رالف شربل

ألمانيا مستمرّة بالإنحدار والسعودية تفرملُ الأرجنتين

25 تشرين الثاني 2022

02 : 00

قطر تنجحُ تنظيمياً وتخفقُ في مباراتها الإفتتاحية
تخصص صحيفة "نداء الوطن" صفحة أسبوعية لتحليل نتائج مباريات مونديال قطر 2022  وأداء المنتخبات المشاركة. وفي الحلقة الأولى، سيتم التطرق إلى جميع المباريات التي أجريت بين 20 تشرين الثاني يوم افتتاح النهائيات و23 تشرين الثاني 2022.




قطر... تميّز في التنظيم على عكس اللعب

أبدعت قطر في تنظيم هذا المونديال من خلال التطور اللافت في الملاعب والبنية التحتية وسهولة المواصلات وغيرها، لكنّ منتخبها الوطني أحبط جمهوره بسبب أدائه الهزيل أمام منتخب الإكوادور، إذ استحقّ الأخير الفوز في افتتاحية المونديال، حيث تفوّق في جميع الخطوط على المنتخب المضيف.

هجوم إنكليزي ناريّ

قدّمت إنكلترا عرضاً هجومياً رائعاً نجحت بفضله في هزّ شباك ايران بنصف دزينة من الأهداف. ولأنّ كرة القدم تعطي دائماً فرصاً للتعويض، أنسى بوكايو ساكا الجماهير الإنكليزية ركلته الترجيحية التي أطاحت بآمال إنكلترا بالفوز بيورو 2020، من خلال تسجيله ثنائية رائعة في أولى مباريات منتخب «الأسود الثلاثة» في هذا المونديال. لكن لعلّ أبرز سلبيات هذا المنتخب تكمن في الأداء المتذبذب لدفاعه، أمّا أهمّ سماته فهي التناغم الموجود بين اللاعبين وتعدّد مصادر الخطورة ودكة البدلاء المميزة. في المقابل، تُعتبر ايران أضعف منتخبات هذه المجموعة، ومن المستبعد أن تنافس على إحدى بطاقتي التأهل الى الدور الثاني.

هولندا كما توقّعناها

إرتقى المنتخب الهولندي الى مستوى الآمال الكبيرة المعقودة عليه، فقد نجح بتحقيق فوز مستحقّ على حساب بطل أفريقيا منتخب السنغال. ولم يكن الفوز سهلاً، حيث انتظرت جماهير «الطواحين» الهولندية حتى الدقيقة 84 لكي تشاهد الهدف الأول الذي تبعه هدف ثانٍ عندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة. ويبقى أبرز الأسباب التي قادت هولندا لهذا الفوز هو التألق الكبير لحارسها، والتبديلات التي قام بها المدرب القدير لويس فان خال، خصوصاً زجّه باللاعب ميمفيس ديباي الذي ساهم في الهدفين، إضافة الى رعونة مهاجمي السنغال الذين تفننوا بإضاعة الفرص.

الولايات المتحدة وويلز... صراع على المركز الثاني

إنتهت المباراة بالتعادل الإيجابي (1-1) وهو تعادل منطقي في ظلّ التقارب بين مستوى المنتخبَين، ما يترك الصراع مفتوحاً بينهما على بطاقة التأهل الثانية، ومن المستبعد أن يستطيع أحدهما مزاحمة إنكلترا القوية جداً.

مفاجأة سعودية ونكسة أرجنتينية

في مباراة كان من المفترض أن تكون سهلة لـ»الألبيسيلستي»، نجح الأخضر السعودي في قلب الطاولة على ميسي ورفاقه بفضل الشخصية القوية لأبناء المدرّب الفرنسي هيرفي رينار الذين تفوّقوا بدنياً على أبناء المدرب ليونيل سكالوني. كذلك، من الجدير التوقف عند الفنيات العالية للمنتخب العربي التي تجلّت في هدفَي صالح الشهري وسالم الدوسري الرائعَين. أمّا الأرجنتين فبدأت المباراة بقوة، إلا أنّها قدّمت شوطاً ثانياً كارثياً، إذ إنها لم تستطع أن تفيق من الصدمة التي تعرّضت لها بسبب الضغط السعودي الذي أثمر عن هدفين في بداية الشوط الثاني. وقد حرم المنتخب السعودي نظيره الأرجنتيني من معادلة رقم إيطاليا القياسي بسلسلة المباريات من دون هزيمة.



ألمانيا وعروضها الإنحدارية... هل تودّع المونديال باكراً؟



كرواتيا والمغرب... تعادل عادل

في مباراة دفاعية قليلة الفرص، تمكّن «أسود الأطلس» من الحصول على نقطة ثمينة من وصيف النسخة الماضية من المونديال المنتخب الكرواتي. هذا الأخير بدا بعيداً جداً عن المستوى الذي ظهر به في روسيا 2018، بسبب معدّل الأعمار المرتفع وغياب الهدّاف الحقيقي. أمّا المغرب فأكّد أنه يمتلك المقومات لينافس على إحدى بطاقتي مجموعته المتوازنة.

تعادل بطعم الفوز لتونس

دخل المنتخب الدنماركي مباراته مع نظيره التونسي مرشحاً فوق العادة للفوز بها نظراً لتألقه في المناسبات الكبيرة الأخيرة، لا سيما في مونديال 2018 ويورو 2020. لكنّ نسور قرطاج نجحوا بالصمود أمام هجمات الفريق الاسكندينافي.

أوتشوا والتألق الدائم في المونديال

في كلّ مونديال يصنع الحدث، وفي هذا المونديال لم يغيّر عادته. إنه جييرمو أوتشوا الذي تألق مرّة جديدة متصدّياً لركلة جزاء نفّذها ليفاندوفسكي، ليمنح المكسيك نقطة ثمينة أمام بولندا. في هذه المباراة، كان المنتخب المكسيكي هو الأفضل، لكنّه لم يستطع ترجمة أفضليته الى أهداف، فانتهى اللقاء بتعادل أبيض، أمّا بولندا فتبدو أضعف منتخبات هذه المجموعة.

جيرو... مصائب قوم عند قوم فوائد

بعد عودة بنزيما الى المنتخب الفرنسي، أصبح أوليفييه جيرو لاعباً بديلاً رغم تألقه الكبير مع نادي ميلان وتاريخه المميز مع منتخب بلاده. أبعدت الإصابة بنزيما عن المونديال، فانتهز جيرو الفرصة وقاد «الديوك» الفرنسية الى تحقيق فوز عريض بنتيجة 4 -1 ضد «الكانغورو» الأسترالي. لم يكن جيرو اللاعب الفرنسي الوحيد الذي تألق، فمبابي ورابيو وغريزمان وديمبيلي أبدعوا جميعهم في شنّ العمليات الهجومية على المرمى الأسترالي. من ناحية أخرى، يبدو فريق المدرب ديدييه ديشان أقلّ صلابة في الشقّ الدفاعي بسبب الغيابات الوازنة في خطّي الوسط والدفاع، أمّا أستراليا فتبدو أضعف منتخبات هذه المجموعة. ومن الجدير بالذكر إعتلاء جيرو صدارة هدّافي المنتخب الفرنسي عبر التاريخ برصيد 51 هدفاً بالتساوي مع تييري هنري.

إسبانيا... المنتخب المثالي

من الصعب وصف منتخب بـ»المثالي»، إلّا أنّ العرض الذي قدّمه «الماتادور» أمام كوستاريكا يلامس الكمال، فقد سيطر «لا فوريا روخا» منذ الدقيقة الأولى حتى الدقيقة الأخيرة على المباراة مكتسحاً خصمه بسباعية نظيفة. بدا المنتخب الاسباني الأفضل فنياً وتكتيكياً والأكثر إمتاعاً في البطولة، فهو منتخبٌ شاب مدجّج بالمواهب الصاعدة كجافي وبيدري، مدعّم ببعض عناصر الخبرة المخضرمين مثل بوسكيتس وجوردي ألبا، ويمتلك دكة بدلاء مميزة ومدرّباً عبقرياً. أمّا المنتخب الكوستاريكي فلم يسدّد أيّ كرة على المرمى الإسباني طوال اللقاء، وهو بدون شك أسوأ المنتخبات المشاركة في هذا المونديال. هذه المباراة أكدت أنّ إسبانيا هي من أبرز المرشحين للفوز باللقب.

ألمانيا واستمرار الإنحدار

بعد خروج ألمانيا من الباب الضيق في مونديال 2018 إثر خسارتيها أمام المكسيك وكوريا الجنوبية، عمّق «الساموراي» الياباني جراح «المانشافت» وألحق به هزيمة تاريخية بنتيجة (2-1). هذه المباراة تشبه كثيراً سيناريو لقاء الأرجنتين مع السعودية، فالألمان قدّموا شوطاً أول جيداً وسجّلوا من علامة الجزاء هدف التقدم بواسطة نجم مانشستر سيتي الكاي غوندوغان، إلا أنّ الآسيويين نجحوا بقلب الطاولة في الشوط الثاني. لعلّ أبرز نقاط ضعف الألمان هي في خط الدفاع الذي ارتكب هفوات قاتلة، بالإضافة الى عدم امتلاكهم هدّافاً كبيراً. أمّا اليابان فأكدت أنها منتخبٌ لا يستهان به ولا ينقصه شيء للتأهل للدور الثاني للمرة الرابعة في تاريخه.

فوز غير مقنع لبلجيكا

شتّان ما بين بلجيكا 2018 وبلجيكا 2022، فالمنتخب الذي كان صاحب أفضل أداء في مونديال 2018 تراجع بشكل كبير في ظلّ تقدّم أبرز ركائزه في العمر. ظهر المنتخب البلجيكي بطيئاً أمام كندا التي تفوّقت عليه في الأداء وعدد الفرص، لكنّ براعة كورتوا وباتشواي وبعض الأخطاء التحكيمية سمحت للشياطين الحمر باقتناص انتصار مهمّ بهدف نظيف. هذه المجموعة تبدو الأكثر توازناً، فمستوى المنتخبات الأربعة (بلجيكا – كندا – كرواتيا - المغرب) متقاربٌ جداً.