"الصحراوي السعودي" للإسباني ساينز... القطري العطية ثانياً والفرنسي بيترهانسيل ثالثاً

جال على 4 قارات وبقي "رالي داكار"

02 : 00

لم يكن يخطر ببال السائق الفرنسي الراحل تييري سابين، الذي أطلق سباق رالي باريس-داكار في العام 1978، بين القارتين الأوروبية والأفريقية، أن سباقه سيغدو واحداً من أعرق وأهمّ سباقات التحمّل، وأنه سيجول على مختلف القارات (باستثناء اوقيانيا). وانطلق رالي داكار للمرة الأولى في العام 1978 في العاصمة الفرنسية باريس على يد سابين، الذي اكتشف أن سباق السيارات في الصحراء فكرة جيدة بعد أن تاه خلال أحد السباقات بين مدينتي نيس الفرنسية وأبيدجان الإيفوارية، حيث فُقد أثره في صحراء أبيدجان. وبعد عودته قرر إطلاق الرالي الذي كان يسمى "رالي باريس-داكار"، قبل أن ترسو على "رالي داكار".

وكان السباق بداية ينطلق من باريس وينتهي في داكار العاصمة السنغالية، مروراً بعدد من الدول الأفريقية، قبل أن يبدأ بالتوسّع منذ العام 1980. وكان له في كل سنة مسار مختلف، وكان يمرّ في عدد من الدول العربية، كالجزائر وتونس والمغرب وليبيا ومصر، لكنه كثيراً ما ينتهي في داكار.

وفي العام 2008، وقبيل انطلاق السباق، أدى مقتل عدد من السياح الفرنسيين في موريتانيا وإطلاق بعض الجماعات تهديدات طاولت الرالي، ألغي السباق وتقرر نقله إلى أميركا الجنوبية في العام 2009، وكانت المرة الأولى التي يجري فيها السباق خارج أوروبا وأفريقيا.

ومنذ العام 2009، موعد أول نسخة من الرالي الشهير في أميركا الجنوبية، وحتى العام 2019، جال السباق على الأرجنتين وتشيلي وبوليفيا، وأخيراً البيرو، التي استضافت منفردة السباق بعدما تم اجتزاء مراحله (10 مراحل فقط)، ليصبح الرالي الأقصر في التاريخ، والذي يقام في بلد واحد للمرّة الأولى منذ انطلاقه.

ونجحت السعودية هذا العام في انتزاع الرالي من القارة الأميركية، فحطّ رحاله للمرّة الأولى في آسيا، وبلغت مسافته نحو 8 آلاف كلم في الصحراء السعودية التي تتميز بأراضيها الشديدة الوعورة والتي تتراوح بين الأراضي الطينية والجبال الصخرية والكثبان الرملية، والتي تتناسب تماماً والهدف الذي من أجله أقيم السباق.

واذا كانت النسخة الحالية من الرالي، والتي اختتمت أمس، قد ابتسمت للسائق الاسباني المخضرم كارلوس ساينز، بفوزه بلقب السيارات للمرة الثالثة، فإنها ايضاً شهدت تتويج أوّل أميركي بواحدة من فئات السباق، ألا وهي الدراجات النارية، التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد السيارات، وكان لقبها من نصيب ريكي برابيك.

تبقى الاشارة الى ان السباق يستقطب من عام الى آخر أبطالاً سابقين في غير سباقات، فساينز بطل العالم السابق في الراليات، والقطري ناصر العطية بطل الشرق الأوسط في الفئة ذاتها، فيما شارك في نسخة هذا العام الاسباني فرناندو ألونسو بطل العالم السابق في الفورمولا واحد، والذي كان يأمل في تحقيق إنجاز تاريخي بأن يصبح أول بطل عالم سابق للفورمولا واحد يفوز برالي داكار.


MISS 3