كرواتيا تطيح البرازيل بركلات الترجيح وتواجه الأرجنتين في نصف النهائي

02 : 02

لاعبو كرواتيا يحتفلون ويبدو ماركينيوس باكياً على الارض (أ ف ب)

أبقت الارجنتين وقائدها ليونيل ميسي على حلم التتويج الاول منذ 1986 وبلغت نصف نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم، بفوزها بركلات الترجيح 4-3 على هولندا، بعد نهاية الوقتين الاصلي والاضافي 2-2 في ربع النهائي على استاد لوسيل.

وافتتح ناهويل مولينا التسجيل للارجنتين بتمريرة من ميسي (35)، وأضاف الاخير الثاني من ركلة جزاء (73). وقلّص البديل فاوت فيغهورست الفارق في الدقيقة 83 قبل أن يسجل هدف التعادل في الدقيقة الحادية عشرة من الوقت بدل الضائع (90+11)، ويلجأ الفريقان الى شوطين إضافيين ومن ثم ركلات ترجيح تألق فيها الحارس إميليانو مارتينيز بصده كرتين.

وتلتقي الارجنتين في نصف النهائي مع كرواتيا الثلاثاء المقبل على المعلب ذاته.


إبتسمت ركلات الترجيح للمرّة الثانية على التوالي لكرواتيا، فصدمت البرازيل حاملة اللقب خمس مرات 4-2 (الوقت الاصلي صفر-صفر والإضافي 1-1) لتبلغ الدور نصف النهائي من مونديال قطر 2022 في كرة القدم على استاد المدينة التعليمية.

تقدّمت البرازيل في الوقت الاضافي بهدف لنيمار (105+1)، لكن كرواتيا ادركت التعادل بواسطة برونو بتكوفيتش (117).

وعادل نيمار بالتالي الرقم القياسي في عدد الاهداف الدولية لمنتخب بلاده برصيد 77 بالتساوي مع مواطنه الاسطورة بيليه.

وهي المرة الثالثة تبلغ فيها كرواتيا الدور نصف النهائي بعد العام 1998 عندما خسرت أمام فرنسا 1-2، ثم في النسخة الماضية وخسرت أمام فرنسا أيضاً في النهائي هذه المرة 2-4.

وكانت كرواتيا تخطت اليابان بركلات الترجيح في ثمن النهائي بفضل تألق حارسها دومينيك ليفاكوفيتش الذي تصدى لثلاث محاولات يابانية، في حين نجح في ابعاد ركلة رودريغو امام البرازيل وتكفل القائم بابعاد ركلة ماركينيوس.

ومنذ تتويجها بطلة في العام 2002، خرجت البرازيل ثلاث مرات في ربع النهائي امام منتخبات اوروبية، أمام فرنسا (2006) وهولندا (2010) وبلجيكا (2018).

وهذه المباراة الأخيرة لمدرب البرازيل تيتي، الذي اعلن في مطلع العام الجاري انه سيترك منصبه بغض النظر عن نتيجة فريقه في كأس العالم.

في المقابل، خاض نجم كرواتيا المخضرم مودريتش مباراته الرقم 30 في البطولات الكبرى (17 في كأس العالم و13 في كأس اوروبا)، وهو اللاعب الاكثر تمثيلاً لبلاده في البطولتين.

مباراتا اليوم

وتقام اليوم المباراتان الاخيرتان من الدور ربع النهائي، فتلتقي البرتغال مع المغرب، وفرنسا حاملة اللقب مع انكلترا.

في المباراة الاولى، يسعى المنتخب المغربي إلى مواصلة مغامرته التاريخية وإضافة البرتغال، التي قد يغيب عنها مجدداً النجم المخضرم كريستيانو رونالدو، إلى قائمة ضحاياه، عندما يلاقيها على ملعب الثمامة في الدوحة (الساعة 17.00 بتوقيت بيروت).

سجَّل المغرب اسمه بأحرف من ذهب في النسخة الحالية عندما تخطى ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه، وبات أول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز ورابع منتخب أفريقي بعد الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010).

إنجاز حققه على حساب منتخبات من العيار الثقيل، بدأه بتعادل سلبي غال أمام كرواتيا الوصيفة، وفوز على بلجيكا الثالثة 2-صفر، ثم كندا 2-1، قبل أن يسجل اسمه كأول منتخب غير أوروبي يطيح "الماتادور" الإسباني من ثمن النهائي، عندما أزاحه بركلات الترجيح 3-صفر بعد التعادل من دون أهداف.

ردّ المغرب التحية لإسبانيا التي انتزعت منه تعادلاً في الوقت بدل الضائع 2-2 في النسخة الأخيرة، وسيكون الدور اليوم على البرتغال، التي كانت تغلبت عليه 1-صفر في الجولة الثانية من دور المجموعات وأطاحته خارج المونديال الروسي.

ويعوّل المغرب على صلابته الدفاعية حيث دخل مرماه هدف واحد فقط ومن نيران صديقة، عندما سجل المدافع نايف أكرد في المباراة امام كندا بالخطأ في مرمى الحارس العملاق ياسين بونو، صاحب "الملحمة" ضد إسبانيا بتصديه لركلتين ترجيحيتين.

ولذلك، يأمل "أسود الأطلس" في استعادة ركائزه الأساسية في خط الدفاع، ويتعلق الأمر بأكرد والقائد رومان سايس والظهير الأيسر نصير مزراوي الذين تعرضوا لإصابات مختلفة في المباراة الاخيرة امام إسبانيا، خصوصاً أن المغاربة سيواجهون أقوى هجوم في البطولة صاحب 12 هدفاً، من بينها نصف دزينة في مرمى سويسرا في ثمن النهائي.

من جهتها، ستحاول البرتغال الاستفادة من الدروس التي لقنها المغرب لمنافسيه، خصوصاً "لا روخا" لمواصلة مشوارها في العرس العالمي وبلوغ نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخها بعد الاولى في العام 1966 عندما حلت ثالثة، و2006 عندما حلت رابعة.

وأكد نجم أتلتيكو مدريد الإسباني جواو فيليكس أن مواجهة المنتخب المغربي "لن تكون سهلة ولن تكون مشابهة لمباراتنا امام سويسرا، فكل مباراة لها ظروفها وحيثياتها وتفاصيلها".

وأضاف: "لن نستهين بالمغرب، تغلب على الكثير من المنتخبات المرشحة".

وتدخل البرتغال المباراة على وقع استبعاد نجمها الهداف العالمي القياسي كريستيانو رونالدو من التشكيلة الاساسية في المباراة الاخيرة بمواجهة سويسرا وتهديده بمغادرة المنتخب.

وفي الثانية، تواجه فرنسا حاملة اللقب والساعية إلى ثنائية تاريخية، منتخباً إنكليزياً يحلم بتكرار إنجاز العام 1966 ويأمل في تكرار انجاز بلوغه نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي، على استاد البيت في الخور (الساعة 21.00 بتوقيت بيروت).

وعلى رغم القوّة الهجومية للمنتخب الفرنسي مع النجم كيليان مبابي هدّاف البطولة حتى الآن مع خمسة أهداف، باتت الأمور جديّة أكثر أمام منتخب "الأسود الثلاثة" المسلّح بروح الشباب والذي قاده مدرّبه غاريث ساوثغيت إلى نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي عندما خسر بركلات الترجيح أمام إيطاليا.

المفارقة أن هاتين القوتين الأوروبيتين اللتين تفصلهما كيلومترات قليلة جغرافياً، لم يلتقيا إلا مرتين على المسرح الدولي، في 1966 عندما فازت إنكلترا بثنائية، وكرّرت ذلك في 1982 بنتيجة 3-1.

فرنسا التي فازت بلقبها المونديالي الثاني في روسيا قبل أربع سنوات، عبّدت طريقها إلى ربع النهائي بفوز على بولونيا 3-1 في ثمن النهائي، بهدفين لمهاجم باريس سان جرمان مبابي وآخر لأوليفييه جيرو.

أما إنكلترا فبلغت هذه المرحلة بعد فوز بثلاثية نظيفة على السنغال، على رغم البداية المتذبذبة أمام بطل أفريقيا.

السؤال الأهم الدائر حالياً قبيل المباراة، هو كيف سيتمكّن الإنكليز من السيطرة على مبابي القنّاص في الموقعة التي سيشهدها ملعب البيت.

ويتطلع الظهير الأيمن كايل ووكر، الذي من المحتمل أن يواجه مبابي مباشرة، إلى تفادي الانطباع القائم بأن مبابي هو التهديد الفرنسي الوحيد.

ويقول مدافع مانشستر سيتي: "أعرف أنه لاعب كبير لكننا لا نلعب كرة المضرب. هذه ليست رياضة فردية، إنها لعبة جماعية".

ويضيف: "دعونا لا ننسى أوليفييه جيرو، الذي سجل أهدافاً لا تُعد ولا تحصى، وعثمان ديمبيليه، بالنسبة لي مثال جيد في الجناح الآخر".

في المقابل، فإن فوز فرنسا، بطلة 1998 و2018، على هاري كاين ورفاقه، سيحقّق هدف الاتحاد الفرنسي وسيضمن على الأرجح تمديداً للمدرب ديدييه ديشان.

وقبل مباراة نصف النهائي المحتملة امام البرتغال أو المغرب، فإن فوز فرنسا سيكون رسالة قوية في عالم كرة القدم، إذ إنه منذ إنجاز البرازيل في العام 1998، لم ينجح أي حامل لقب بالوصول إلى الدور نصف النهائي من النهائيات التالية بعد حصد اللقب.

أما الإقصاء، فسيبدو وكأنه نهاية دورة كرة القدم الفرنسية، مع مدرب في نهاية عقده والعديد من اللاعبين الذين يخوضون بلا شك آخر كأس عالم لهم، على غرار جيرو، هوغو لوريس، وحتى أنطوان غريزمان.

وسيعتمد الإنكليز أيضاً على خط هجوم قويّ، يبرز فيه إلى جانب كاين، ماركوس راشفورد، فيل فودن، جاك غريليش، بوكايو ساكا.

ويسري التشابه بين المنتخبين أيضاً على خط الدفاع، الذي يقدّم ضمانات أقلّ من تلك الهجومية، حتى وإن كان الدفاع الإنكليزي يتفوّق حتى الآن مع ثلاث مباريات بشباك نظيفة، على عكس الفرنسيين الذين تلقوا هدفاً في كل مباراة.

الأكيد أن هذه المباراة في قطر، ستدخل تاريخ التنافس الفرنسي الإنكليزي، ذلك أن المواجهة بينهما وقعت بالفعل مرتين في نهائيات كأس العالم عندما تفوّق الانكليز، لكن موقعة اليوم ستكون سابقة في الأدوار الإقصائية.

MISS 3