تايبيه تتشدّد في سياستها الدفاعيّة لمواجهة تهديدات بكين

02 : 00

بسبب تنامي التهديدات التي تواجهها الجزيرة ذات الحكم الذاتي من قبل السلطات الشيوعية في بكين، خصوصاً مع استمرار تلويح الصين بضرورة ضمّ تايوان إليها ولو باستخدام القوّة العسكرية، بدأت تايبيه تتشدّد في سياستها الدفاعيّة إذ مدّدت الخدمة العسكرية الإلزامية من 4 أشهر إلى عام واحد.

وإذ اعتبرت رئيسة تايوان تساي إينغ وين خلال مؤتمر صحافي أمس أن «الخدمة العسكرية الحالية لمدّة 4 أشهر ليست كافية للردّ على الوضع المتغيّر باستمرار وبوتيرة متسارعة»، أوضحت أنّه «قرّرنا إعادة مدّة الخدمة العسكرية لعام اعتباراً من 2024»، مشيرةً إلى أن التعديل سيُطبّق على جميع الرجال المولودين بعد الأوّل من كانون الثاني 2005.

وقالت: «ما دامت تايوان قوية بما فيه الكفاية، فستكون موطناً للديموقراطية والحرّية في كافة أنحاء العالم، ولن تُصبح ساحة معركة»، واصفةً قرار الخدمة العسكرية الإجبارية بأنه «صعب للغاية». وأضافت: «يُعتبر النظام العسكري الحالي، بما في ذلك تدريب جنود الاحتياط، غير فعال وغير كافٍ لمواجهة صعود الصين، في ظلّ وجود تهديد عسكري، خصوصاً إذا شُنّ هجوم سريع على الجزيرة».

وأكدت أن تايوان «تُريد أن تقول للعالم إنّ بين الديموقراطية والديكتاتورية، نحن نؤمن إيماناً راسخاً بالديموقراطية. بين الحرب والسلام، نُصرّ على السلام». وأردفت: «دعونا نُظهر الشجاعة والعزم على حماية وطننا والدفاع عن الديموقراطية».

وسيخضع المجنّدون لتدريبات مكثفة، بما في ذلك تمارين الرماية وتعليمات القتال التي تستخدمها القوات الأميركية وتشغيل أسلحة أكثر قوّة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للدبابات. وكان فريق الأمن الخاص برئيسة تايوان، بما في ذلك كبار المسؤولين من وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي، يراجعون النظام العسكري التايواني منذ العام 2020، بحسب ما ذكر مسؤول لوكالة «رويترز».

ويأتي ذلك بعد أن أعلنت حكومة تايوان الإثنين أن 71 طائرة تابعة للقوات الجوية الصينية، من بينها طائرات مقاتلة ومُسيَّرة، دخلت منطقة الدفاع الجوي التايوانية خلال الساعات الـ24 المنصرمة، في أكبر توغل صيني يُعلن عنه حتّى الآن، بينما أعلنت الصين أنها أجرت «تدريبات هجومية» في البحر والمجال الجوّي حول تايوان الأحد، ردّاً على ما وصفته باستفزاز تايبيه والولايات المتحدة.

وانتقدت واشنطن أمس التدريبات العسكرية التي أجرتها الصين بالقرب من تايوان، ووصفتها بأنها «استفزازية»، مشدّدةً على أنها ستواصل مساعدة حكومة تايبيه للدفاع عن نفسها في وجه التهديدات الصينية «تماشياً مع التزاماتنا الطويلة الأمد». وعبّر مجلس الأمن القومي الأميركي في بيان أوردته وكالة «بلومبرغ» عن قلق الولايات المتحدة من «النشاط الصيني الذي يُزعزع الاستقرار ويُخاطر بحسابات خاطئة ويُقوّض السلام والاستقرار الإقليميَّين».

MISS 3