البطيخ المُرّ يُحارب السرطان؟

13 : 32

يُستعمل البطيخ المرّ (Bitter melon) كعــلاج هندي تقليدي منذ قرون. وبدأت المكملات المستخلصة من هذا الغذاء تزداد رواجاً في الفترة الأخيرة باعتبارها علاجاً بديلاً لمرض السكري. يكشف بحث جديد الآن أن خلاصة البطيخ المُرّ قد تسهم في محاربة السرطان أيضاً!يُعتبر البطيخ أو القرع المُرّ جزءاً من عائلة الخيار والكوسا، وقد نشأ في الأصل في ولاية كيرالا الهندية الجنوبية. زاد هذا الغذاء شيوعاً حين بدأت الصين تستورد الفاكهة للمرة الأولى في القرن الرابع عشر، ثم وصل إلى مناطق في إفريقيا ومنطقة بحر الكاريبي.

تقليدياً، يقال إن البطيخ المُرّ يسهم في معالجة مشاكل صحية كثيرة، ثم بات يُعتبر علاجاً طبيعياً للسكري. كما أنه عنصر أساسي في بعض المطابخ الآسيوية ويضيف درجة من المرارة إلى الأطباق المحلية التي تتسم بنكهات غريبة. لكن توصلت الأستاذة راتنا راي وزملاؤها من جامعة "سانت لويس" في ميسوري حديثاً إلى اكتشاف مثير للاهتمام. في تجارب على الفئران، تبين أن خلاصة البطيخ المُرّ قد تمنع الأورام السرطانية من النمو والانتشار.

نشر الباحثون تقريراً عن نتائجهم في مجلة "الاتصالات والإشارات الخلوية".

نشأت راي في الهند وتعرف الخصائص الغذائية للبطيخ المُرّ ومنافعه العلاجية المزعومة. لذا أرادت أن تكتشف ما إذا كانت هذه النبتة تتمتع بخصائص تجعلها أداة مساعِدة للعلاجات المضادة للسرطان. لذا قررت مع زملائها اختبار النبتة في دراسة أولية عبر استعمال خلاصتها على أنواع عدة من الخلايا السرطانية، في الثدي والبروستات والرأس والعنق.

كشفت الفحوصات المخبرية أن تلك الخلاصة منعت الخلايا من التكاثر، ما يعني أنها قد تحمي من انتشار السرطان. وفي تجارب أخرى على الفئران، اكتشف الباحثون أن خلاصة النبتة نجحت في تخفيض حالات سرطان اللسان. حاولت راي وفريقها في دراستهم الجديدة معرفة ما يجعل عناصر البطيخ المُر تكافح الخلايا السرطانية. استعملوا هذه المرة نماذج من الفئران لتحليل الآلية التي تجعل خلاصة النبتة تتفاعل مع أورام سرطان الفم واللسان. فلاحظوا أن الخلاصة تتجاوب مع الجزيئات التي تسمح للغلوكوز (سكر بسيط) والدهون بالتنقل في أنحاء الجسم، فتغذي أحياناً الخلايا السرطانية وتسمح لها بالتكاثر. أثّرت خلاصة البطيخ المُر على تلك المسارات، فمنعت أورام السرطان من النمو، حتى أنها أدت إلى موت عدد من الخلايا السرطانية. توضح راي: "تعطي الدراسات الحيوانية التي أجريناها نتائج مشابهة وتسجل تراجعاً في نمو الأورام بنسبة 50% تقريباً". لم يتأكد العلماء بعد من تكرار الأثر نفسه مع البشر، لكن تحاول راي اكتشاف الجواب في المرحلة المقبلة: "تقضي الخطوة اللاحقة بإجراء دراسة تجريبية على مصابين بالسرطان للتأكد من المنافع العيادية للبطيخ المُرّ واحتمال تحويله إلى علاج تكميلي واعد للعلاجات الراهنة". تبدو راي مقتنعة بأن هذه النبتة تنعكس إيجاباً على الصحة الشخصية على الأقل: "يأكل البعض تفاحة يومياً، لكني أفضّل تناول البطيخ المُر. أحب مذاقه! تؤدي المنتجات الطبيعية دوراً أساسياً في اكتشاف وتطوير أدوية متعددة لمعالجة أنواع مختلفة من الأمراض المميتة، بما في ذلك السرطان. لذا تزداد أهمية استعمال المنتجات الطبيعية كعلاج وقائي".


MISS 3