على هامش مشاركته بمنتدى تحالف الحضارات في المغرب..

بو حبيب: لبنان الرّسالة هو بلد التّسامح وعلى المجتمع الدوليّ مساعدته للتغلّب على مشاكله

20 : 02

شارك وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب في المنتدى الدوليّ التّاسع لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة في مدينة فاس في المملكة المغربيّة، وألقى كلمة، شَكَرَ فيها للمملكة "حسن الاستقبال والضيافة والتنظيم"، ولتحالف الحضارات "إنجاح هذا المنتدى في توقيته في ظلّ ما يشهدُه العالم من انقسامات عميقة".


واعتبر بو حبيب في كلمته أنّ "انعقاد المنتدى في المملكة المغربيّة تأكيدٌ على ما تكتنزُه من أدوار تاريخيّة ترتبط بالحضارات والانفتاح"، مشدداً على أنّه "يشكّل تأكيداً على ما يزخرُ به العالم من تعدُّدٍ للحضارات والثقافات التي تُغنيه وتجعلُ منه عالماً، إذا ما أحسنا استثماره، يتمتّع بالسلام والطمأنينة وقبول الآخر المختلف، او إذا ما أسأنا التعامل معه، يتحوّل إلى عالم متخاصم ومتناحر".


وأشار إلى "سمة التعددية في لبنان، التي تشكّل نموذجاً يحتذى به للتعايش نظراً لاختلاط الدّيانات والحضارات التي يعيشُها، وتعدُّد المذاهب فيه وانسحاب ذلك على الجوانب الثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة، حيثُ يعيشُ اللبنانيّون في تعدُّديتهم باختلاطٍ مجتمعيّ وتفاعل ثقافيّ رغم الصُّعوبات السياسيَّة التي يُواجهونها من وقتٍ لآخر، مع إدراكهم لاستحالة الاستمرار من دون حوارٍ وتفاهمٍ كأساسٍ لقيام الوطن واستقرار المجتمع على حدٍّ سواء".


وأكّد أنّ "لبنان يُشكّل رسالةً حضاريّةً كونيّةً لتفاعل الحضارتَين الإسلاميّة والمسيحيّة، فهو النموذج – الرسالة، كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني".


أضاف: "لبنان يعيش حالياً وسط عواصف جمّة من عدم استقرارٍ سياسيّ وصولاً إلى انهيارٍ اقتصاديّ وماليّ غير مسبوق، ما يشكّل خطراً على كيان الدولة وتركيبة المجتمع، خصوصاً في ظلّ العجز عن انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة وإنجاز الإصلاحات الاقتصاديّة والماليّة المطلوبة لبنانيّاً ودوليّاً، ومن الممكن أن تكون أحد أسباب الأزمة إساءة استثمار لبنان للتنوع الذي يتمتع به. وما يُفاقم الأزمة في لبنان، ويُهدّد النموذج اللبنانيّ، هو دخول مكوّن اجتماعيّ جديد اليه، جرّاء النزوح السوريّ الكثيف منذ بداية الأزمة السوريّة في العام 2011، في ظلّ غياب خارطة طريقٍ جدّية لعودتهم، ما يُثير الشّكّ في نيّة بعض المجتمع الدوليّ بالحفاظ على النموذج اللبنانيّ، فلا يُمكِنُ انتظار حلولٍ سياسيّة لم تظهر مؤشراتها لتاريخه، خصوصاً مع انشغال العالم بأزمات وصراعات جديدة شتتت انتباهه وموارده عن مشاكل الشرق الأوسط عموماً والأزمة السورية خصوصاً".


وختمَ بو حبيب كلمتَه بالتأكيد على أنَّ "لبنان الرسالة، هو ملتقى الحضارات والأديان والمذاهب، والعيش المشترك، وهو بلد الارز والتسامح والجمال، والمطلوب من المجتمع الدوليّ، وخصوصاً من الدول المانحة، ألّا تزيد من مشاكله الداخليّة الطارئة بل أن تساعدَه للتغلب عليها".

MISS 3