مصرف عراقي قد ينسحب من آليّة دفع ثمن الغاز الإيراني

عدّاد القتلى يرتفع وعبد المهدي يُدين قطع الطرق

10 : 49

الثوّار يتسلّمون متظاهراً مصاباً في "شارع محمد القاسم" أمس (أ ف ب)

أعلنت مفوضيّة حقوق الإنسان العراقيّة بالأمس أن التظاهرات التي شهدتها العاصمة بغداد ومدن جنوبيّة عدّة في اليومَيْن الماضيَيْن، أسفرت عن سقوط 10 قتلى وإصابة أكثر من 130 آخرين بجروح، مشيرةً في بيان إلى أن بغداد شهدت مقتل 4 متظاهرين وإصابة 85 بجروح، بينما شهدت محافظة البصرة مقتل 3 وإصابة 21 آخرين.

وفي محافظة كربلاء، فقد قُتِلَ اثنان من الثوّار وأصيب 18 آخرون، فيما قُتِلَ متظاهر واحد في ديالى وأصيب ثلاثة. أمّا في الناصريّة، فقد أصيب 8 محتجّين بجروح خلال مشاركتهم في التظاهرات. ولفتت المفوضيّة إلى أن 24 من عناصر قوّات الأمن أصيبوا بجروح في محافظة البصرة، مضيفةً أن القوّات الأمنيّة اعتقلت 88 متظاهراً.

وتواصلت الاحتجاجات بالأمس في العاصمة وتخلّلتها صدامات بين متظاهرين وقوّات الأمن عند "شارع محمد القاسم" الرئيسي في شرق بغداد، وأطلقت خلالها قوّات الأمن قنابل الغاز المسيّل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين. وأدّى ذلك إلى مقتل متظاهر بعد إصابته بقنبلة غاز مسيّل للدموع، وإصابة ثمانية متظاهرين آخرين بحالات إختناق، وفقاً لمصدر طبي.وشهدت مدن جنوبيّة عدّة بينها الناصريّة والديوانيّة والكوت والبصرة والعمارة أيضاً احتجاجات شعبيّة واسعة، إذ قام محتجّون بقطع طرق وجسور رئيسيّة بالإطارات المشتعلة. كما واصلت الدوائر الحكوميّة والمؤسّسات التعليميّة إغلاق أبوابها في تلك المدن.

وفي الناصريّة، احتشد الثوّار في وسط المدينة، غالبيّتهم طلاب جامعيّون، ورفعوا أعلاماً عراقيّة مردّدين هتافات بينها: "بالروح بالدم نفديك يا عراق"، مؤكّدين التزامهم بمواصلة الثورة حتّى تحقيق مطالبهم. وقطع آخرون طرقاً رئيسيّة تربط الناصريّة بمدن تقع إلى الشمال والجنوب منها، ما تسبّب بوقف حركة مئات الشاحنات، بينها مخصّصة لنقل النفط.

وقال المتظاهــر تحسين مهند من الناصريّة لوكالة "فرانس برس": "خرجنا اليوم لدعم الاحتجاجات التي لن تتوقف أمام تسويف الدولة والأحزاب لمطالبنا العادلة التي قدّمنا وسنُقدّم من أجلها دم شبابنا من أجل إزاحة الطبقة الحاكمة الظالمة". كما شهدت مدينة البصرة، الغنيّة بالنفط، احتجاجات لجأ خلالها متظاهرون إلى قطع طريق وسط المدينة بالإطارات المشتعلة.

وتخوض الأحزاب السياسيّة العراقيّة مفاوضات ماراثونيّة بهدف تسمية رئيس وزراء بدلاً من المستقيل عادل عبد المهدي، من دون التوصّل إلى اتفاق حتّى الساعة، فيما أمر عبد المهدي بفتح تحقيق في الهجوم بصواريخ "كاتيوشا"، التي سقطت قرب السفارة الأميركيّة أمس الأوّل، لافتاً إلى أن "إطلاق الصواريخ على السفارة الأميركيّة أمر غير مقبول".

وفي الوقت الذي ينتظر فيه الثوّار بأن تتحقّق مطالبهم المتمثلة بحكومة مستقلّة، قادرة على قيادة "سفينة البلاد" إلى برّ الأمان، وإنعاش الاقتصاد المتدهور، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال أن هناك "حرصاً على عدم التصعيد"، مشدّداً على أن القوّات الأمنيّة "لا تُريد استخدام العنف". ورأى عبد المهدي أن إغلاق الطرق والمدارس "ليس تظاهراً سلميّاً"، مشيراً إلى أن العراق في حالة إقليميّة ودوليّة معقّدة، وقال إنّ "الدولة في وضع محرج مع الجميع، المواطنين والدول الأخرى". كما طالب مجلس النوّاب والقوى السياسيّة بتقديم مرشّحين جُدد لرئاسة الحكومة.

على صعيد آخر، كشف رئيس مجلس المصرف العراقي للتجارة لوكالة "فرانس برس" أن مصرفه لن يكون طرفاً في آليّة دفع مستحقات إيران الماليّة عن الغاز والكهرباء، اللذَيْن يستوردهما العراق، في حال لم تُجدّد واشنطن الإعفاء من العقوبات الذي ينتهي الشهر المقبل. وقد يؤدّي عدم تجديد الإعفاء إلى إلحاق ضرر بقطاع الكهرباء العراقي، الذي يعتمد ثلث طاقته على ما يستورده من الغاز والكهرباء الإيرانيّيْن، في وقت يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

في غضون ذلك، أعلنت شركة "بريتش بتروليوم" (بي بي) البريطانيّة للنفط إنهاء عملها في حقول كركوك النفطيّة العملاقة في العراق، مؤكدةً انسحابها من مشروع تطوير الحقول.


MISS 3