أكّدت رفضها التدخّل الخارجي

"دول الجوار" تدعو إلى حوار ليبي داخلي

09 : 41

اجتماع وزراء خارجيّة "دول الجوار الليبي" في الجزائر أمس (أ ف ب)

عقدت الدول الخمس المجاورة لليبيا اجتماعاً في العاصمة الجزائريّة بالأمس، في إطار الجهود الدوليّة الهادفة للدفع إلى تسوية سلميّة للنزاع الليبي، الذي يُهدّد الاستقرار الإقليمي.

وشدّد وزراء الخارجيّة المشاركون في مؤتمر "دول الجوار الليبي"، على رفض أي تدخّل خارجي في الحرب الدائرة هناك، في إشارة إلى التدخّلات التركيّة المتزايدة وإرسالها مرتزقة سوريين إلى البلاد، مؤكدين ضرورة حلّ الأزمة من خلال "الحوار بين الليبيين".

ويُشارك في الاجتماع وزراء خارجيّة الجزائر ومصر وتونس والسودان وتشاد ومالي والنيجر، بعد نحو أسبوع من "مؤتمر برلين" في شأن ليبيا، الذي استهدف دعم وقف لإطلاق النار.

وفي المواقف، أكد وزير الخارجيّة الجزائري صبري بوقادوم أن قرارات "مؤتمر برلين" ملزمة، خصوصاً في ما يتعلّق بحظر توريد الأسلحة. وذكر أن الجزائر "تتمسّك بضرورة حلّ الأزمة في ليبيا من دون أي تدخّل خارجي"، مضيفاً: "ندعم مبدأ الحوار بين الليبيين كمقاربة لحلّ الأزمة التي تعيشها بلادهم"، فيما جدّد وزير الخارجيّة المصري سامح شكري، استنكار بلاده لقرار تركيا إرسال مسلّحين إلى ليبيا. واستطرد بالقول خلال الاجتماع "إنّ اتفاق تركيا مع رئيس حكومة طرابلس الليبيّة (فايز السراج) مخالف للتشريعات الدوليّة".من جانبه، اعتبر كاتب الدولة التونسي المكلّف بتسيير وزارة الشؤون الخارجيّة، أنّ استمرار الأزمة الليبيّة وتوسّع نشاط الجماعات الإرهابيّة والهجرة غير الشرعيّة، "كلّف دول الجوار أعباء ثقيلة"، لافتاً إلى أن دول الجوار "ملزمة بإبلاغ صوتها بكلّ قوّة، بما أنّها معنيّة بحلّ الأزمة الليبيّة". وأوضح أيضاً أن بلاده "تُرحّب بمقرّرات مؤتمرَيْ موسكو وبرلين، وتؤكّد على محوريّة دول الجوار، ما يُلزم إشراكها بشكل فعّال لحلّ الأزمة". كما جدّد رفض تونس للحلّ العسكري والتدخّل الأجنبي، ودعمها لـ"حوار ليبي - ليبي شامل، يُحقّق الوحدة في ليبيا ويُكرّس حق الشعب في العيش بكرامة".كذلك، شدّد وزراء خارجيّة دول الساحل على أن الإرهاب "ليس تنظيم "داعش" أو الخلايا التابعة له فحسب"، مشيرين إلى أن للإرهاب "أوجهاً عدّة يجب محاربتها كلّها". وأشاروا أيضاً إلى أنّهم "ضحايا هذه الظاهرة"، داعين إلى دعم الحوار تحت غطاء الاتحاد الإفريقي والجامعة العربيّة.

وشارك وزير خارجيّة ألمانيا هايكو ماس في المؤتمر، حيث قال إن بلاده ستعمل على "لم شمل" جميع الأطراف الليبيّة الراغبة في الحلّ السياسي.

تزامناً، أعلنت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا إعادة فتح مطار معيتيقة الدولي، بعد أقلّ من يوم على تهديد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بتدمير أي طائرة تستخدم المطار. وأوضحت الحكومة في بيان أنّه "بناءً على الاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء اليوم (أمس) تقرّر استئناف الملاحة الجوّية في مطار معيتيقة الدولي". كما أشارت الحكومة إلى "تكليف وزارة الخارجيّة بإجراء الاتصالات اللازمة مع مجلس الأمن، ودول مسار برلين لوضعها أمام مسؤوليّاتها تجاه التهديدات المعلنة".

في غضون ذلك، زار وفد رسمي تونسي مدينة مصراتة في غرب ليبيا، بغرض استلام ستة أطفال أيتام لأباء جهاديين قُتِلوا في 2016 في مدينة سرت، المعقل السابق لتنظيم "داعش" في ليبيا، وفق ما أعلن الهلال الأحمر الليبي، الذي كان قد تكفّل بهؤلاء الأطفال الستة الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و12 عاماً، مع عشرات الأطفال من جنسيّات أخرى، وآواهم داخل مركز استقبال في مصراتة، المدينة الواقعة على بُعد 240 كلم غرب سرت. وأوضح في بيان أن الأطفال الستة سيعودون اليوم (أمس) إلى تونس.


MISS 3