللحمة من جديد تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية".


وتحدث في المهرجان الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد فنوه بدور ابوعمار الوطني الذي أفنى عمره من أجل التحرير والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"، مؤكدا أنّه رغم رحيل جسده لا يزال إرث الشهيد ياسر عرفات النضالي حيًّا في وجدان الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.


وأضاف: "على امتداد عشرات السنوات خاض ياسر عرفات بكل شجاعة وإقدام أشرس المعارك في مواجهة العدو الصهيوني، كما واجه التآمر على القضية الفلسطينية متمسكًا بالمبادئ والثوابت والأهداف مرسّخًا الهوية الوطنية الفلسطينية والقرار الوطني المستقل، والانتماء العربي والأبعاد التحررية والإنسانية للقضية الفلسطينية".


ونوه سعد بأبرز محطات النضال في حياة الشهيد ياسر عرفات والكفاح الفلسطيني - اللبناني المشترك، من تاريخ انطلاقة الثورة الفلسطينية، وصولاً إلى يومنا هذا، قائلا: "جيلاً بعد جيل ومسيرة المقاومة مستمرة، وها هو جيل فلسطيني جديد يحمل راية الكفاح، مع شبان وشابات بعمر الورد يواجهون الاحتلال والاستيطان ومصادرة الأراضي وتهديم البيوت، يواجهون العنصرية والقتل والاغتيال والقمع والاضطهاد، فدائيون من كل الفصائل الوطنية يتصدون لاعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، ويتحركون معًا، ويقاتلون معًا في أبهى تجسيد للوحدة الوطنية".


ولفت سعد خلال كلمته إلى ضرورة تجديد وتعزيز بنية منظمة التحرير الفلسطينية لتكون قادرة على استيعاب كل الفصائل، مؤكدًا أنَّ المنظمة تبقى الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، وقال: "لا مشروعية، لا في الماضي ولا في الحاضر أو المستقبل، لأي محاولة لضرب المنظمة، أو تهميشها، أواصطناع بدائل عنها".


وتحدث سعد عن المعاناة المشتركة التي يعيشها أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني في لبنان في ظل أسوء أزمة اقتصادية عرفها الشرق الأوسط منذ عقود من الزمن، وهي أزمة تلقي بظلالها على كاهلهم، مشددا على مواصلة النضال في كل الميادين داخل مجلس النواب وفي سائر الساحات دفاعًا عن حقوق الناس وعن الوطن وسيادته وثرواته، وعن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، مؤكّدًا أن هذا إرث الشهيد معروف سعد، ورمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى سعد وغيره من المناضلين الكبار.




MISS 3