مايز عبيد

من يريد شيطنة الثورة في طرابلس؟

25 كانون الثاني 2020

02 : 00

ناشطون يؤكدون أن طرق ساحة النور ستبقى مقفلة

فرضت الثورة في طرابلس نفسها، وعلى إيقاعها تسير الأحداث في المدينة. وتوجه منذ مدة دعوات إلى إعادة فتح الطريق عند ساحة النور أمام حركة السيارات خصوصًا بعدما انكفأت التظاهرات الليلية فيها ولم تعد بنفس الزخم الذي كانت تشهده مع أول أيام الثورة، وباتت طرابلس تعرف بـ "عروس الثورة" انطلاقًا من ساحة النور. على أن دُعاة إعادة فتح طريق ساحة النور وهم أغلبهم من مناصري السياسيين في طرابلس، يعللون ذلك بالقول إنّ "أوضاع مدينة طرابلس الإقتصادية والإجتماعية لم تعد تحتمل وهي بحاجة إلى متنفس، وإن التظاهرات في وسط بيروت وأمام مجلس النواب أكثر جدوى وفائدة وتوصل صوت الفقراء إلى السلطة بشكل أقوى".

على وسائل التواصل الإجتماعي تُرمى بشكل متواصل أخبار تقول إن طريق ساحة النور سوف يُعاد فتحها كان آخرها أمس تحت عنوان "هل ستفتح طرقات ساحة النور غدًا؟ وهل انتهت الثورة".. ولدى سؤالنا العديد من الشباب الناشط في ساحة النور أكدوا أن "لا شيء من هذا القبيل وكل ما يقال يأتي بغرض التجييش ضد الثورة". رئيس مجموعة "حراس المدينة" - وهي المجموعة المسؤولة عن التنظيم اللوجستي في ساحة النور (ساحة الثورة) منذ انطلاق إنتفاضة طرابلس في 17 تشرين - أبو محمود شوك نفى في حديث إلى "نداء الوطن" ما يُثار عن إعادة فتح طريق ساحات النور وقال: "هذا كلام السياسيين والأجهزة ويأتي من ضمن حملة لشيطنة الثورة والقضاء عليها. ليس هناك أي توجّه لفتح طرقات ساحة النور كما أن ثورة أهل طرابلس والشمال ما زالت مستمرة".

الحديث عن عدم جدوى التظاهرات وقطع الطرقات وإقفال المؤسسات العامة وأن الجدوى هي في التظاهر في بيروت يضعه الرأي العام الطرابلسي في إطار ما يجري من عمل على شيطنة الثورة في طرابلس. وانتشرت مؤخرًا صورة للناشط ربيع الزين يحمل العلم التركي مع عدد من الشبان.. على أنها من باب الولاء للمخابرات التركية التي تمول الزين ومجموعاته والحَراك الطرابلسي. ولدى التحري عن هذه الصورة تبيّن أنها تعود إلى العام 2016 عندما أقيمت وقفة تضامنية مع تركيا بعد الإنقلاب الفاشل وقتها. إلى ذلك لا تنفك توزّع أخبار على مواقع التواصل الإجتماعي، وكان آخرها تسجيل صوتي، وتتهم هذه الأخبار الوزير الأسبق اللواء أشرف ريفي بتحريض "الشبان للذهاب إلى بيروت عبر حراس المدينة المحسوبين عليه"، وأن "هناك تمويلا للمتظاهرين من المخابرات التركية يديرها ريفي عبر حراس المدينة". هذه الأخبار كان ريفي قد نفاها في حديث سابق الى" نداء الوطن".

من جهته وضع رئيس حراس المدينة أبو محمود شوك ما يجري في إطار "السعي المستمر لشيطنة الثورة والثوار وتصويرهم بأنهم أشخاص مأجورون لمخابرات خارجية. هذه سياسة السلطة التي تريد الإيحاء بأن ما يجري في لبنان ليس ثورة ضدها بل أعمال شغب تديرها أجهزة خارجية. نحن حراس المدينة معروفون من نحن والكل يشهد بالتنظيم والإنضباط الذي يتمتع به شبان هذه المجموعة وناشطيها، والأهم وطنيتنا وحبنا لطرابلس وهذا ما يزعجهم".

وإذا كانت أفضل طريق للقضاء على ثورة الشعوب المواجهة مع القوى الأمنية أو تصويرها بأنها مجموعات تنفّذ أجندات خارجية، فإنه في المقابل، لا يزال موضوع توقيف الناشطة داليا الجبيلي يتفاعل. وهي كانت أُوقفت من قِبل فرع المعلومات بتهمة تمويل الباصات التي نقلت المحتجين من طرابلس وعكار إلى وسط بيروت للتظاهر أمام مجلس النواب عبر حزب 7، لخوض مواجهات ليلية مع القوى الأمنية. وموضوع حزب 7 وتمويل باصات نقل المتظاهرين إلى بيروت يتفاعل في عكار أيضًا ويجري الحديث عن أسماء تموِّل، ومبالغ تُدفع للشباب في القرى والبلدات من أجل المشاركة وبطاقات تشريج خلوية.


MISS 3