روي أبو زيد

"حسّ بغيرك" تستبدلُ الألم بالأمل!

20 كانون الثاني 2020

09 : 52




"الحالة 27

الحالة :صحية اجتماعية

المنطقة :عكار - قبة بشمرا

المستلزمات : أدوية

فقر يتسبب في المرض، ومرض يؤدي الى الفقر...

صاحب الحالة معوّق منذ الصغر، يعاني من مرض السكري، مركّب ميل و يوجد "عقورات في رجليه"، يعيش مع والدته العجوز، والده متوفى..وشقيقاه الإثنان هما مصدر رزقه وإعالته الوحيد.. #حس بغيرك ."




هكذا تعرض صفحة "حس بغيرك" وجع الناس على صفحتها عبر "فايسبوك" التي تأسست في تشرين الثاني بعد أسبوعين على بدء الثورة في لبنان. شبّان وشابات من خلفيّات ومعتقدات مختلفة جمعهم حسّ المروءة ومساعدة الآخر الذي يعاني في بلد فقد الإنسان فيه كرامته، قيمته وحقوقه الاساسية.


توفي الشاب صاحب الحالة 27، مثله مثل الكثيرين الّذين يعانون في بلد تراجعت فيه قيمة الإنسان واستُبدِلت بأموال وحقائب وألقاب!

وأشارت المحامية سوزان مهنا، إحدى مؤسسات الصفحة في حديث لـ"نداء الوطن" الى "أنّنا نحن مجموعة من الشباب والشابات هدفنا مساعدة المحتاجين، وقرّرنا الاستفادة من "الفايسبوك" كوسيلة تفاعلية وجماهيريّة، فأسسنا صفحة "حس بغيرك".


وأضافت مهنا: "التفاعل كان غير متوقّع، خصوصاً وأننا في شهر ونصف عرضنا أكثر من 45 حالة فقر مدقع يعاني منها الّلبنانيون"، موضحة أنّ "عرض الحالات يتمّ عبر نشر صور أو فيديو مفصّل عن وضع العائلة الصعب".

وشدّدت مهنا على "أنّنا صلة وصل بين المتبرّع والمحتاج فقط، لذلك نحن لا نستقبل ايّ مساعدات مادية أو عينيّة"، لافتة الى "أننا كمتطوّعين أصبحنا كعائلة متعاضدة ومتعاونة كي تؤمّن قدر المستطاع الحاجات الاساسية لكلّ محتاج، حتى ولو تطلّب ذلك السهر حتى ساعات متأخرة والتواصل مع جهات عدّة".وأعربت مهنا عن حزنها الشديد لوفاة "معن بسبب المرض والفقر"، لافتةً الى أنّ "فريق عمل الصفحة يتفاعل ويتأثّر مع كل حالة ترده"، مشدّدة على "أننا سوف نستمرّ حتى الرمق الأخير، لأنّ كل إنسان يمكن أن يحدث فرقاً صغيراً من موقعه لأنّ هذا العمل لا يتطلّب مجهوداً جبّاراً بل محبة واهتماماً".



"حين نموت ويحاسبنا الله، لن يسأل حينها عن عدد الأشياء الجيدة التي قمنا بها في حياتنا بل سيسأل عن مقدار الحب الذي وضعناه في هذه الأعمال". قول الأم تريزا يتجلّى في أروقة "حس بغيرك" وفي فكر وقلب كلّ ساعٍ الى التغيير عبر نثره النور وسط العتمة، مستبدلاً الألم بالأمل والحقد بالحب والحزن بالفرح!



MISS 3