إقتناء الحيوانات الأليفة مفيد لقلبك

02 : 00

الكلاب وغيرها من الحيوانات الأليفة قد تنتج مشاعر وعادات إيجابية تكفي لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية...

غالباً ما يعتبر الناس حيواناتهم الأليفة أعضاءً محبوبين من عائلاتهم. وبحسب استطلاع نشرته "جمعية القلب الأميركية" في وقتٍ سابق من هذه السنة، يعترف 95% من أصحاب الحيوانات الأليفة بأنهم يتكلون على حيواناتهم لتخفيف ضغطهم النفسي. كذلك، تعطي الحيوانات المرافقة للبشر منافع نفسية وجسدية أخرى قد تنعكس إيجاباً على القلب.

تقول الدكتورة بيث فراتس، مديرة طب أسلوب الحياة والعافية في قسم الجراحة، في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": "الحيوانات الأليفة تعطينا مشاعر الانتماء، والترابط، والطمأنينة، التي نتوق إليها جميعاً". يسهل أن تشعر بالتميّز والحب مثلاً حين يستقبلك كلبك بكل حماس فور وصولك إلى المنزل. أو قد تسترجع الهدوء الذي تفتقر إليه عند سماع خرخرة قطتك. حتى أن الجلوس في جو هادئ وتمسيد فرو الحيوان الأليف قد يطلقان الأوكسيتوسين، هرمون الحب.

أدلة على منافع القطط والكلاب

منذ عشر سنوات تقريباً، استنتج بيان علمي صادر عن "جمعية القلب الأميركية" أن اقتناء حيوانات أليفة، لا سيما الكلاب، قد يرتبط بتراجع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. يتكرر هذا الاستنتاج في مراجعة جديدة نشرها موقع "تقارير ارتفاع ضغط الدم الحالية"، في آب 2022. يبدو أن اقتناء حيوان أليف يُخفّض خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وقد يُحسّن طريقة السيطرة على الضغط لدى المصابين بهذه المشكلة أصلاً. لكن ما هي الآلية الأساسية الكامنة وراء هذه المنافع؟ يبدو أن الحيوانات الأليفة تُخمِد استجابة الضغط النفسي في الجسم.

تبقى الأدلة التي تشير إلى تراجع ضغط الدم لدى أصحاب القطط محدودة. لكن تذكر المراجعة الأخيرة أن أصحاب الكلاب تحديداً يسجلون عموماً ضربات قلب أدنى من غيرهم في أوقات الراحة، ومستوىً أقل من الكولسترول والشحوم الثلاثية، مقارنةً بمن لا يقتنون أي حيوان. لكن هل يعني ذلك أن اقتناء كلب يُحسّن الصحة، أم أن الأشخاص الأصحاء هم أكثر ميلاً إلى اقتناء الكلاب؟ تحاول معظم الأبحاث تقييم عوامل مؤثرة محتملة، لكن لا يمكن القيام بذلك في جميع الحالات.

أكثر من مجرّد نزهة...

يستفيد أصحاب الكلاب أيضاً من النشاطات الجسدية المضافة لأنهم يضطرون لأخذ الكلب للتنزه يومياً. تكشف الأبحاث أن الشخص الذي يقتني كلباً يسير طوال 20 دقيقة إضافية تقريباً كل يوم مقارنةً بالآخرين. لكن لا تقتصر منافع هذه النزهات على تحسين مستوى الرشاقة.

توضح فراتس: "الكلب مُرشِد ممتاز لبلوغ مستوى من الاسترخاء الذهني لأنه يعيش الحاضر ويستعمل حواس الشم، والسمع، والنظر، واللمس، أثناء تجوله في العالم. حاول أن تقتدي بكلبك إذاً أثناء التنزه، وركّز على الحيوان والأماكن المحيطة بك. سيكون هذا النوع من الاسترخاء الذهني مفيداً للتخلص من الضغط النفسي. حتى أن التنزه في منطقة خضراء ومليئة بالأشجار يُسهّل تخفيف الإجهاد. إنه الاستنتاج الذي توصّل إليه بحث عن ممارسة يابانية اسمها "شينرين يوكو" (الاستجمام في الغابة). تسمح هذه التقنية بالاستمتاع بالطبيعة بإيقاع بطيء وفي جو من الاسترخاء التام.

تواصل مع الآخرين

قد يساعدك التنزه اليومي مع الكلب في إقامة علاقات جديدة، أو حتى صداقات وثيقة مع الجيران أو أصحاب كلاب أخرى. تقول فراتنس: "عندما أتنزه مع كلبتي ريز، وهي من فصيلة "غولدندودل"، غالباً ما أتكلم مع أشخاص جدد أثناء النزهة، لا سيما حين كانت لا تزال صغيرة في السن. لطالما أراد الناس مداعبتها وتقاسم تجاربهم عن كلابهم أو التعبير عن اهتمامهم باقتناء كلب. يقضي تمرين ممتع آخر بتنظيم "مواعيد لعب" للكلب. إنه نشاط ترفيهي للكلاب وفرصة مناسبة كي يتبادل الناس الحديث مع الآخرين. تبدأ صداقات كثيرة في حديقة الكلاب".

بدأت مشاعر الوحدة والعزلة الاجتماعية تُعتبر من أبرز العوامل التي تزيد مخاطر النوبات القلبية، أو الجلطات الدماغية، أو الوفاة لهذه الأسباب. إذا كنت تعيش وحدك، قد يصبح الحيوان الأليف رفيقاً ممتعاً لك، حتى أنه قد يوسّع دائرة علاقاتك الاجتماعية.

اعـــتـــبـــارات أســـاســـيـــة

يجب أن يعرف الجميع أن اقتناء حيوان أليف مسؤولية جدّية، ويتطلب هذا الخيار الكثير من الوقت والمال والطاقة. يجب أن يفكر كبار السن تحديداً بعوامل مثل حجم الكلب، وقوته، وطباعه. تحتاج الكلاب الأكبر حجماً إلى تدريبات إضافية، لكن قد تحمل الكلاب والقطط الأصغر حجماً مخاطر خفيّة في بعض الحالات. أخيراً، قد يضطرب نومك إذا قررتَ أن تسمح للحيوان بالنوم في سريرك، علماً أن النوم عامل مهم آخر للحفاظ على صحة القلب. درّب كلبك إذاً على النوم في سريره الخاص، أو اترك قطتك تنام في غرفة منفصلة.


MISS 3