هيدا رأيي

إرحموا مَن في الارض يرحمْكم مَن في السماء

11 : 04

شكّل قرار الاتحاد اللبناني لكرة القدم الأخير بتعليق النشاط الكرويّ الرسميّ صدمة كبيرة لكافة العاملين في هذا الوسط المنتشِر، لا سيما منهم الذين يعتمدون في شكلٍ أساسي لتحصيل قوتهم وقوت عائلاتهم على لعبة كرة القدم.

كلّ من له صلة بهذه الرياضة من لاعبين وفنّيين وغيرهم علق الآمال الكبار على إمكانية أن يتخذ الاتحاد قراراً آخر مغايراً يحفظ من خلاله مصدر رزقهم ولا يجعله يضيع هباءً كما ضاع الدوري وضاعت معه اللعبة للأسف.

لم يعدْ الأمر متعلقاً بمجرّد لعبة تُمارس كهواية، بل أصبح يتصل بأرزاق بشرٍ من لحم ودم، وأصبحوا اليوم مهدّدين بالعوز والفقر وربما الفاقة، بعدما تحوّلوا عاطلين عن العمل، ولم يعد أمامهم بالتالي أيّ هدف يسعون إلى بلوغه سوى الخروج من هذه الورطة والتخلّص من الأزمة الخانقة التي وجدوا أنفسهم تائهين في وسطها، بعدما تُركوا لوحدهم يواجهون مصيرهم المجهول، ويقيناً لولا وجود مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لما بقي ذكرٌ او أثرٌ لكرة القدم اللبنانية، لانه عندها لا داعي لإستمرار فريقَي العهد والأنصار في التمارين والتحضيرات، ولكان لاعبوهما ربّما واجهوا وأجهزتهم الفنية نفس مصير بقية من يعملون في كافة الأندية الأخرى التي لم تعد مُجبرة - لا بل قادرة - على أن تقيم نشاطاً من هنا أو مباراة من هناك، والتي كان أكثر من نصفها أصلاً قد توقف عن التمارين منذ أشهر، وبعض إدارات هذه الأندية لم تبرّىء ذمّتها مع لاعبيها الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها عاطلين عن العمل.

فمن سينقذ اللعبة ويُنقذ اللاعبين وينظر إليهم على أنهم ليسوا مجرّد دُمى أو أرقام أو ما شابه، بل أناسٌ عندهم مسؤوليات كبيرة وضاغطة تجاه عائلاتهم وذويهم، فارحموا من في الأرض يرحمْكُم من في السماء...


* حسين حجازي

صحافي رياضي


MISS 3