ما سبب الألم أو الحرقة في المثانة؟

11 : 48

الإلتهابات ليست الحالات الوحيدة التي تُسبب الانزعاج!

تكون الأعراض البولية شائعة لدى النساء تحديداً، منها الشعور بحرقة مؤلمة أثناء التبول، أو الحاجة المُلحّة إلى التبول والعجز عن الانتظار (الإلحاح البولي)، أو التبول المتكرر.
تنجم هذه الأعراض عن إحدى الحالات التالية:


إلتهاب المسالك البولية: إنه أبرز سبب للحرقة المؤلمة أثناء التبول، أو الإلحاح البولي، أو التبول المتكرر. قد تصابين بهذا الالتهاب في الإحليل أو المثانة (مجرى البول السفلي)، أو في الكلى (المجرى العلوي). أحياناً، تبرز أعراض أخرى لالتهاب الكلى، منها ألم الظهر، والحمى، والقشعريرة، والغثيان. يقول رئيس تحرير "رسالة هارفارد الصحية"، أنطوني كوماروف: "لا يواجه عدد مفاجئ من النساء الأكبر سناً هذه الأعراض الأخرى، حتى لو كنّ مصابات بالتهاب المسالك البولية العليا".


المتلازمة التناسلية البولية لانقطاع الطمث: تنجم هذه الحالة عن تراجع سماكة أنسجة المثانة والإحليل والمهبل وجفافها نتيجة انخفاض مستويات الأستروجين. تقول جانين ميران، طبيبة نسائية متخصصة بأمراض المسالك البولية في مستشفى "بريغهام" للنساء التابع لجامعة "هارفارد": "وفق تقديراتي الخاصة، تصيب هذه المتلازمة حتى 70% من النساء بعد انقطاع الطمث".


إلتهاب المهبل: يُسبب هذا الالتهاب أعراضاً مثل الحكة والألم والإفرازات المهبلية والرائحة الكريهة. حين يصل البول المتدفق إلى جدران المهبل الملتهبة، قد يشتد الألم أثناء التبول. لكن لا تترافق الحالة عموماً مع إلحاح بولي أو تبول متكرر.

الأمراض المنقولة جنسياً: تستهدف هذه الحالات مجرى البول والرحم والمبيضين، منها الكلاميديا أو مرض السيلان. إلى جانب الأعراض البولية، تنشأ أحياناً مشاكل مثل ألم الحوض والحمى والإفرازات المهبلية.

إلتهاب الإحليل: يصيب هذا الالتهاب الرجال والنساء المصابين بالتهاب المثانة أو بأمراض منقولة جنسياً.

التهاب المثانة الخلالي/ متلازمة ألم المثانة: تترافق هذه الحالة المزمنة مع ألم أثناء التبول أو إلحاح بولي أو تبول متكرر، لكنها لا ترتبط بأي عدوى جرثومية. توضح ميران: "يكون الألم الذي يرتبط بامتلاء المثانة ويتحسن عند تفريغها أبرز مؤشر على المشكلة. قد تشعر المرأة أيضاً بحاجة قوية إلى التبول بشكلٍ متكرر كل ساعة، أو تُركّز على محتوى المثانة طوال الوقت. تنجم هذه الحالة عن مشكلة في البطانة الواقية التي تغطي جدار المثانة.

تركيبة الجهاز البولي

يبدأ الجهاز البولي في الكلى ويقع على جهتَي أسفل العمود الفقري. تُفرّغ كل كلية السموم وفائض المعادن والسوائل من الدم. ثم ترسل البول المشتق من هذه العملية عبر أنابيب طويلة (الحالب) إلى المثانة، ويتخلص منها الجسم في النهاية عبر الإحليل.


التشخيص

إستشيري طبيبك العام أو النسائي حين تشعرين بألم أو حرقة في المثانة. يفحص الطبيب عيّنة من البول لتقييم خلايا الدم البيضاء (مؤشر على الالتهاب) وخلايا الدم الحمراء (مؤشر على وجود عدوى أو مشاكل أخرى) والبحث عن الجراثيم. إذا كشف هذا الفحص الأولي أياً من هذه المؤشرات، يرسل الطبيب اختبار زرع البول إلى المختبر للتأكد من وجود عدوى جرثومية ومعرفة نوع الجراثيم المسؤولة عن الخلل.


إذا كنت تواجهين الأعراض لكنك غير مصابة بأي التهاب، سيفكر الطبيب بأسباب محتملة أخرى، مثل المتلازمة التناسلية البولية لانقطاع الطمث، أو التهاب المثانة الخلالي أو متلازمة ألم المثانة. في هذه الحالة، قد تحتاجين إلى استشارة اختصاصي آخر، مثل الطبيب النسائي المتخصص بأمراض المسالك البولية. عند رصد كميات ضئيلة من الدم في البول (لا يمكن رؤيتها إلا تحت المجهر)، قد تحتاجين إلى التصوير المقطعي المحوسب، أو الموجات فوق الصوتية، أو تنظير المثانة، لاستبعاد السرطان أو حصى الكلى.



العلاجات المحتملة

بشكل عام، يصف الطبيب المضادات الحيوية لمعالجة الالتهاب. إذا كنت تصابين بالتهابات متكررة في المسالك البولية (أكثر من مرتين خلال ستة أشهر)، استعملي الأستروجين المهبلي (كريم، أقراص، حلقة مهبلية اسمها "إسترينغ") للوقاية من أي التهابات مستقبلية.


لكن تحذر ميران من أخذ المضادات الحيوية بشكلٍ متكرر، لا سيما إذا لم تكن الالتهابات المتكررة مؤكدة، لأنها قد تؤدي إلى مشكلة مقاومة المضادات الحيوية. كذلك، لا تفيد هذه المضادات التهاب المثانة الخلالي لأن هذه الحالة لا تترافق مع أي التهاب.تتعدد الخطوات التي تسمح بتخفيف حدة الأعراض: تعاوني مع معالج فيزيائي لإعادة تدريب مثانتك، وتجنبي المنتجات المُنشّطة، مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية والسوائل المُحلاة اصطناعياً، وعدّلي كمية السوائل المستهلكة.

إذا كنت مصابة بحالات مزعجة من الإلحاح البولي والتبول المتكرر، لا تشربي أكثر من ليترين من مجموع السوائل يومياً. إنها نصيحة مفيدة لتجنب التهاب المسالك البولية أيضاً. تكون هذه الكمية كافية لتفريغ المثانة والاحتماء من الالتهابات، لكنها ليست مفرطة كي تزيد أعراض الإلحاح البولي والتبول المتكرر سوءاً.


MISS 3