هيدا رأيي

تهيّؤاتٌ وقصصٌ من وحي الخيال

11 : 34

تعالوا نحلم، لو أننا في بلد متطور ذهنياً على كلّ الأصعدة لكانت الألعاب الرياضية بألف خير، كنا ورثنا أجيالا متفوّقة وإدارات حكيمة لها خبرتها وباعها الطويل على الصعيد الإداري الرياضي.

أتخيّل نفسي اننا تقدّمنا كل الدول في معظم المناسبات، أرى أبطالاً أولمبيين يشقّون عباب البحر وينافسون في الألعاب الأولمبية باقتدار، ويحققون الإنجاز تلو الآخر ويرفعون الذهب على المنصّات.

تقوم الاتحاداتُ الرياضية بتأهيل اللاعبين للأولمبياد، تلعب الكفاءة دورها في اختيارهم. سياسة حكيمة وبرامج ناجعة واهتمام ومتابعة من المعنيين في وزراة الشباب والرياضة ومباركة من اللجنة الأولمبية اللبنانية، الكلّ يلعب دوره باقتدار، الوزارة تحاسِب في حال التقصير، والأولمبية خليّة نحل وعمل دؤوب.

تعالوا نحلم، قامت اللجان الإدارية للاتحادات على مبدأ الإختصاص والخبرة، لم تتدخل التيارات الحزبية والسياسية والطائفية في اختيار الأعضاء، هو تصرّفٌ مثالي تغلفه العقليات المتطورة.

في الحلم نخاف على العابنا بمقدار خوفنا على رياضيينا. وصل الوسط الى حالة من الإكتفاء الذاتي والتمثيل السليم، ويكفينا أننا أصبحنا نشكل بعثاتنا بطريقة لا لبس فيها أو محسوبيات.

لنعرّج على كرة القدم، دخلنا بها موسوعة غينيس. تطوّرٌ مستمرّ يقوم على الإبتكار ومعاصرة الحيثيات، وبه شاركنا في نهائيات المونديال.

دخلت تقنية الفيديو الى أروقتنا، إبتكار رائع لمنظومة اللعبة، بواسطتها ليس هناك ايّ مجال للشكّ، لم تعد الأمور تنطلي على حكام المباريات، أو بالأحرى لا يمكن لأيّ حكم من خلالها التلاعب على القانون.

نحنُ بالف خير، لدينا استادات بمواصفات عالمية، نتعامل مع القانون بحذافيره، خرجنا من نظام الهواة ودخلنا عالم الإحتراف الحقيقي، لم يعد اللاعب سلعة رخيصة في سوق الانتقالات، بات يتمتع بحرفية عالية في التعاطي مع مستقبله وكيفية إرتباطه مع الأندية .

نحن في الدوريّ لا مراهنات أو تلاعب، النزاهة تضرب عقول الجميع، لن نترك فرصة للبعض بتقويض هذا المجهود الجبّار الذي جعل من الخيال حقيقة.

تعيشُ الصحافة ذروتها، المواقع والصحف الورقية تنتشر بشكل رائع، والاعلاميون لا يعانون أيّ أمر، جمعيّتهم تدير تحرّكاتهم وأعمالهم بكلّ أمانة . كلّ الاعلاميين مضمونون ولهم صندوق تعاضد يحميهم من شرّ الأزمات، تخفيضات على الكهرباء والهاتف وتذاكر السفر وحوافز تشجيعية تيسّر لهم أمورهم .

"ما أروعك أعجب وأغرب من الخيال، أكتب كلام أسهر ما نام ولمّا أشوفك أسمعك"...

لا تصدّقوا شيئا من ذلك، كلّ هذا الكلام أضغاث أحلام ومجرّد تهيئات وتمنّيات وقصصٌ من وحي الخيال .. فاقتضى التصويب !!!


* إسماعيل حيدر

صحافي رياضيّ


MISS 3