رالف شربل

إنتصاراتٌ كبيرة للبرازيل وإنكلترا والبرتغال... ومفاجأة عربية

8 كانون الأول 2022

02 : 01

الأرجنتيني ميسي محاطاً بـ"كماشة" أسترالية

في إطار مواكبتها اليومية لمونديال قطر الذي يُختتم الأحد 18 كانون الأول الجاري، تنشر "نداء الوطن" في الحلقة الثالثة تحليلاً وافياً ومفصّلاً عن نتائج وأداء المنتخبات الـ16 التي نافست في الدور الثاني من البطولة. 

هولندا (3) – الولايات المتحدة الأميركية (1)

قاد دينزيل دامفريس الطواحين الهولندية الى تحقيق فوز مستحقّ على "أبناء العم سام"، حيث قدّم "كافيارَين" الى كل من ممفيس ديباي ودالي بليند، وسجّل هدفاً برأسه حسم من خلاله أوّل معارك دور الـ16. يملك البرتقاليون مدرباً كبيراً ولاعبين مميّزين في جميع الخطوط، ومواهب صاعدة تصنع الفارق (في طليعتها كودي جاكبو الذي سجّل ثلاثة أهداف في الدور الأول من المونديال). ويسير المنتخب الهولندي بسلاسة وهدوء في البطولة العالمية، وهو يملك كلّ المقومات للذهاب بعيداً، على رغم عدم تسليط الضوء عليه كباقي المنتخبات البارزة.

أمّا المنتخب الأميركي، فبعد أن قدّم أداءً مميزاً في دور المجموعات، خيّب الآمال في مباراة الدور ثمن النهائي، اذ لم يرتقِ للمستوى المطلوب، خصوصاً من الناحية الدفاعية.


الأرجنتين (2) – أستراليا (1)

أثّر الإرهاق كثيراً على أداء المنتخب الأرجنتيني، الا أنّ عبقرية ميسي مكّنته من الفوز والتأهل، فقد قدّم قائد "الألبيسلستي" مباراة كبيرة جداً أمام "الكانغورو" الأسترالي، حيث افتتح التسجيل لبلاده وصنع العديد من الفرص لزملائه وقام بالكثير من المراوغات الناجحة. باختصار، ارتدى ميسي مرّة جديدة ثوب المنقذ مع الأرجنتين. تجدر الإشارة الى أنّ ميسي نجح في هذه المباراة بفكّ صيامه عن التسجيل في الأدوار الاقصائية في كأس العالم، كما أنّه بات يتفوّق في عدد الأهداف في المونديال على مارادونا (9 مقابل 8).

أمّا المنتخب الأسترالي فكان قوياً من الناحية البدنية ولم يكن بعيداً من إدراك التعادل، الا أنّ المدافعين الأرجنتينيين والحارس ايميليانو مارتينيز منعوا حدوث ذلك.


فرنسا (3) – بولندا (1)

قاد كيليان مبابي "الديوك" الى الفوز على روبيرت ليفاندوفسكي ورفاقه بتسجيله هدفين وتقديمه تمريرة حاسمة لأوليفييه جيرو. أصبح هذا الأخير الهداف التاريخي لمنتخب بلاده ليطبّق مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد"، فلولا غياب كريم بنزيما بسبب الأصابة، لما كان جيرو أساسياً في تشكيلة المدرب ديشان. يُحسب لمدرب فرنسا دهاؤه التكتيكي، فقد عرف كيف يخفّف من الأضرار جرّاء الغيابات الوازنة ضمن صفوف "الديوك" من خلال تغيير طريقة لعبه بشكل يتناسب مع اللاعبين المتوفرين، كاعتماده على أنطوان غريزمان كلاعب وسط يصنع اللعب ويؤدي الكثير من الواجبات الدفاعية، ما يتماشى مع ميّزات هداف يورو 2016. ولعلّ أبرز تجليات نجاح ديشان هي القوّة الهجومية الضاربة مع الرباعي المتألق غريزمان-ديمبيلي- مبابي- جيرو.


إنكلترا (3) – السنغال (0)

يقدّم منتخب "الأسود الثلاثة" أداء تصاعدياً منذ مونديال 2018، فقد أمتعنا في هذا المونديال بثلاثة عروض هجومية مميزة أمام كلّ من ايران وويلز والسنغال، ليكون صاحب أقوى هجوم في البطولة برصيد 12 هدفاً (بالتساوي مع المنتخب البرتغالي)، أي بمعدل ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة. لم يقتصر التألق الإنكليزي على المهاجمين، فالإنكليز هم أكثر من حافظوا على نظافة شباكهم لغاية الآن في البطولة بثلاث مباريات (ما ينطبق أيضاً على المنتخب المغربي). يملك المدرب ساوثغيت ترف اعتماد سياسة التدوير في الفريق، بفضل الرصيد البشري المميز لدى المنتخب الإنكليزي، ما يحافظ على قوة الفريق البدنية خلال مشواره في مونديال قطر 2022.

أمّا السنغال فكانت مشاركتها مشرّفة على رغم أدائها السيّئ أمام هاري كاين ورفاقه.



هدف الإنكليزي هندرسون في مرمى الحارس السنغالي ميندي


كرواتيا (1) – اليابان (1): (3-1 لكرواتيا في ركلات الترجيح)

في مباراة متكافئة جداً، استطاع المنتخب الكرواتي بفضل تألق حارسه دومينيك ليفاكوفيتش وخبرة لاعبيه أن يخطف بطاقة التأهل لدور الثمانية. في المقابل كسب المنتخب الياباني إحترام الجميع في هذا المونديال، فبعد تغلّبه على عملاقين أوروبيين (ألمانيا واسبانيا)، أحرج مودريتش ورفاقه، وكان قريباً جداً من التأهل الى الدور ربع النهائي للمرّة الأولى في تاريخه.

تجدر الإشارة الى أنّ ليفاكوفيتش أصبح ثالث حارس مرمى في التاريخ يتصدى لثلاث ركلات ترجيح في مباراة واحدة في الأدوار الاقصائية من كأس العالم، وأنّ المنتخب الكرواتي فاز للمرّة الثالثة بركلات الترجيح خلال مونديالي 2018 و2022، حيث فاز في ثمن نهائي وربع نهائي مونديال 2018 على كلّ من الدنمارك وروسيا بركلات الترجيح أيضاً... باختصار، لا أحد يتمنى وصول المباراة الى ركلات الترجيح ضد كرواتيا.



البرازيل (4) – كوريا الجنوبية (1)

قدّم المنتخب البرازيلي "كرنفالاً" رائعاً في كرة القدم والرقص أمام نظيره الكوري الجنوبي، فقد استطاع حسم بطاقة التأهل باكراً جداً بفضل إبداع لاعبيه الذين لقّنوا خصمهم الآسيوي درساً في فنون كرة القدم، في ظلّ أجواء من المرح لا يخلقها سوى "السيليساو".

فرضت البرازيل نفسها كمرشحة قويّة جداً للظفر باللقب، فمنتخبها مرعب هجومياً بقيادة الرباعي نيمار- رافينيا- ريتشارليسون- فينيسيوس، ومتوازن وصلب دفاعياً. على الورق، لا يوجد أفضل من البرازيل، ولم يقدّم أي منتخب حتى الآن شوطاً أفضل من شوط البرازيل الأول أمام سون ورفاقه.



لاعبو البرازيل يحتفلون ببلوغهم الدور ربع النهائي


المغرب (0) – إسبانيا (0): (3-0 للمغرب في ركلات الترجيح)

في مباراة تكتيكية دفاعية، فشل كلّ من المنتخبين المغربي والاسباني في التسجيل في الوقتين الأصلي والإضافي، ليتمّ الاحتكام الى ركلات الترجيح التي شهدت تألقاً كبيراً من الحارس المغربي ياسين بونو الذي عجز أيّ لاعب إسباني عن هزّ شباكه.

تأهّلت المغرب عن جدارة واستحقاق الى دور الثمانية، فقد أخفقت ثلاثة منتخبات أوروبية من العيار الثقيل (كرواتيا وبلجيكا واسبانيا) في هزّ شباكها خلال 300 دقيقة من اللعب (خمس ساعات).

المنتخب المغربي هو صاحب أفضل دفاع في البطولة لغاية الآن، إذ لم يدخل مرماه سوى هدف وحيد في أربع مباريات، وقد حقق انجازاً تاريخياً بالوصول الى الدور ربع النهائي، اذ بات أوّل منتخب عربي ينجح بالوصول الى هذا الدور في تاريخ كأس العالم. ويعود الفضل الأوّل في هذا الإنجاز الى المدرب الوطني وليد الركراكي الذي كوّن مجموعة متجانسة وصلبة، وأعاد النجم حكيم زياش الى صفوف المنتخب بعد أن كان مستبعداً من المدرّب السابق للمنتخب المغربي وحيد خليلهودزيتش.

أمّا المنتخب الاسباني فقد خيّب الآمال، خصوصاً بعد بدايته المميزة في البطولة حيث حقق فوزاً عريضاً على كوستاريكا بسبعة أهداف نظيفة.



البرتغال (6) – سويسرا (1)

قاد القرار الفني الجريء الذي قام به المدرب فرناندو سانتوس قبل انطلاق مباراة البرتغال وسويسرا بالزجّ باللاعب غونسالو راموس أساسياً مكان كريستيانو رونالدو، منتخب البرتغال الى تقديم أفضل مبارياته في هذا المونديال واكتساح سويسرا. فراموس كان نجم المباراة دون منازع، اذ سجل ثلاثية رائعة، ليصبح أوّل لاعب يسجّل "هاتريك" في مباراة واحدة في الأدوار الاقصائية في كأس العالم منذ العام 1990. علاوة على ذلك، بدا المنتخب البرتغالي أكثر تماسكاً وسرعة وأفضل من الناحيتين الدفاعية والهجومية من دون رونالدو، ما يؤكّد أنّ الأخير لم يستحقّ أن يكون في مونديال قطر 2022، إذ تمّ إستدعاؤه فقط بناء على تاريخه الكبير وليس قياساً لمستواه الحالي.

وأصبح بيبي أكبر لاعب في تاريخ كأس العالم يسجّل هدفاً في الأدوار الاقصائية (39 عاماً و283 يوماً)، حيث سجل الهدف الثاني للبرتغال في مرمى الحارس يان سومر. أمّا المنتخب السويسري فقدّم مباراة كارثية، حيث انهار مبكراً أمام الضغط البرتغالي الرهيب.



فرحة البرتغاليين بفوزهم الكبير على سويسرا


الحصيلة

يمكن التنويه بأنّ أفضل ثلاثة منتخبات في الدور ثمن النهائي كانت إنكلترا والبرازيل والبرتغال، أمّا أسوأ ثلاثة منتخبات فكانت السنغال وكوريا الجنوبية وسويسرا.

كما انّ جميع المنتخبات التي كانت مرشحة للعبور تأهلت، باستثناء إسبانيا التي أقصتها المغرب.