هل تمنعك أدويتك من النوم؟

02 : 00

هل تعجز عن النوم رغم تأخّر الوقت؟ إذا كنت تتمدد ليلاً وتتساءل عن السبب، فكّر بتأثير الأدوية التي تأخذها على ما يصيبك. تقول جينيفر كورابي، صيدلية متخصصة بالطب النفسي في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": "قد تؤثر الأدوية على النوم بطرقٍ مختلفة. يؤخر بعضها الاستغراق في النوم، أي المدة التي تحتاج إليها قبل أن تغفو. كذلك، تؤدي أدوية أخرى إلى اضطراب نوعية النوم أو مشاعر الراحة في الصباح".



أسباب شائعة

قد تُباع الأدوية التي تؤثر على النوم مع أو من دون وصفة طبية. في ما يلي أبرز مسببات المشكلة:

مضادات الاكتئاب: غالباً ما يصف الطبيب هذه الأدوية لمعالجة الاكتئاب أو القلق، وهي تترافق مع مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية، حتى لو كانت تدخل في خانة الأدوية نفسها. من بين مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية مثلاً، قد يكون الفلوكسيتين (بروزاك) عنصراً منشّطاً ويُصعّب النوم المتواصل. لكن قد يعطي الباروكسيتين (باكسيل)، وهو نوع آخر من تلك الأدوية، أثراً مسكّناً ويسهّل النوم.

حاصرات البيتا: تُستعمل هذه الأدوية في المقام الأول لمعالجة ارتفاع ضغط الدم أو عدم انتظام ضربات القلب، منها الميتوبرولول (لوبريسور، توبرول إكس إل) والأتينولول (تينورمين). لكن قد تُخفّض هذه الأدوية المستويات الطبيعية من هرمون الميلاتونين الذي يسهّل تنظيم دورة النوم واليقظة. إذا قمعت حاصرات البيتا الميلاتونين، قد تجد صعوبة في النوم طوال الليل.

مزيلات الاحتقان: تسهم مزيلات الاحتقان، مثل الفينيليفرين أو السودوإيفيدرين، في تقليص الأغشية المتورمة في الممرات الأنفية، ما يسمح بمرور كميات إضافية من الهواء عبرها. قد تكون هذه الأدوية منشّطة، أو ترفع ضغط الدم، وتسرّع ضربات القلب، وتُسبب الأرق في بعض الحالات. لا يوصي بها الأطباء للمصابين بمشاكل في القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو من يحملون تاريخاً في الجلطات الدماغية.

مدرّات البول: تسمح أدوية مثل الفوروسيميد (لازيكس)، والتورسيميد (ديماديكس)، والهيدروكلوروثيازيد، بتخفيض كمية الصوديوم والماء في الجسم. يصفها الطبيب لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل الكلى، وأمراض الكبد، واحتباس السوائل المرتبط بقصور القلب. لا تؤثر مدرات البول على النوم مباشرةً، لكنها قد تعيق مساره إذا كانت تدفعك إلى دخول الحمّام خلال الليل.

أدوية الإقلاع عن التدخين: قد تُسهّل الأدوية البديلة عن النيكوتين الإقلاع عن التدخين، منها النيكوتين على شكل رقعة أو علكة أو أقراص. لكن قد تكون مادة النيكوتين سبباً للأحلام غير المألوفة أو الكوابيس، ما يدفع الناس إلى الاستيقاظ من النوم. قد تؤثر هذه الأدوية على نوعية النوم أيضاً. يعطي دواء الفارينكلين (شانتيكس) مثلاً أثراً مشابهاً لمنتجات استبدال النيكوتين في المناطق الدماغية نفسها وقد يُسبب الكوابيس. كذلك، قد يكون مضاد الاكتئاب، بوبروبيون (ويلبوترين)، عنصراً منشّطاً ويُصعّب الاستغراق في النوم.

الستيرويدات: تُستعمل الستيرويدات التي تُؤخذ عبر الفم، مثل البريدنيزون، لتخفيف الالتهاب داخل الجسم. يحفّز البريدنيزون على إنتاج هرمون الكورتيزول ويقلّد أثر الضغط النفسي في الجسم، بما في ذلك إعاقة دورة النوم. غالباً ما تُؤخذ الستيرويدات لفترة قصيرة، لكن قد تتطلب الأمراض المزمنة علاجاً أطول.

خطوات فاعلة

تتعدد الخطوات التي تستطيع اتخاذها إذا كانت مشاكل النوم لديك مرتبطة بالأدوية. أولاً، دوّن تاريخ كل دواء، وجرعته، وتوقيت أخذه، والأعراض التي تلاحظها، لرصد أي أنماط مرتبطة بالأدوية. أو جرّب الاستراتيجيات التالية بعد أخذ موافقة الطبيب أو الصيدلي:

خذ الدواء خلال النهار: تنطبق هذه الخطوة على الأدوية التي تُصعّب عليك النوم ليلاً، أو تُسبب لك الكوابيس، أو تجعلك تدخل الحمّام مراراً. يوصي الأطباء مثلاً بعدم أخذ مدرّات البول قبل ست ساعات من موعد النوم.

خذ مكملات الميلاتونين قبل النوم: الميلاتونين هرمون ينظّم دورة النوم واليقظة. قد يساعدك إذاً على المدى القصير، إلى أن يعتاد جسمك على الدواء الذي يسبب لك مشاكل في النوم.

خفّف الجرعة المأخوذة: استشر طبيبك حول إمكانية تخفيض جرعة الدواء لتحسين نوعية نومك.

نظّم فترة ما قبل النوم: حاول أن تأوي إلى الفراش وتستيقظ في الوقت نفسه من كل يوم، وتجنب الكافيين بعد الغداء، ولا تشرب الكحول أو تأكل الطعام مع اقتراب موعد النوم، وأطفئ الشاشات الإلكترونية قبل ساعة من النوم، واحرص على النوم في غرفة مبرّدة ومظلمة ومريحة.

غيّر الدواء: إذا جرّبتَ جميع المقاربات الموصى بها وأصبحت مشاكل النوم غير مقبولة، استشر طبيبك حول إمكانية الانتقال إلى دواء لا يؤثر على النوم. يُفترض أن تجد بديلاً مناسباً.